logo
العالم

"تصعيد مدروس".. أوكرانيا تلقت أعنف الضربات بعد مكالمات بوتين وترامب

حرائق في أوكرانيا إثر هجمات روسيةالمصدر: نيويورك تايمز

تُظهر الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة التي تشنّها روسيا على أوكرانيا نمطًا متعمدًا يتزامن مع أحداث جيوسياسية مهمة، حاملة رسائل سياسية واضحة، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، استنادًا إلى بيانات الجيش الأوكراني.

وتُشير البيانات إلى أن روسيا كثفت هجماتها بعد خمس من ست مكالمات هاتفية بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، خلال الفترة من فبراير إلى يوليو الماضيين، حيث أطلقت وابلًا من الصواريخ والطائرات المسيرة يفوق المتوسط اليومي بشكل ملحوظ. 

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين

بعد "جرعات دبلوماسية".. بوتين يبدأ مرحلة جديدة في حرب أوكرانيا

وعلى سبيل المثال، بعد مكالمة في 3 يوليو، أطلقت روسيا 550 قذيفة في يوم واحد، مقارنة بمتوسط 118 قذيفة يوميًا خلال النصف الأول من العام.

وتُصمم هذه الهجمات، التي غالبًا ما تستهدف مواقع رمزية، لتعزيز موقف موسكو في المفاوضات الدبلوماسية، كما أن توقيتها الدقيق وأهدافها الرمزية تُظهر استراتيجية روسية تهدف إلى إضعاف إرادة أوكرانيا وحلفائها، مع إرسال رسائل تحذيرية للغرب، وفق "نيويورك تايمز". 

ويوم الأحد، شهدت كييف ضربة غير مسبوقة منذ ثلاث سنوات ونصف، حيث أصاب صاروخ باليستي روسي مبنى مجلس الوزراء الأوكراني، مُحدثًا ثقبًا في سقفه ومشعلًا النيران في الطوابق العليا.

أخبار ذات علاقة

فيكتور أوربان

"ترامب أقرّ بانتصار بوتين".. أوربان يتوقع تقسيم أوكرانيا إلى 3 مناطق

وجاءت تلك الضربة بعد ثلاثة أيام من اجتماع القادة الأوروبيين في باريس لبحث إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا بعد وقف إطلاق نار محتمل، ما يُشير إلى أن الهجوم كان بمثابة تحذير من موسكو للدول الغربية بأن أي قوات أوروبية ستكون عرضة للخطر.

ووصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الهجوم بأنه "علامة واضحة على أن بوتين يختبر رد فعل العالم"، مشيرًا إلى أن توقيت الضربات يهدف إلى قياس مدى قبول الدول الأخرى لتصرفات روسيا. 

وتتفق معه كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، التي رأت أن كل هجوم روسي يُمثّل "خيارًا متعمدًا يُظهر رفض موسكو للسلام"، وفق تعبيرها.

كما أكّدت كاتارينا ماثرنوفا، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا، أن بوتين يستهدف عمدًا "شرايين الحياة" في أوكرانيا، بما في ذلك حكومتها وشعبها.

فيما رأى معهد دراسة الحرب الأمريكي أن روسيا تستخدم هذه الهجمات كأداة للإشارة الدبلوماسية، حيث تتزامن مع أحداث مثل المفاوضات الروسية- الأوكرانية في إسطنبول أو مكالمات ترامب وبوتين. 

وفي فبراير، استهدفت طائرة مسيرة روسية الدرع الفولاذي لمحطة تشيرنوبيل النووية، محدثة ثقبًا فيه، في تحذير واضح لأوروبا من مخاطر تسليح أوكرانيا. 

كما تزامنت ضربة أخرى في الشهر الماضي مع لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا، حيث استهدفت صواريخ روسية مصنعًا أمريكيًا ومبانٍ دبلوماسية في كييف.

من جانبها، حاولت أوكرانيا الرد بضربات مماثلة، مثل هجومها بطائرات مسيرة على موسكو في مارس قبل اجتماع مع الولايات المتحدة في السعودية، حيث اقترحت كييف وقف إطلاق نار فوري رفضته روسيا. لكن تفوق روسيا في عدد الطائرات المسيرة والصواريخ، بدعم من مصانع جديدة، يمنحها ميزة كبيرة. 

ومع استمرار الهجمات، يبدو أن روسيا لم تواجه عقوبات أمريكية إضافية، ما يعزز شعورها بالإفلات من العقاب، إذ أشار وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى استعداد إدارة ترامب لزيادة الضغط الاقتصادي على موسكو، لكنه دعا أوروبا إلى اتخاذ إجراءات أقوى. 

وفيما تخطط أوروبا لفرض عقوبات جديدة، وبينما يواصل ترامب التخطيط لمحادثات مع بوتين والقادة الأوروبيين لإنهاء الحرب، يحذر المحللون من أن مفاوضات السلام قد تؤدي إلى تصعيد أكثر دموية، حيث تسعى كل من روسيا وأوكرانيا لتعزيز مواقعهما قبل تثبيت خطوط المواجهة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC