رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
تجدّد الجدل داخل الأوساط السياسية الغربية حول مستقبل القيادة الأوكرانية، بعد تفجّر موجة جديدة من "فضائح الفساد" التي هزت كييف خلال الأسابيع الأخيرة.
وأعادت هذه "الفضائح"، طرح سؤال ظل يتردد في الدوائر الدبلوماسية المغلقة: "هل باتت الولايات المتحدة تدرس فعليًا خيار إعادة تشكيل رأس السلطة في أوكرانيا، عبر الدفع نحو تغيير القيادة أو تهيئة مسار سياسي جديد لما بعد الرئيس فولوديمير زيلينسكي".
وشهد شهر نوفمبر/ تشرين الثاني واحدة من أكبر قضايا الفساد منذ بدء الحرب، بعد الكشف عن تورط مسؤولين في قطاع الطاقة في عمليات احتيال تتجاوز قيمتها عشرات الملايين من الدولارات، ترافقت مع استقالات وإقالات عاجلة في الحكومة، وتعهدات بفتح تحقيقات موسعة.
وتزامنت هذه التطورات مع تقارير غربية تحدثت عن مخاوف من ضياع جزء من الدعم المالي والعسكري المخصص لكييف، ما أثار موجة استياء في عدد من العواصم الأوروبية التي بدأت تربط استمرار المساعدات بآليات رقابة أكثر صرامة.
وفي واشنطن، برزت نقاشات حول مدى جدوى الإبقاء على القيادة الحالية، خاصة مع مؤشرات توحي بأن تراكم ملفات الفساد قد يضعف قدرة كييف على إدارة الحرب، ويفتح الباب أمام مقاربة أمريكية جديدة تتضمن إعادة النظر في هيكل القيادة أو الدفع نحو انتخابات مبكرة.
ويرى مراقبون، أن التوقيت يطرح دلالات مهمة، إذ تأتي هذه التطورات في لحظة سياسية حسّاسة تشهد تراجعًا في الزخم العسكري الأوكراني، وارتفاعًا في الأصوات الغربية التي تطالب بإجراءات "تصحيحية" في مؤسسات الدولة، وذلك بعد انتهاء الولاية الدستورية لزيلينسكي منذ أكثر من عام، واستمراره في الحكم بقرارات استثنائية.
وبين مؤشرات التحول ومخاوف الانقسام، يبقى سؤال الرئيس الأوكراني الجديد مطروحًا كاحتمال وارد في الحسابات الغربية، لكنه ليس قرارًا جاهزًا للتنفيذ.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو د. نزار بوش، أن "الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الداعمة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كانت تعلم منذ اللحظة الأولى لدعمها، أي منذ العام 2022، أن نظام زيلينسكي يعاني من الفساد".
وقال في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن "عديد الجهات الغربية اكتشفت أن وزراء في حكومة زيلينسكي كانوا يستولون على الأموال الغربية، وهي بملايين الدولارات، إلى جانب تورّط ضباط عسكريين وموظفين في هذا الفساد".
وأشار بوش إلى أن "الغرب، وكذلك إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، كانوا يغضّون الطرف عن هذا الفساد لأن هدفهم كان تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا، وبعد أكثر من 3 سنوات ونصف من الحرب لم يتمكن الغرب ولا الولايات المتحدة من تحقيق هذه الهزيمة" وفق تعبيره.
وأضاف أن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت تدرك حجم الفساد داخل نظام زيلينسكي، إذ صرّح ترامب أكثر من مرة بأن زيلينسكي جاء متسولًا، وتحدث صراحة عن الفساد داخل نظامه".
وشدّد بوش، على أن "الغرب لم يعد يغض الطرف عن سرقة الأموال المرسلة إلى أوكرانيا، خاصة من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وكذلك من الولايات المتحدة، مؤكّدًا أن الإعلام الغربي بدأ فعلًا بتسليط الضوء على هذا الفساد".
ولفت إلى أنه "بعد فشل زيلينسكي في تحقيق أي انتصار على الجبهة أو استعادة أي جزء من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، بدأ الغرب يطرح فكرة مكافحة الفساد، وتقليل الدعم لكييف، وأن الولايات المتحدة تعرف أن إنهاء الحرب والوصول إلى اتفاق يتطلب تغيير زيلينسكي".
وبشأن احتمال تحضير واشنطن لرئيس جديد، قال بوش إن "الولايات المتحدة دائمًا لديها خطط بديلة، وربما تعمل بشكل سري على تجهيز شخصية قد تخلف زيلينسكي قريبًا".
من جهته، لم يستبعد المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية د. توفيق حميد، تغيير النظام في أوكرانيا، وذلك عبر خيارين.
وقال حميد لـ"إرم نيوز": "لا أستبعد إطلاقًا حدوث تغييرات في النظام الأوكراني، سواء عبر الدعوة إلى انتخابات مبكرة، أم من خلال إقصاء القيادة الحالية بأي شكل من الأشكال، مع غضّ الطرف الأمريكي عمّا قد يحدث".
وذكر أن "ترامب كان قد طلب، سابقًا، من زيلينسكي إجراء انتخابات في البلاد، لا سيما أن فترة حكمه قد انتهت منذ وقت طويل".
ولفت حميد، إلى أن قضايا الفساد التي تفجرت، مؤخرًا، قد تشكّل دافعًا قويًا لعملية تغيير بقرار من واشنطن وبالتنسيق مع الحلفاء الغربيين.
وأشار إلى "وجود تحركات داخل الولايات المتحدة قد تهدف إلى استبعاد زيلينسكي، وسط حديث متزايد عن تسريع إجراءات مكافحة الفساد".
ورأى أن "تصرفات ترامب تعكس، في المرحلة الراهنة، رغبة واضحة في إنهاء الحرب في أوكرانيا، مع إبداء قدر من التفهم لبعض وجهات النظر الروسية التي تعتبر بعض المناطق الأوكرانية ذات طابع تاريخي قد يجعلها أقرب إلى روسيا".
وأضاف حميد أن "ترامب، في المقابل، لا يريد لروسيا أن تتمادى في الصراع بحيث تبتلع مساحات واسعة من أوكرانيا قد تجعلها أقرب إلى حلفاء الولايات المتحدة".
وأوضح أن "ترامب يعتبر أن زيلينسكي يشكّل عقبة أمام تحقيق السلام، وأن رفض الإدارة الأمريكية إرسال صواريخ توماهوك بعيدة المدى إلى كييف يعكس عدم رغبة ترامب في التصعيد مع موسكو".