logo
العالم

خبراء: إسرائيل بثت رسالة ترهيبية للرأي العام الإيراني باستهداف التلفزيون

خبراء: إسرائيل بثت رسالة ترهيبية للرأي العام الإيراني باستهداف التلفزيون
القصف الإسرائيلي للتلفزيون الإيرانيالمصدر: متداول
17 يونيو 2025، 7:21 م

قال خبراء مختصون في الشؤون الإعلامية إن استهداف إسرائيل للتلفزيون الإيراني يمثل تكتيكًا متعدد الأبعاد؛ فهو من جهة محاولة لتعطيل الآلة الإعلامية الإيرانية، التي تشكّل ذراعًا دعائية مهمة للنظام، ومن جهة أخرى إشارة إلى القدرة الإسرائيلية على الوصول لأهداف حساسة في العمق الإيراني.

وأشاروا إلى أن هذه الضربة تندرج ضمن إستراتيجية تل أبيب الشاملة لمواجهة النفوذ الإيراني، التي تجمع بين الضربات العسكرية والحرب النفسية.

فإضافة إلى الأضرار المادية، تهدف إسرائيل إلى بث رسالة ترهيبية للنخبة الإيرانية والرأي العام، تعزز فيها تصوّر هشاشة النظام وقدرتها على استهداف مراكز قوته.

أخبار ذات علاقة

الدخان يتصاعد من مبنى التلفزيون الإيراني

غداة استهدافه بضربة إسرائيلية.. حريق في مقر التلفزيون الإيراني (فيديو)

مقصد واضح

وقال أستاذ القانون والعلاقات الدولية، إسماعيل خلف الله، إن استهداف إسرائيل للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الإيراني هو مقصد واضح باستهداف وسيلة مهمتها نقل المعلومة للرأي العام الداخلي والخارجي؛ بالتالي فإن استهداف وسائل الإعلام والتلفزيون والمحطات الفضائية ومكاتبها، ليس بجديد على دولة إسرائيل.

وأضاف لـ "إرم نيوز" أن هذا الاستهداف سبق أن تمت ملاحظته في غزة عندما كانت إسرائيل تقصف مكاتب الفضائيات، وكانت أيضًا تستهدف الصحافيين والإعلاميين، والجميع لاحظ أن العدد الذي تم استهدافه، عدا ضحايا الصحافة، فاق بشكل رهيب حتى العدد الذي استُهدف في الحربين العالميتين.

وأوضح أن المقصد والأسباب واضحة، وكذلك أدوات الاستهداف؛ بالتالي فإن هذا الاستهداف وتكثيف الهجمات هو جريمة حرب مكتملة الأركان، بحسب ما تنص عليه اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساس والقوانين الدولية ككل.

وأشار إلى أن الهدف من ذلك هو إغلاق وسد مصدر المعلومة ونقل الحقيقة، وخنق السردية الإيرانية، التي ربما يُراد لها أن تُروّج بواسطة إعلامها المتمثل في الإعلام الرسمي.

وأكد أن إسرائيل تسعى إلى غلق الرواية الإيرانية، وهذا هدف رئيس وأساس لها، إلى جانب طموحها، مع نسف البرنامج النووي، إلى إسقاط النظام الإيراني، رغم أن هذا الأمر صعب، الآن، لأسباب كثيرة يطول شرحها.

حرب نفسية

من جانبه، قال الباحث السياسي، سركيس قصارجيان، إن استهداف التلفزيون الإيراني من قبل إسرائيل، في خطوة مناقضة للقوانين الدولية وأعراف الحرب، يندرج تحت عنوان الحرب النفسية التي تشنّها إسرائيل على إيران، بالتوازي مع الضربات العسكرية التي استهدفت مفاصل حساسة في هذه الدولة، سواء لناحية القدرات العسكرية واللوجستية للحرس الثوري أو بنيته التحتية.

وأوضح في حديثه لـ "إرم نيوز" أنه بالتوازي مع هذه الضربات، رأينا عمليات استخباراتية قام بها عناصر من الموساد على الأرض الإيرانية، استهدفت بشكل كبير شخصيات مرموقة في المؤسسة العسكرية والدبلوماسية والعلمية الإيرانية.

دولة مخترقة

وبيّن قصارجيان أن هذه الضربات، بتقديره، كان لها بُعد نفسي يرتكز على بث الشعور لدى الإيرانيين بأن دولتهم مخترقة، وأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى الهدف الذي تريده، في التوقيت الذي تحدّده؛ إلى جانب خلق نوع من الإرباك في سلسلة اتخاذ القرار في المستوى الإيراني الأعلى.

وأضاف أن استهداف التلفزيون يأتي في هذا السياق، واستكمالًا لهذه الحرب النفسية، التي قد تؤدي في النهاية إلى تشجيع المعارضين في الداخل، الذين باتوا مقتنعين بأن ساعة الصفر لإسقاط النظام الإيراني قد بدأت، وبالتالي التحرّك بشكل أكثر جرأة، وهو ما عبّر عنه نتنياهو في تصريح سابق حينما قال إن الدور، الآن، للشعب الإيراني.

أخبار ذات علاقة

صواريخ القبة الحديدية تتصدى للصواريخ الإيرانية

"قصف معنوي" بدلا من الصاروخي.. هل باتت إيران في ورطة؟

وختم قصارجيان إن الحرب الإسرائيلية العسكرية-الاستخباراتية المركّبة لا تقتصر أهدافها على ضرب الأهداف الفيزيائية فقط، بل وأيضًا إحداث هزّة معنوية لدى الرأي العام الإيراني والقيادات الإيرانية على حدّ سواء، على طريق تحقيق الهدف غير المعلن من هذه الحرب، وهو إضعاف النظام الإيراني تمهيدًا لإسقاطه.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC