كشفت مصادر عبرية، فجر اليوم الجمعة، عن تقديم إسرائيل مقترحين من أجل إجراء بعض التعديلات على النسخة الجديدة من الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة، والذي يأتي في ظروف أمريكية شديدة التعقيد.
ونقل مراسل القناة 12 العبرية عن مسؤولين بارزين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن المفاوضات بشأن مذكرة التفاهم الأمنية الجديدة تأخرت لفترة طويلة بسبب الحرب في غزة، لكن المناقشات الأولية بدأت في الأسابيع الأخيرة.
وأضاف المسؤولان أنه خلال المناقشات، قدم الجانب الإسرائيلي مقترحين لتغيير صيغة الاتفاق الجديد: الأول يتضمن تمديد مدة الاتفاقية من 10 إلى 20 عامًا، مما يمنحها نطاقًا أوسع ويستمر تطبيقها حتى ذكرى مئوية "استقلال إسرائيل" عام 2048.
وبحسب المصادر فإن "المقترح الثاني يتضمن تحويل جزء من أموال المساعدات الأمريكية من دعم عسكري مباشر للجيش الإسرائيلي إلى تمويل أبحاث وتطوير مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة".
وقال مسؤول إسرائيلي إن مجالات التعاون هذه تشمل تقنيات الأمن، والذكاء الاصطناعي للاحتياجات العسكرية، ومشاريع مثل القبة الذهبية - مشروع الدفاع الصاروخي الرائد لإدارة ترامب.
وأعلنت مصادر عبرية، في وقت سابق الخميس، أن إسرائيل تسعى إلى صياغة اتفاقية جديدة للتعاون الأمني مع الولايات المتحدة تمتد على مدى 20 عامًا - أي ضعف مدة الاتفاقية السابقة - وتضمينها بنودًا تُجسّد مبدأ "أمريكا أولًا".
وتهدف إسرائيل من وراء تلك الخطوة إلى كسب دعم إدارة الرئيس ترامب، مثل خفض المساعدات الأمريكية المباشرة وتحويل جزء منها إلى استثمارات في البحث والتطوير المشترك.
وفي حين كان الاتفاق السابق قد وعد إسرائيل بنحو 4 مليارات دولار من المساعدات الأمنية السنوية، ومن المتوقع أن تطلب إسرائيل مبلغا مماثلا على الأقل هذه المرة، فإن الموافقة على مثل هذا الاتفاق ستكون الآن أكثر تعقيدا بسبب الانتقادات المتزايدة للمساعدات المقدمة لإسرائيل - بما في ذلك بين مؤيدي حركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وتريد إسرائيل أن ينتهي العمل بالاتفاق في الذكرى المئوية لاستقلال دولة إسرائيل، وهي نقطة رمزية من شأنها أن تشير أيضاً إلى انخفاض الاعتماد الأمني الإسرائيلي على الولايات المتحدة.
ووقعت مذكرة التفاهم الحالية لمدة 10 سنوات في عام 2016 في عهد الرئيس باراك أوباما، ومن المتوقع أن تنتهي في عام 2028. وترغب إسرائيل في اختتام المفاوضات بشأن الاتفاقية الجديدة خلال العام المقبل.
ويتوقع أن تكون المفاوضات معقدة من الناحيتين الفنية والسياسية، بسبب المعارضة المتزايدة بين مؤيدي حركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" للمساعدات الخارجية والانتقادات الحزبية لاستخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية.
حتى الآن، تم توقيع ثلاث اتفاقيات أمنية طويلة الأجل مع إسرائيل لمدة عشر سنوات لكل منها: في عام 1998 (21.3 مليار دولار)، وفي عام 2008 (32 مليار دولار)، وفي عام 2016 (38 مليار دولار).
وفي عام 2024، أثناء الحرب في غزة، وافق الكونجرس وإدارة بايدن على حزمة مساعدات أمنية طارئة لإسرائيل بقيمة إجمالية تبلغ مليارات الدولارات - بالإضافة إلى الاتفاقية القائمة.
ويأمل المسؤولون الإسرائيليون أن تشمل الاتفاقية المقبلة مزيدا من المساعدات السنوية، لكنهم يخشون أن تصبح المفاوضات أكثر صعوبة بعد التخفيضات الواسعة التي أجرتها إدارة ترامب على المساعدات الخارجية.
وأشار الرئيس ترامب إلى المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل في اجتماع مع رئيس الوزراء نتنياهو في أبريل/ نيسان الماضي، وقال: "نمنح إسرائيل 4 مليارات دولار سنويًا. وهذا مبلغ كبير. تهانينا بالمناسبة - هذا جيد جدًا، لكننا نمنح إسرائيل مليارات الدولارات سنويًا".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن "تلك الخطوة تهدف إلى التوافق مع أيديولوجية "أمريكا أولا" التي تتبناها إدارة ترامب، لأنه قد يخدم أيضا الجيش الأمريكي وليس إسرائيل فقط".
وختم قائلا: "هذا تفكيرٌ خارج الصندوق. نريد تغيير أسلوب تعاملنا مع الاتفاقيات السابقة، والتركيز بشكل أكبر على التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة. الأمريكيون معجبون بهذه الفكرة".