ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الأوضاع الأمنية في هاييتي لم تعد كما كانت، وعادت إلى الأسوأ، بالتزامن مع إطلاق النار على 3 طائرات على الأقل، هذا الاثنين، ما أدى إلى إغلاق مطارها الرئيس.
وبعد ما يقرب من 6 أشهر من وصول مئات من ضباط الشرطة الكينيين إلى هايتي في مهمة ترعاها الولايات المتحدة لاستعادة النظام، تفاقمت الأزمة فجأة، وأثبتت العصابات في البلاد، بطريقة صارخة، أنها قوة لا يستهان بها، وأن الجهود المبذولة لسحقها كانت عقيمة إلى حد كبير.
وبحسب الصحيفة، تم إطلاق النار خلال 48 ساعة على 3 طائرات أمريكية على الأقل، ما أدى إلى إغلاق مطار توسان لوفرتور الدولي في عاصمة هايتي، بورت أو برنس، وتقطعت السبل بالركاب في جميع أنحاء العالم.
كما أوقفت إدارة الطيران الفيدرالية جميع الرحلات الجوية الأمريكية إلى هايتي لمدة 30 يومًا، وقالت الخطوط الجوية الأمريكية إنها لن تعود إلى البلاد حتى فبراير على الأقل، علاوة على أن الرحلات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة توقفت.
وتابعت الصحيفة بأنه مع اقتراب رئيس الولايات المتحدة الجديد الذي أدلى بتعليقات مهينة بشأن هايتي من تولي منصبه، أصبح الوضع مأساويًّا وغير مؤكد على نحو متزايد، حيث أُجبر ما يقرب من 4500 شخص على ترك منازلهم خلال اليومين الماضيين فقط، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة.
وقالت الراهبة الفرنسية بيسي فيليب، التي تدير مدارس لأطفال الشوارع في سيتي سولاي، وهو حي فقير في العاصمة: "لم يعد الأمر إلى حيث بدأنا، بل أصبح أسوأ".
وأضافت: "لقد استولت العصابات على المزيد من المناطق، واضطر المزيد من الناس إلى مغادرة منازلهم والفرار منها وأصبحوا بلا مأوى".
وأشارت الصحيفة إلى أن هايتي تشهد حالة من الفوضى منذ أكثر من 3 سنوات، منذ اغتيال آخر رئيس لها، جوفينيل مويز، في منزله، حيث ملأت العصابات فراغ السلطة، واستولت على الطرق والموانئ، وقامت بالقتل والاختطاف متى أرادت.
وتفاقمت الأزمة هذا العام، عندما وحدت العصابات المتنافسة قواها وهاجمت مراكز الشرطة وحررت السجناء من السجون وسيطرت على أحياء بأكملها، فيما قالت الأمم المتحدة إن العصابات تسيطر على 85% من العاصمة.
وعلى الرغم من أنه تم إنشاء مجلس رئاسي انتقالي مكون من 9 أعضاء لحكم البلاد حتى إجراء الانتخابات المقرر إجراؤها في نهاية عام 2025، فإن التحالف الهش الذي تم تشكيله للحكم بدأ في الانهيار.
ونبهت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تظل حتى الآن أكبر ممول للقوة الدولية التي يتم إرسالها للمساعدة في استعادة النظام.
وتعاني القوة، التي تتألف إلى حد كبير من ضباط الشرطة الكينيين، نقص التمويل ونقص الموظفين، ما ترك السكان في حالة من الذهول من النتائج التي حققتها.
ويقول الخبراء إن فشل قوات الأمن متعددة الجنسيات في تحقيق انتصارات كبيرة على الفور، مثل استعادة الأحياء التي تسيطر عليها العصابات، أعطى العصابات الثقة للظهور مجددًا، بعد انسحاب قصير.
وأضاف الخبراء أن هجمات يوم الاثنين على الطائرات الأمريكية كانت على الأرجح محاولة من تحالف العصابات لإثبات قوتهم والتنافس على النفوذ.
