logo
العالم

من ساحة تيانانمن ببكين.. الصين تعد رسالة ردع للغرب بتوقيع بوتين وكيم

من ساحة تيانانمن ببكين.. الصين تعد رسالة ردع للغرب بتوقيع بوتين وكيم
جنود من جيش التحرير الشعبي الصيني المصدر: رويترز
28 أغسطس 2025، 12:43 م

تستعد الصين لإقامة عرض عسكري ضخم في ساحة تيانانمن ببكين يوم 3 سبتمبر/ أيلول 2025، بمناسبة مرور ثمانين عامًا على استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية. 

ولن يقتصر هذا الحدث على إحياء ذكرى تاريخية، بل سيشكل أيضًا رسالة واضحة عن تصاعد القوة العسكرية الصينية وتنامي تحالفاتها في مواجهة النفوذ الغربي.

حضور لافت وغياب غربي

يبرز حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، من بين 26 رئيس دولة وحكومة أجنبية أكدوا مشاركتهم، في مشهد يعكس وحدة صف استراتيجي ضد الغرب. 

وفي المقابل، يغيب القادة الغربيون، باستثناء رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، ممثلًا وحيدًا للاتحاد الأوروبي، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.

كما يشارك قادة بارزون مثل رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ورئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش. 

أخبار ذات علاقة

كيم جونغ أون

ظهور نادر.. كيم جونغ أون يحضر "احتفال النصر" الصيني على اليابان

 

ويمثل الأمم المتحدة وكيل الأمين العام لي جون هوا، المعروف بقربه من الدبلوماسية الصينية، ما يعكس دعمًا دوليًا ضمنيًا للرسالة السياسية للعرض.

سيشهد الحدث مشاركة عشرات الآلاف من الجنود في تشكيلات دقيقة، إلى جانب عرض مئات الطائرات، بينها مقاتلات وقاذفات، وأنظمة صاروخية متقدمة، وأسلحة تفوق سرعة الصوت، وتقنيات مضادة للطائرات المسيّرة.

يمتد العرض على مدار 70 دقيقة ويضم نحو 45 تشكيلًا عسكريًا، ليكون أحد أكبر العروض منذ سنوات، ويجسد قفزات جيش التحرير الشعبي في مجال التحديث والتكنولوجيا.

سياق تاريخي ورسالة سياسية

يرتبط هذا الاحتفال بذكرى استسلام اليابان عام 1945 بعد حرب مدمرة خلفت ملايين الضحايا في الصين. 

ويحرص الحزب الشيوعي على استثمار المناسبة لتعزيز الفخر الوطني ورواية الصمود، إذ يؤكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده لن تخضع مجددًا لأي قوة أجنبية.

ويأتي العرض وسط توترات متصاعدة بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي والعلاقات المتوترة مع واشنطن؛ أما حضور بوتين وكيم، فيعكس تكتلًا دوليًا يواجه العقوبات الغربية، ويعيد رسم معالم نظام عالمي متعدد الأقطاب.

أخبار ذات علاقة

أعلام روسيا وإيران والصين

"محور الاضطرابات".. تحالف إيران وروسيا والصين لم يمت

 

من جانبه، يعكس غياب القادة الغربيين عن المناسبة عمق الانقسام الدولي، في الوقت نفسه، رفضت اليابان المشاركة، معتبرة أن العرض ينطوي على رسائل عدائية موجهة ضدها. 

كما يثير الحضور المكثف لزعماء من دول الجنوب العالمي تساؤلات حول استراتيجية بكين لتعزيز نفوذها وإعادة تشكيل موازين القوى.

لا يمثل عرض يوم النصر في بكين مجرد احتفال بانتهاء الحرب العالمية الثانية، بل يُعد مسرحًا سياسيًا مدروسًا لاستعراض القوة العسكرية وإعادة الاصطفاف الدبلوماسي. 

وبينما يقف شي جين بينغ إلى جانب بوتين وكيم جونغ أون، يبرز مشهد يعكس ملامح نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، يضع الصين في مركز اللعبة الجيوسياسية للقرن الحادي والعشرين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC