الكرملين: بوتين وترامب قد يلتقيان مرة أخرى قريبا
تثير عودة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض العديد من التساؤلات على الساحة الدولية، ولا يبدو أن جيرانه في أمريكا اللاتينية بمنأى عن هذه التساؤلات.
ووفق صحيفة "إل موندو" الإسبانية، يسود في المنطقة شعور بالقلق والتشكك في مواجهة التحولات المرتقبة.
وقالت الصحيفة إن عودة ترامب قد تعني العودة إلى سياسة "العصا الكبيرة" التي اتبعها الرئيس الأمريكي السابق، ثيودور روزفلت، وهي سياسة تدخلية وعدوانية، أو سياسة الانتهاج البراغماتي للمصالح التجارية.
وأشار المؤرخ في صحيفة "إل موندو"، أرماندو تشاغواسيدا، إلى أن "الاتجاه الأول يبدو هو الغالب"، خاصة بعد التهديدات التي وجهها ترامب ضد قناة بنما، بالإضافة إلى التصريحات التي تتحدث عن فرض "عقوبات واسعة النطاق" على الديكتاتوريات الثلاث في المنطقة.
تقول أستاذة العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، ماريا بويرتا ريرا، إن سياسة ترامب تجاه أمريكا اللاتينية "ستكون مشابهة لسياساته في ولايته الأولى؛ متقلبة وغير ثابتة".
وتابعت: "ترامب ليس رجل دولة يتبع سياسات محددة، بل هو رجل يعتمد على غرائزه، وسيكون رد فعله وفقًا للظروف المحيطة به".
وفيما يتعلق بقضية الهجرة، توقعت الصحيفة أن تزداد حدة الحرب ضد الهجرة غير الشرعية، مع ما يترتب على ذلك من عمليات ترحيل طالما لم يؤثر ذلك في الاقتصاد الأمريكي.
ولفتت إلى أن ترامب يثير قلق نشطاء حقوق الإنسان بسبب تهديداته المتعلقة بالمهاجرين الفنزويليين.
وفي هذا السياق، اجتمع وزراء الخارجية والمندوبون من مختلف دول المنطقة في مكسيكو سيتي هذا الأسبوع، في محاولة للبحث عن استجابة موحدة.
ولم تتردد الحكومات اليسارية في المكسيك والبرازيل وكولومبيا في دعوة الأنظمة الدكتاتورية التي تسببت بالهجرة الجماعية من بلدانها، مثل كوبا وفنزويلا، للانضمام إلى هذه الجهود، بهدف تحقيق "الهجرة المنتظمة والآمنة والمنظمة".
أما في المكسيك، التي كانت من بين أشد حلفاء ترامب، فقد بدأ القلق يتصاعد، إذ يقول المحلل السياسي بابلو شيشرون إن "المكسيك لم تستوعب بعد حجم التهديدات التي وجهها ترامب، إن التحويلات المالية التي يرسلها المهاجرون تشكل مصدرًا مهمًا للدخل، وأي تغييرات قد تكون كارثية على الاقتصاد والمجتمع".
وبالنسبة للنقل النفطي، فإن مصالح الأعمال قد تتقاطع مع السياسة القاسية ضد الحكومة الفنزويلية، إذ قد يسهم الضغط من شركات النفط، مثل شيفرون التي تستفيد من اتفاقيات مع الحكومة الفنزويلية، في تليين الموقف السياسي مع الرئيس نيكولاس مادورو، حتى يتسنى له استقبال الفنزويليين غير المسجلين، وفق الصحيفة.
وقالت إن ترامب يسعى لتوسيع شبكة تحالفاته في المنطقة، لافتة إلى أن من بين الحلفاء الجدد الذين يركز عليهم الأرجنتيني خافيير ميلي، والسلفادوري نايب بوكيلي، بالإضافة إلى دانييل نوبوا من الإكوادور.
وفي هذا السياق، يكشف منسق المركز الأنديزي للدراسات الدولية، ميشيل ليفي، أن الجمهوريين يسعون إلى بناء تحالفات استراتيجية تتعلق بمراقبة الهجرة، ومكافحة المخدرات، ومواجهة النفوذ الصيني في المنطقة.