أكد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، أن ولاية دونالد ترامب تمثل تحولًا جذريًّا في السياسة الدولية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وأوضح هولاند في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن تخلي الولايات المتحدة عن دعم أوكرانيا، إلى جانب الهجوم الاقتصادي والأيديولوجي الذي يشنه ترامب على القارة الأوروبية، يعكس تحولًا عميقًا في السياسة الأمريكية تجاه حلفائها التقليديين.
وفي تعليقه على مواقف ترامب في أولى أسابيع ولايته الثانية، وصف هولاند سياسة ترامب بأنها "انقطاع عميق" مع أوروبا، مشيرًا إلى ثلاث قضايا رئيسة تتجسد فيها هذه التغيرات.
أولًا، تخلي ترامب عن دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، حيث وصفها بأنها "تحت حكم ديكتاتور"، وهو ما يتناقض مع الموقف الأوروبي الذي يدعم سيادة أوكرانيا.
ثانيًا، تمسك ترامب بفتح قنوات حوار مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي تهديدًا وجوديًّا.
ثالثًا، التصويت الأمريكي في الأمم المتحدة إلى جانب روسيا وكوريا الشمالية ضد قرار أوروبي يدعم أوكرانيا، بحسب قوله.
وأضاف هولاند: "إذا كان الشعب الأمريكي ما زال صديقًا لنا، فإن إدارة ترامب لم تعد حليفًا لنا"، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تمثل نقطة تحول كبيرة في العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة، حيث "لم يسبق للولايات المتحدة أن صوتت في الأمم المتحدة ضد مشروع قرار أوروبي مع روسيا وكوريا الشمالية".
وعن السؤال إذا كان ترامب يشكل "عدوًّا" لأوروبا، قال هولاند: "هو لم يعد حليفًا، بل أصبح يتعاون مع أعدائنا"، مشددًا على أن ترامب يستهدف أوروبا في المقام الأول وليس الصين كما يزعم.
وأشار إلى أن ترامب يدعم حركات متطرفة في أوروبا تسعى لتغيير طبيعة الديمقراطيات الأوروبية.
وفيما يتعلق بالزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى واشنطن، اعتبر هولاند أنها كانت محاولة "غير مجدية" لإقناع ترامب بتغيير مواقفه، مؤكدًا أن ترامب لا يقدّر سوى مصالحه الخاصة.
وأكد هولاند أن الحوار مع ترامب لا طائل منه، وأنه يجب على أوروبا الرد بحزم على السياسات الاقتصادية التي تفرضها الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية والتعامل مع الشركات الأمريكية في القارة.
وفيما يتعلق بمستقبل الدفاع الأوروبي في مواجهة التحديات الدولية، دعا هولاند إلى ضرورة أن تتخذ بعض الدول الأوروبية خطوات ملموسة نحو بناء "أمن أوروبي حقيقي" بالتعاون مع المملكة المتحدة وألمانيا، بدلًا من الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، التي قد تسحب قواتها من أوروبا في المستقبل.
وأكد هولاند في ختام حديثه على أهمية تعزيز الدفاع الأوروبي المستقل عن الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن بناء قوة دفاعية أوروبية حقيقية يتطلب إرادة سياسية قوية وتعاونًا بين الدول الرئيسة في الاتحاد الأوروبي.