logo
العالم

خبراء: استمرار الحرب الروسية الأوكرانية يهدد صورة ترامب

خبراء: استمرار الحرب الروسية الأوكرانية يهدد صورة ترامب
بوتين وترامب وزيلينسكي
04 يوليو 2025، 4:48 م

قال خبراء إن استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا يكشف هشاشة قدرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إنهائه خلال 24 ساعة من وصوله إلى البيت الأبيض.

ومنذ انطلاق حملته الانتخابية الأخيرة، تعهّد ترامب بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة فقط حالَ وصوله إلى البيت الأبيض، وهو تصريح ظل يكرره مرارًا في جولاته الانتخابية لكسب أصوات الناخبين الذين سئموا استمرار النزاعات الخارجية.

ومع فوزه في الانتخابات، عاد الرئيس ليؤكد أن إنهاء الحرب سيكون على رأس أولوياته، مشددًا على أن قدرته على الضغط على الأطراف المتحاربة ستحسم النزاع بسرعة غير مسبوقة.

لاحقًا، وفي إطار محاولاته المتكررة لإثبات جديته، أطلق ترامب تصريحًا مثيرًا للجدل حين أعلن أن مهلة أسبوعين فقط كافية للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للحرب الدامية التي أنهكت أوكرانيا وأحرجت الغرب أمام تصاعد النفوذ الروسي.

واليوم، مضت خمسة أسابيع كاملة منذ ذلك الوعد، ولم تتحقق أي خطوة عملية نحو وقف إطلاق النار، بينما تتواصل المعارك على الجبهات، ويستمر الجمود السياسي بلا نتائج.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب يكشف نتائج مباحثاته مع بوتين بشأن إيران وأوكرانيا

 ويرى خبراء أن هذا التناقض بين الوعود الكبيرة والواقع الميداني الصعب يُهدّد صورة ترامب كقائد قادر على فرض الحلول السريعة.

وأشار الخبراء إلى أن هذا التناقض يُسلّط الضوء على تعقيدات النزاع، الذي بات يتجاوز قدرة أي رئيس على حسمه بقرارات أحادية، في ظل تداخل مصالح قوى دولية وإقليمية، وصراعات النفوذ بين المؤسسات الأمريكية ذاتها.

وأكدوا أن استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لا يرتبط فقط بقرارات الرئاسة الأمريكية، بل أيضًا بتشابك مصالح مؤسسات وتيارات وشركات داخل ما يُعرف بـ"الدولة العميقة"، حيث يستفيد البعض من بقاء الفوضى.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي يهاجم روسيا بعد الهجوم "الهائل" على أوكرانيا

 
هشاشة قدرات ترامب 

ويرى ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، أن تحوّل المهلة الزمنية من أسبوعين إلى 5 أسابيع دون تحقيق وقفٍ لإطلاق النار، يُعَدّ انعكاسًا واضحًا لهشاشة قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التأثير الفوري في مسار الحرب.

وقال بريجع لـ"إرم نيوز" إن المسألة لا ترتبط بشخص ترامب وحده، بل بطبيعة النزاع الدولي وتعقيداته العميقة، وأن ترامب لطالما وعد بإنهاء الحروب التي تنخرط فيها الولايات المتحدة، لكنه اكتشف أن هذه الصراعات لم تعد تُحسم بقرار رئاسي أو ضغوط تفاوضية قصيرة الأجل.

وأوضح أن إنهاء أي حرب يتطلّب خطة استراتيجية شاملة تتجاوز الشعارات الانتخابية، تشمل بناء تحالفات مع الأطراف الفاعلة، وتهيئة بيئة تفاوضية لا يشعر فيها أي طرف بالهزيمة المطلقة.

وأشار إلى أن غياب هذا النهج أسهم في تمديد المهلة، وأثّر سلبًا على صورة ترامب أمام الجمهوريين الذين يسعون لتقديمه كقائد حاسم، لا مجرّد مفاوض بلا نتائج.

ووفقًا له، فإن الأزمة الراهنة كشفت أيضًا عن ملامح نظام دولي جديد، تتشابك فيه أطراف متعددة، وتتراجع فيه قدرة الردع الأمريكي بعد تجارب أوكرانيا وأفغانستان.

ورجّح أن تسعى إدارة ترامب في المرحلة المقبلة إلى تكثيف التحركات السياسية والدبلوماسية عوضًا عن التصعيد العسكري، تفاديًا لمخاطر الانزلاق إلى حرب شاملة.


مصالح أمريكية واسعة

من جانبه، يُؤكّد آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، أن القرار الأمريكي لا يُتّخذ بيد الرئيس وحده، بل ينبع من شبكة مصالح واسعة تضم مؤسسات وتيارات وشركات تُشكّل مجتمعةً ما يُعرف بـ"الدولة العميقة".

وقال ملحم لـ"إرم نيوز" إن استمرار النزاع بين روسيا وأوكرانيا يخدم مصالح شركات أمريكية كبرى، ليس فقط عبر بيع الأسلحة لحلفاء واشنطن، بل أيضًا من خلال الفوضى التي تفتح أبواب صفقات غير مشروعة، كتهريب السلاح والمخدرات.

وأشار إلى أن ميناء أوديسا يُعدّ محطة رئيسية لتهريب المخدرات من آسيا الوسطى إلى أوروبا، مضيفًا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يخطّط لإرسال قوات إلى المنطقة لإيجاد موطئ قدم استراتيجي.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

بوتين لترامب: روسيا "لن تتخلى" عن أهدافها في أوكرانيا

 وتعليقًا على انتهاء كافة المهل التي تحدث عنها ترامب، يعتبر الخبير في الشؤون الروسية أن تصريحات ترامب أقرب إلى الاستهلاك الإعلامي، ولا تعكس إدراكًا حقيقيًا لتعقيدات الملف.

ولفت إلى أن تدخل لجنة الاستخبارات في الكونغرس بعد قرار البنتاغون تعليق المساعدات لأوكرانيا، يُبرز كيف تتصارع المؤسسات داخل الدولة الأمريكية على النفوذ، مشددًا على أن تصريحات ترامب غالبًا ما كانت جزءًا من حملاته الانتخابية دون أن تتحول إلى سياسات فعلية.


نهج السياسية الواقعية

في المقابل، يرى د. توفيق حميد، الخبير في الشؤون الأمريكية، أن تأخر ترامب في إنهاء الحرب لا يمثّل عجزًا بقدر ما يعكس تبنيه نهج الواقعية السياسية وترتيب الأولويات.

وقال حميد لـ"إرم نيوز" إن مشروع الميزانية الأمريكية اجتاز المراحل الصعبة، وبات في حاجة إلى استكمال إجراءات شكلية، وهو ما قد يسمح للرئيس لاحقًا بالتفرّغ للملف الروسي الأوكراني وإدراجه ضمن أولويات أجندته.

وأوضح أن إقرار الميزانية سيمنح ترامب ورقة ضغط قوية في مواجهة موسكو، لكنه استبعد في الوقت ذاته أي خيارات عسكرية ضد روسيا لما تحمله من تداعيات كارثية.

وشدّد على أن الواقعية السياسية تتيح للإدارة الأمريكية التنقّل بين خيارات تفاوضية وحلول مرحلية، معتبرًا أن تأجيل الحسم لا يعني الفشل، بل قراءة متأنّية للمصالح الأمريكية المتشابكة.

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون يحمّلون شاحنة بصواريخ جافلين

البنتاغون يتهم إدارة بايدن بالإفراط في إرسال الأسلحة لأوكرانيا

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC