ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن لقاء سيجمعه بالرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، يوم الخميس القادم، وتركز المحادثات على بيع طائرات مدنية وعسكرية بمليارات الدولارات.
وأعلن ترامب، الجمعة، أنه سيلتقي نظيره إردوغان، في البيت الأبيض، بعد أن يشارك الرئيسان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال ترامب عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال"، إن البلدين يبحثان صفقات تجارية وعسكرية كبيرة، بينها صفقتان كبيرتان لبيع طائرات "بوينغ" وطائرات حربية من طراز إف 16 لتركيا، موضحاً أنه يعمل مع إردوغان على مواصلة المحادثات بشأن طائرات "إف 35"، وتوقع أن تُختتم بشكل إيجابي بعد سنوات من المباحثات.
ومن الجانب الآخر، قال أردوغان: "خلال اللقاء الذي سنعقده في البيت الأبيض مع نظيري وصديقي الموقر الرئيس ترامب، سنناقش العديد من القضايا، وفي مقدمتها التجارة والاستثمار والصناعات الدفاعية، مع حليفتنا الولايات المتحدة، التي تربطنا بها علاقات استراتيجية شاملة".
وأضاف في تدوينة على منصة "إن سوسيال" التركية: "واثق من أن اللقاء سيسهم في إنهاء الحروب والصراعات بمنطقتنا، في إطار رؤيتنا المشتركة للسلام الدولي، وسيعزز التعاون بين البلدين بشكل أكبر".
يخطط ترامب لإنجاز صفقة بيع كبيرة لطائرات بوينغ إلى الخطوط الجوية التركية، حيث تخطط الشركة الحكومية للتوسع في مجال النقل الجوي عبر شراء 600 طائرة.
وبدأت المفاوضات بشأن تلك الصفقة القياسية والتي تتكون من 300 طائرة من طراز 787 دريملاينر وطراز 737 ماكس الأصغر، فيما تريد أنقرة شراء القسم المتبقي من الطائرات من شركة "إيرباص".
يخطط الرئيسان ترامب وإردوغان لإنجاز صفقة عسكرية أيضاً تتعلق ببيع طائرات إف -16 المصنعة من قبل شركة "لوكهيد مارتن"، بعد سلسلة محادثات سابقة واتفاقات بشأنها.
وقالت قناة "إن تي في" التركية، إن الصفقة تشمل بيع 40 مقاتلة لأنقرة التي دفعت بالفعل جزءا من قيمة الصفقة، وقدره 1.4 مليار دولار.
وكان وزير الدفاع التركي، يشار غولر، قد أكد في كلمة أمام لجنة برلمانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أن تكلفة الطائرات المقاتلة الجديدة، بما في ذلك أسلحتها ومعداتها، ستصل إلى حوالي 7 مليارات دولار.
لم يستبعد ترامب في إعلان الزيارة إجراء محادثات بشأن طائرات إف 35 مع نظيره التركي، بل توقع أن تُختتم "بشكل إيجابي".
وكانت تركيا جزءاً من برنامج تصنيع وتطوير تلك المقاتلة المتطورة منذ العام 1999، لكن واشنطن استبعدتها منه وأوقفت تزويدها بتلك المقاتلات بعد شراء أنقرة نظام الدفاع الجوي إس-400 من روسيا عام 2017.
وتراجعت أنقرة عن موقفها ذاك إلى حد كبير، حيت توجهت نحو شراء مقاتلات "يوروفايتر تايفون" الأوروبية، بجانب التقدم في تطوير الطائرة المقاتلة التركية الجديدة KAAN.
رغم عدم إشارة ترامب لقضية قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا، بدعم من واشنطن، فإن الملف المؤرق لأنقرة سيكون على جدول أعمال اللقاء كما هو متوقع.
ويتزامن الاجتماع مع بوادر تعثر في مشروع السلام بالداخل التركي، والذي يتضمن إلقاء حزب العمال الكردستاني للسلاح وحل نفسه والدخول في مفاوضات سلام مع أنقرة، حيث طفا الخلاف حول تفسير دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، عبدالله أوجلان، بأنها موجهة لعناصر الحزب التركي فقط ولا تشمل قسد في سوريا، وهو ما ترفضه أنقرة بشكل قطعي.
ومن شأن الموقف الأمريكي أن يؤثر بشكل كبير في ذلك الخلاف ومسار عملية السلام، سواء بالتمسك بدعم قوات سوريا الديمقراطية، أو حثها على الانخراط في عملية السلام بتركيا بالتزامن مع تنفيذ اتفاقها مع حكومة دمشق الموقع في مارس/ آذار الماضي.
وتلقى أردوغان انتقادات عقب ترحيبه بلقاء ترامب، وجاءت تلك الانتقادات من أقرب رفاقه السابقين في حزب العدالة والتنمية، علي باباجان، الذي انشق وأسس حزب "ديفا" المستقل، حيث اعترض باباجان على استخدام أردوغان لوصف "صديقي" مع الرئيس ترامب، وقال إن الرئيس التركي يتجاهل أن ترامب داعم رئيسي لإسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية في غزة.
وقال باباجان في تصريحه: "من غير اللائق بالسيد أردوغان أن يُطلق على من قدم الدعم لارتكاب إبادة جماعية ومذبحة، لقب (صديق). إنه أمر لا يليق برئيس هذا البلد".
بُشار إلى أن الزيارة المرتقبة لأردوغان، هي الأولى التي يقوم بها الرئيس التركي لواشنطن منذ عام 2019 خلال ولاية دونالد ترامب الأولى. وفي تموز/يوليو الماضي، التقى ترامب وأردوغان في مدينة لاهاي الهولندية، في قمة قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو).