logo
العالم

صعود صاروخي مثير.. جيمس بلير "الرجل القوي" في إدارة ترامب

جيمس بليرالمصدر: (أ ف ب)

في صعود "صاروخي" بات جيمس بلير أحد أكثر الشخصيات نفوذًا خلف الكواليس في البيت الأبيض في ولاية دونالد ترامب الثانية، ورجل "الإستراتيجيات الصامت" الذي يتولى إدارة معركة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، في مهمة يبدو أنها ستحدد كثيرًا من من ملامح مستقبله السياسي الواعد.

ومن مساعد مغمور في البيت الأبيض، أصبح بلير في فترة قصيرة جدًّا، صاحب نفوذ هائل، يلعب دورًا مؤثرًا في دفع الأجندة التشريعية لترامب، إلى حد أن راسل فوغت، وهو مدير مكتب الإدارة والميزانية أقرّ بأن الرئيس "يعتمد عليه بشكل كبير".

ويعزو مقربون من ترامب هذا التحول إلى قرارات جريئة اتخذها بلير خلال عمله مديرًا سياسيًّا لحملة ترامب الانتخابية، فقد دفع باتجاه استهداف الناخبين ذوي الإقبال المنخفض والمتوسط على التصويت، خلافًا للنمط التقليدي الذي يركز على القواعد الحزبية الصلبة.

أخبار ذات علاقة

كارولين ليفيت

سابقة في البيت الأبيض.. كارولين ليفيت تكشف "الهدية الأعظم" (فيديو إرم)

كما اتخذ قرارًا مثيرًا للجدل بإسناد عمليات "تحفيز الناخبين" إلى جهات خارجية، بدلًا من إدارتها داخل الحملة. ورغم الانتقادات الحادة التي واجهته آنذاك، فقد أثبتت النتائج أن الرهان كان صائبًا، إذ وفّر ملايين الدولارات وسمح بتوجيه الموارد نحو الإعلانات والتعبئة الإعلامية.

تقول سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، إن بلير لم يكن مجرد منفذ، بل مهندس رؤية متكاملة، مشيرة إلى أنه أقنع المتحفظين داخل الحملة بخياراته، قبل أن يثبت نجاحها على أرض الواقع. هذا النجاح عزز مكانته داخل الدائرة الضيقة للرئيس، إلى حد أن ترامب بات يطلق عليه لقب "جيمس العبقري".

ومع اقتراب انتخابات 2026، يواجه بلير انتقادات من بعض الجمهوريين الذين يرون أن البيت الأبيض يبدد طاقته في صراعات داخلية مع شخصيات من الحزب، بدلًا من التركيز على الدوائر المتأرجحة. غير أن مسؤولين في الإدارة يرددون بأن ترامب قدّم بالفعل دعمًا واسعًا لعشرات المرشحين الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ، وأسهم في استقطاب أسماء وازنة للسباقات المفتوحة.

الناجح الصارم

بلير هو ناشط سياسي "أصلع"، وفق تعبير "وول ستريت جورنال"، ويبلغ من العمر 36 عامًا من فلوريدا، ويصفه زملاؤه بأنه حاد الطباع وحماسي، وهو ما يتجلى وصفه لنفسه في حوار مع مجلة "فانيتي فير" عندما قال "أنا شخص لا يرحم".

وُلد جيمس بلير في الـ21 من مايو 1989 في ولاية فلوريدا، وتخرّج في جامعة ولاية فلوريدا بدرجة البكالوريوس في المالية، ثم أسس في عام 2013 شركة استشارية سياسية في مدينة تامبا التي سرّع نجاحها من سرعة صعوده إلى الساحة الأمركية.

بدأ مسيرته السياسية في فلوريدا، حيث عمل مساعدًا لريتشارد كوركوران، رئيس مجلس النواب في فلوريدا آنذاك، ثم شارك في حملة رون ديسانتيس لمنصب حاكم الولاية عام 2018، وأصبح لاحقًا نائبًا لرئيس أركانه حتى استقالته في أغسطس 2019 بعد خلافات داخلية مع زوجة ديسانتيس وشخصيات أخرى.

بعد مغادرته إدارة ديسانتيس، انضم بلير إلى حملة دونالد ترامب الرئاسية عام 2020 في فلوريدا، ثم قاد حملات انتخابية مهمة في دورة 2022. في مارس 2024، عُيّن مديرًا سياسيًّا للحملة الرئاسية 2024، كما تولى المنصب نفسه في اللجنة الوطنية الجمهورية؛ ما ساعد على توحيد الجهود بين الحملة والحزب. 

ووفق "وول ستريت جورنال"، فقد كان دوره حاسمًا في إستراتيجيات الحملة، بما في ذلك قرارات جريئة، مثل: الاستعانة بشركات خارجية لبرامج التصويت، والتي واجهت انتقادات في البداية لكنها أثبتت نجاحها ماليًّا.

في نوفمبر 2024، أعلن ترامب تعيين بلير نائبًا لرئيس الأركان في البيت الأبيض، وتولى المنصب رسميًّا مع بداية الولاية الثانية في يناير الماضي، وهي مناصب ومهام جعلت ألقابه تتنوع بين "الكلب البوليسي" أو "اللامع جيمس" لقدرته على التواصل المباشر مع الرئيس وكسب ثقته السريعة، رغم أنه كان مترددًا في البداية بسبب هدوئه الظاهري.

في غضون أقل من عام، تحوّل بلير من مدير حملة إلى أحد أكثر الشخصيات نفوذًا في واشنطن، حيث يُوصف بأنه "الرجل الذي يبقي الجمهوريين في صف واحد" خلف أجندة ترامب، كما تُنسب إليه نجاحات، مثل: الحد من الانشقاقات الداخلية، والضغط على النواب، وحتى التأثير في خطط إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC