مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

من قصر الرئاسة إلى محكمة الفساد.. أوكرانيا تهتز على وقع شبكة الرشاوى النووية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيالمصدر: (أ ف ب)

اهتزت أوكرانيا بفضيحة فسادٍ غير مسبوقة في قطاع الطاقة، تهدد ثقة المواطنين وداعمي البلاد الدوليين بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، في وقت تكافح فيه البلاد للبقاء صامدة أمام الهجوم الروسي المستمر. 

أخبار ذات علاقة

فولوديمير زيلينسكي وأورسولا فون دير لاين

زيلينسكي يبحث مع فون دير لاين الإصلاحات والفساد في أوكرانيا

وبحسب "راديو أوروبا الحرة"، فإن التحقيق، المعروف باسم "عملية ميداس" كشف عن شبكة رشوة ضخمة تقدر بنحو 100 مليون دولار، ارتبطت بها أسماء رفيعة المستوى في الحكومة، بينهم شركاء سابقون للرئيس زيلينسكي، وسط اتهامات بتحصيل عمولات على حماية محطات الطاقة الحيوية.

وكشفت مصادر أن المتهم الرئيس في القضية هو الشريك السابق للرئيس في فرقة الكوميديا الشهيرة "كفارتال 95" تيمور مينديتش، التي كانت منصة أساسية لشهرته قبل توليه الحكم.
ومينديتش، البالغ من العمر 46 عامًا، كان أيضًا شريكًا لبليونير أوكراني دعم حملة زيلينسكي الرئاسية عام 2019، وقد غادر أوكرانيا قبل أن تداهمه الشرطة مؤخرًا.

وشملت التحقيقات شخصيات بارزة أخرى، من بينهم وزير العدل ووزير الطاقة السابق هيرمان هالوششنكو، ووزير الدفاع السابق رستم أوميروف، ونائب رئيس الوزراء السابق أولكسِي تشيرنيشوف، وفيما نفى بعضهم التورط، استقالت وزيرة الطاقة سفيتلانا غرينتشوك بعد طلب الرئيس، مؤكدةً أنها لم تخالف القانون.

أخبار ذات علاقة

آثار غارة روسية على كييف

"نقطة اللاعودة".. كييف تحت النار ورسائل موسكو تتجاوز الميدان

وتتركز الاتهامات على "إيريجوآتوم"، الشركة الوطنية للطاقة النووية، التي تُعد حجر الزاوية في البنية التحتية الطاقية الأوكرانية، حيث يُزعم أن المسؤولين طالبوا بعوائد نسبتها 10-15% من مقاولين فرعيين لضمان استمرار العقود.

وأظهرت التهديدات والتسجيلات الصوتية الداخلية محادثات عن إلغاء العقود وتهديد الموظفين بالاستدعاء الإجباري للجيش، ما يعكس مدى تعقيد الفساد المتغلغل في أعلى مستويات الدولة.
ويعتقد مراقبون أن هذه الفضيحة لم تؤثر في سمعة الحكومة فحسب، بل امتدت لتقويض قدرة أوكرانيا على الصمود عسكريًا، مع اقتراب فصل الشتاء وتصاعد الضغط على البنية التحتية الحيوية وسط استمرار القصف الروسي، كما أعربت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عن قلقها البالغ، مشددة على ضرورة التعامل مع القضية بجدية.

لكن الأمر الأكثر حساسية هو قرب الاتهامات من الرئيس نفسه، خصوصًا بعد محاولته تقليص استقلالية أجهزة مكافحة الفساد قبل أشهر، وهو ما أدى إلى احتجاجات واسعة في وسط الحرب، ورغم استعادته لاحقًا استقلالية هذه الوكالات، فإن الثقة الشعبية والدولية تعرضت لضربة كبيرة.

وحذر المراقبون من أن هذه الفضيحة قد تشكل نقطة تحول في رئاسة زيلينسكي، إذ إن استمرار الشكوك حول الفساد، في وقت تتطلب فيه الحرب ثقة كاملة بين الجيش والحكومة والداعمين الدوليين، قد يزيد من صعوبة تحقيق الاستقرار السياسي ويهدد الدعم الدولي الحاسم لأوكرانيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC