logo
العالم

"برقية تحذير".. مئات الأمريكيين دخلوا "دائرة الخطر" في إيران

"برقية تحذير".. مئات الأمريكيين دخلوا "دائرة الخطر" في إيران
سيدتان تصوران مبنى تضرر بفعل القصف الإيرانيالمصدر: رويترز
20 يونيو 2025، 10:45 م

غادر مئات الأمريكيين إيران، عبر حدودها البرية، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على البلاد، الأسبوع الماضي، بحسب برقية من وزارة الخارجية الأمريكية تم توزيعها على الدبلوماسيين، الجمعة، وكشفت عنها صحيفة "واشنطن بوست".

وبحسب الصحيفة، تُمثل هذه البرقية "اعترافًا نادرًا" - وإن كان غير معلن - من الحكومة الأمريكية بأن أعدادًا كبيرة من الأمريكيين معرضون للخطر، في الوقت الذي يُفكّر فيه الرئيس دونالد ترامب في انضمام الولايات المتحدة إلى حملة إسرائيل للقضاء على البرنامج النووي الإيراني. 

وقالت الصحيفة إن هؤلاء المواطنين مُعرّضون للخطر ليس فقط جرّاء الغارات الإسرائيلية، التي تقول السلطات المحلية إنها أودت بحياة مئات المدنيين، بل أيضاً من النظام الإيراني نفسه.

وتشير الوثيقة إلى أن العديد من المواطنين الأمريكيين الذين حاولوا الفرار واجهوا "تأخيرًا ومضايقات" من السلطات الإيرانية، وأن هناك عددًا قليلًا من التقارير غير المؤكدة عن احتجاز وسجن أمريكيين، لافتة إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين يتابعون هذه التقارير عن كثب.

على صعيدٍ منفصل، أشارت الوثيقة إلى أن تركمانستان، التي تشترك في حدود طويلة مع إيران، لم توافق على أكثر من 100 طلب من السفارة في عشق آباد لدخول المواطنين الأمريكيين إلى البلاد.

وأشارت الوثيقة الأمريكية إلى أن وزارة الخارجية تنصح المواطنين الأمريكيين الموجودين داخل إيران بالبحث عن طرق أخرى لمغادرة البلاد.

وصرحت المتحدثة باسم إدارة ترامب تامي بروس، للصحفيين، الجمعة، بأن إدارة ترامب لا تنوي عرض "مغادرة مباشرة بمساعدة الحكومة الأمريكية" من إيران، مضيفة أن على الأمريكيين الراغبين في المغادرة "الاستفادة من الوسائل المتاحة للمغادرة".

وبحسب الصحيفة، لا يُعرف عدد المواطنين الأمريكيين الموجودين في إيران، لكن مسؤولين أمريكيين قدّروا سابقًا عددهم بالآلاف.

وقالت بروس للصحفيين إن 25 ألف شخص تلقوا معلومات ودعمًا من وزارة الخارجية وسط أعمال عدائية في إسرائيل والضفة الغربية وإيران.

مصير مجهول

أصبح مصير مئات الآلاف من المواطنين الأمريكيين في أنحاء الشرق الأوسط مهددًا منذ 13 يونيو/ حزيران، عندما شنّت الحكومة الإسرائيلية هجومًا واسع النطاق على الدولة الإيرانية، مستهدفة كبار المسؤولين في الحكومة والجيش، إلى جانب علماء البرنامج النووي الإيراني، في ما قالت إنه محاولة لإضعاف البرنامج النووي للبلاد.

وردّت إيران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل، كما هددت باستهداف المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الصراع إلى جانب إسرائيل.

وقالت الولايات المتحدة إنها لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي للنزاع. ومع ذلك، منح الرئيس ترامب المحادثات مهلة تصل إلى أسبوعين لتحقيق اختراق يراه مناسبًا.

وفي إسرائيل، حيث يُقدّر عدد المواطنين الأمريكيين بنحو 700,000، لعبت السفارة الأمريكية دورًا بارزًا في مساعدة الأمريكيين على مغادرة البلاد.

وكتب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس: "نعمل على تأمين رحلات عسكرية، وتجارية، ومستأجرة، وسفن سياحية للإجلاء. إذا عُرض عليك مقعد، فخذه".

وبحسب رسالة إلكترونية داخلية أرسلت للموظفين يوم الجمعة، فإن وزارة الخارجية تبحث عن متطوعين لاستقبال زملاء السفارة العائدين من إسرائيل والعراق إلى مطار دالاس الدولي خارج العاصمة واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن أول رحلة طيران مستأجرة للعائدين من المنطقة وصلت في الساعة الرابعة صباح الخميس.

مع أن الرحلات كانت مخصصة بشكل أساسي لموظفي السفارة، إلا أن البريد الإلكتروني أشار إلى احتمال وجود مواطنين أمريكيين آخرين على متن رحلات منفصلة. وجاء في البريد الإلكتروني أن الرحلة المستأجرة التالية، القادمة من إسرائيل، من المتوقع أن تصل مساء الجمعة، وقد تحمل ما يصل إلى 38 حيوانًا أليفًا.

تاريخ قاتم

وحذرت جماعات حقوق الإنسان من أن الحكومة الإيرانية لديها تاريخ في استهداف المواطنين الأجانب والمواطنين ذوي الجنسية المزدوجة، واعتقالهم تحت ذرائع واهية لاستخدامهم كأوراق مساومة في المفاوضات الدبلوماسية.

وقالت هولي داغريس، الزميلة البارزة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن هناك خطرًا حقيقيًا من أن يصبح حاملو الجنسية المزدوجة في مرمى نيران الصراع.

وأضافت: "هناك خطر حقيقي من أن يتم إيقافهم واستجوابهم ثم احتجازهم بتهم ملفقة كالتجسس. إن حاملي الجنسية المزدوجة الأمريكيين هم الأكثر عرضة للخطر، نظرًا لاحتمالية دخول الولايات المتحدة الحرب الوشيكة".

أخبار ذات علاقة

أحد المواقع الإسرائيلية التي تعرضت للدمار

إيران تكشف عن "أهداف حساسة" قصفتها داخل إسرائيل

ولم تكن للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع إيران منذ عام 1980، وهو العام الذي تلا الثورة التي أدت إلى تنصيب نظام ديني وأزمة رهائن درامية استمرت 444 يوماً في السفارة الأمريكية في طهران.

وعملت سويسرا كقوة حماية للولايات المتحدة في إيران، حيث تستضيف السفارة السويسرية في طهران قسمًا للمصالح الأمريكية يمثل واشنطن بشكل غير رسمي في إيران.

وقالت الحكومة السويسرية الجمعة إنها أغلقت سفارتها مؤقتاً بسبب الصراع، مشيرة إلى أن السفيرة نادين أوليفييري لوزانو كانت ضمن المجموعة الأخيرة من الدبلوماسيين الذين غادروا البلاد وستصل إلى أذربيجان، مساء الجمعة.

وقالت الحكومة السويسرية في بيان لها إن "سويسرا ستواصل العمل كوسيط لنقل الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران عندما يرى الطرفان أن ذلك مناسب".

وفي تحذير سفر عام صدر يوم الجمعة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه "ينبغي على المواطنين الأمريكيين عدم السفر إلى إيران لأي سبب، وعليهم مغادرة إيران فورًا إذا كانوا هناك. أما غير القادرين على المغادرة، فعليهم الاستعداد للبقاء في منازلهم لفترات طويلة".

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

تحذير بريطاني لإيران.. التدخل الأمريكي في الحرب "مخطط بدقة"

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC