مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
تحوّلت مسيرة حاشدة لليهود المتزمتين دينيا (الحريديم) ضد تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي إلى العنف، بعد الإعلان عن وفاة فتى خلال الاحتجاج الذي أغلق المدخل الرئيسي لمدينة القدس.
وسدت حشود ضخمة، معظمها من الرجال، الطرق حول "الطريق السريع 1" المؤدي إلى القدس.
وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حوالي 200 ألف شخص توافدوا إلى المظاهرة.
وذكرت "هيئة البث" العبرية أن 3 من رجال الشرطة أصيبوا، كما نُقل 9 من المحتجين إلى المستشفى، خلال التظاهرات التي شارك فيها عشرات الآلاف من "الحريديم"؛ احتجاجا على التجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي.
وذكرت الهيئة أن اشتباكات اندلعت بين الشرطة والمشاركين في الاحتجاج، وأشارت إلى أن أحد رجال الشرطة أصيب بطلقة في الرأس، قبل أن تنتهي المظاهرات بعدما دعا منظموها إلى إخلاء الساحات.
بينما أشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن حشوداً غفيرة من المحتجين ما زالت موجودة قرب مدخل القدس، وأن المئات منهم ما زالوا يخوضون اشتباكات مع الشرطة، رغم الإعلان عن انتهاء المظاهرة.
وخرج المتظاهرون إلى الشوارع احتجاجا على عدم سنّ قانون يضمن لهم حقّ الإعفاء من الخدمة العسكرية، وهو أمر لطالما وعدهم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن الآلاف من الحريديم، الذين اعتمروا القبعات وارتدوا الملابس السوداء، أحرقوا قطعا من القماش، في حين أغلق مئات من عناصر الشرطة طرقا في أنحاء المدينة.
واعتلى المتظاهرون أسطح المباني ومحطات الوقود والجسور الحديد والشرفات لمشاهدة جموع المحتجين من الأعلى، بينما حلّقت مروحية فوق الموقع أثناء تجمّع البعض لأداء صلوات جماعية.
وبموجب اتفاق يعود إلى سنة الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل عام 1948، تمتع اليهود المتشددون بإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية، شرط أن يكرّسوا أنفسهم لدراسة النصوص اليهودية في المدارس الدينية.
وبات هذا الاعفاء موضع انتقاد متزايد منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في ظل مواجهة المؤسسة العسكرية صعوبات في التجنيد للقتال.
واستجابة لدعوة حزبَيْن حريدييّن متحالفَيْن ويحوزان عددا من المقاعد البرلمانية المحورية لتماسك الحكومة، أتى محتجون من جميع أنحاء إسرائيل، الخميس، للمطالبة باستمرار إعفائهم.
وفي حزيران/يونيو 2024، قضت المحكمة العليا بأن على الدولة تجنيد الرجال الحريديم في الجيش، مؤكدة أن الإعفاء القانوني بات غير نافذ.