رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
يثير قرار البحرية الأمريكية الأخير بإلغاء برنامج الفرقاطات من فئة "كونستليشن"، والاكتفاء بالسفينتين الجاري بناؤهما فقط، جدلًا واسعًا داخل الأوساط الدفاعية الأمريكية، خاصة في ظل تصاعد التحديات البحرية من الصين وروسيا.
وكان يُعوَّل على هذا البرنامج ليكون بديلًا ناجحًا لسفن القتال الساحلية (LCS) التي أثبتت افتقارها للقدرات القتالية الفعلية.
وواجه البرنامج سلسلة تعقيدات تقنية وزمنية، شملت تأخيرًا تجاوز 36 شهرًا في الجدول الزمني للبناء، مع توقع دخول أول سفينة الخدمة بين 2032 و2034 بعد اختبارات طويلة.
ورغم أن البحرية تبنّت التصميم الإيطالي الناجح FREMM، فإن التعديلات المكثفة جعلت التشابه لا يجاوز 15%، ما أدى لمشكلات هيكلية أبرزها عدم اكتمال تطوير المحركات حتى اليوم.
وبذلك انتهى المشروع قبل أن يحقق هدفه الأساسي؛ تعويض إخفاق سفن LCS التي وصفها قادة البحرية سابقًا بأنها "مقاتل شوارع بلا سلاح فعّال"، رغم امتلاك البحرية 25 سفينة من هذا الطراز بتكلفة تشغيل وصيانة ضخمة تصل إلى 70 مليون دولار سنويًا لكل سفينة.
قوة قتالية تُغادر دون بديل
وبالتوازي مع التخبط في المشاريع الجديدة، واصلت البحرية سحب طرادات "تيكونديروجا" من الخدمة، وهي السفن التي شكّلت منذ الثمانينيات منصة الدفاع الجوي والصاروخي الرئيسية عبر نظام AEGIS.
وتشير البيانات إلى إخراج 15 طرادًا نهائيًا من الخدمة، و5 طرادات في الاحتياط، و6 طرادات بانتظار التقاعد.
ورغم استثمار 3.7 مليار دولار في تحديث سبعة طرادات لإطالة عمرها، أُوقِف تشغيل 4 منها، جاهزة ومحدَّثة بالكامل، ما يُمثل هدرًا ماليًا يتجاوز 1.8 مليار دولار.
وتم الاتفاق فقط على إبقاء ثلاث سفن حتى 2029، وهو الموعد الذي كان يُفترض أن تبدأ فيه فرقاطات "كونستليشن" بالوصول، قبل إلغاء البرنامج.
تتميز تيكونديروجا بقوة نارية وتعدد مهام يصعب تعويضه في الوقت الراهن، مع 122 خلية إطلاق عمودي وصواريخ دفاع جوي وبحري وصواريخ كروز "توماهوك" وقدرات مضادة للغواصات، إلى جانب منظومات مدفعية ورادارية متطورة.
هذه المنظومة تجعلها حجر الأساس في حماية مجموعات حاملات الطائرات، وهو دور لم تستطع أي سفينة جديدة سدّ فجواته حتى الآن.
إعادة التفعيل بدلًا من مزيد من الإهدار
يرى محللون أن إيقاف سفن متاحة وجاهزة للقتال يُعد خطأ استراتيجيًا في ظل تأخر البدائل. ويؤكدون أن إعادة تشغيل أربع طرادات محدثة ممكنة فورًا، وشطب سفن LCS قد يجلب وفورات كبيرة يمكن توجيهها لتعزيز القوة القتالية الفعلية.
وبينما يجري التخطيط لبناء 12 مدمرة جديدة من فئة “أرلي بيرك”، فإن هذه السفن لن تدخل الخدمة قبل نهاية العقد على الأقل، ما يعني فجوة قتالية محتملة في ذروة التهديدات العالمية.
يبدو قرار البحرية الأمريكية بعيدًا عن منطق توازن القوى؛ فبينما تتصاعد المخاطر في المحيطين الهادئ والأطلسي، تتم إزالة واحدة من أقوى منصات الدفاع البحري دون وجود بديل جاهز.
ومع توقف "كونستليشن" واستمرار مشكلات LCS، لا يبدو خيار إنقاذ طرادات تيكونديروجا مجرد مقترح تقني؛ بل ضرورة استراتيجية للحفاظ على الهيمنة البحرية الأمريكية قبل فوات الأوان.