مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
أفاد مسؤولان أوكرانيان بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يواجه ضغوطاً متزايدة من قبل الولايات المتحدة لقبول خسائر إقليمية كبيرة وتنازلات أخرى، وذلك ضمن خطة السلام التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بحسب موقع "أكسيوس".
وبعد أسابيع من الدبلوماسية المكثفة، لا يزال الأوكرانيون يعتقدون أن جوانب الخطة الأمريكية الحالية تصب في صالح موسكو، وأن الولايات المتحدة تضغط على زيلينسكي بقوة أكبر بكثير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
ونفى مسؤول أمريكي ذلك، مؤكدا أن الولايات المتحدة ضغطت أيضا على بوتين لتخفيف مطالبه.
في هذه الأثناء، يلتقي زيلينسكي هذا الأسبوع حشدًا من أقوى قادة أوروبا. وهم يُطمئنون أوكرانيا بأن لا حاجة لها بالرضوخ لبوتين أو لترامب.
ركزت المفاوضات على قضيتين: مطلب روسيا بأن تتنازل أوكرانيا عن منطقة دونباس بأكملها، بما في ذلك الأجزاء التي لا تسيطر عليها قواتها، وطلب أوكرانيا الحصول على ضمانات أمنية قوية من الولايات المتحدة لمنع أي عدوان روسي في المستقبل.
وقال مسؤول أوكراني، إن العرض الأمريكي تدهور، من وجهة نظر كييف، بعد أن عقد مستشارا ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر اجتماعا استمر 5 ساعات مع بوتين الأسبوع الماضي في الكرملين.
وأضاف المسؤول، أن ويتكوف وكوشنر بدا أنهما يريدان موافقة واضحة من زيلينسكي عندما ناقشا الخطة معه في مكالمة استمرت ساعتين يوم السبت.
وأردف المسؤول الأوكراني، "شعرنا وكأن الولايات المتحدة تحاول أن تبيع لنا بطرق مختلفة الرغبة الروسية في الاستيلاء على منطقة دونباس بأكملها، وأن الأمريكيين أرادوا من زيلينسكي أن يقبل كل ذلك في المكالمة الهاتفية".
وجاءت المكالمة مع زيلينسكي في نهاية 3 أيام من المحادثات الماراثونية بين ويتكوف وكوشنر ومستشاري زيلينسكي في ميامي.
ورغم تحقيق بعض التقدم، لم تكن هناك أي اختراقات فيما يتعلق بالأراضي أو الضمانات الأمنية، حسبما قال مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون.
وزعم ترامب يوم الأحد أن مفاوضي زيلينسكي "يحبون" الخطة الأمريكية، وأنه شعر "بقليل من خيبة الأمل" عندما سمع أن زيلينسكي لم يقرأها.
وأكد ترامب أيضا أن روسيا "موافقة" على الخطة الأمريكية، لكن المسؤولين الروس أوضحوا أن لديهم اعتراضات.
وقال زيلينسكي في المكالمة مع ويتكوف وكوشنر إنه تلقى الاقتراح الأمريكي قبل ساعة فقط ولم يقرأه بعد، بحسب مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين.
وقال مسؤول أمريكي، إن هذا الأمر مُحير، لأن الولايات المتحدة أرسلت الاقتراح المُحدّث قبل يوم واحد. وأوضح مسؤول أوكراني أنه بينما قُدّمت بعض الوثائق قبل يوم واحد، قُدّمت وثائق أخرى قبل المكالمة بفترة وجيزة.
وقال المسؤول الأوكراني، إن الاقتراح الأمريكي تضمّن شروطا أكثر صرامة من النسخ السابقة بشأن قضايا مثل الأراضي والسيطرة على محطة الطاقة النووية في زابوريزهيا، وترك أسئلة رئيسية دون إجابة بشأن الضمانات الأمنية.
وهناك أمور رئيسية تتعلق بالأرض تحتاج إلى مزيد من المناقشة: من يسيطر على ماذا؟، ومن يبقى في أين"، ومن ينسحب"، وإذا انسحبت أوكرانيا من خط التماس، فكيف نضمن أن تفعل روسيا الشيء نفسه ولا تستمر في القتال؟".
ومع ذلك، زعم المسؤول الأوكراني أن الجانب الأمريكي بدا وكأنه يتوقع من زيلينسكي أن يوافق ببساطة عبر الهاتف.
وأصر المسؤول الأمريكي على أن المسودة الحالية تأثرت بشكل كبير بمدخلات من الأوكرانيين، وأن كوشنر وويتكوف ضغطا على بوتين للموافقة على بعض المطالب الأوكرانية.
لكن الحلقة بأكملها تعكس انعدام الثقة المتزايد بين إدارتي زيلينسكي وترامب، على الرغم من الساعات العديدة التي قضاها فريقاهما في التفاوض.
والتقى زيلينسكي في لندن يوم الاثنين مع زعماء المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا لوضع موقف مشترك بشأن خطة ترامب.
ويقول مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون، إن إدارة ترامب اعتبرت اجتماع زيلينسكي في داونينغ ستريت بمثابة محاولة غير مفيدة لكسب الوقت في المفاوضات بشأن خطة ترامب للسلام.
وقال مسؤولون أوكرانيون إنهم يشعرون أن الولايات المتحدة تحاول إبعاد زيلينسكي عن القادة الأوروبيين ليتمكنوا من الضغط عليه بشكل أكثر فعالية.
وقال مسؤول أوكراني: "لا يستطيع زيلينسكي اتخاذ مثل هذه القرارات الحاسمة دون استشارة حلفائه الرئيسيين في أوروبا". وأضاف، إنه في حين تضغط إدارة ترامب على زيلينسكي للتحرك بسرعة، ينصح الأوروبيون بالحذر والصبر.
وتثير هذه الديناميكية وفق "أكسيوس" غضب البعض في البيت الأبيض الذين يرون أن الأوروبيين يشكلون عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.