ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
بدأت شركة بوينغ، العملاق الأمريكي في مجال الطيران، تصنيع أول طائرة مقاتلة من الجيل السادس، إف-47، في خطوة تعكس التحول الاستراتيجي للقوات الجوية الأمريكية نحو السيطرة الجوية المستقبلية.
ومن المتوقع أن تحلق الطائرة لأول مرة بحلول عام 2028، بحسب تصريحات الجنرال ديفيد ألفين، رئيس أركان القوات الجوية، خلال مؤتمر الفضاء والطيران والسيبراني لعام 2025.
تأتي إف-47 ضمن برنامج NGAD (Next Generation Air Dominance) الذي يسعى لاستبدال مقاتلات F-22 الحالية بمنصة أكثر تطورًا، تجمع بين السرعة، التخفي، والأسلحة فائقة التقنية، بحسب "يوراسيان تايمز".
ستدمج الطائرة، التي كانت تحت التطوير السري لسنوات منذ أول رحلة تجريبية العام 2019، قدرات الطائرات المأهولة مع طائرات القتال التعاونية بدون طيار، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وحتى الحوسبة الكمومية.
سيتم تصميم الطائرة بلا ذيل، وقدرتها على التحليق بسرعة تزيد عن 2 ماخ لمسافة تفوق 1000 ميل بحري، يجعلها منصة هجومية واستطلاعية متعددة الأدوار، مهيأة للتفوق على أي خصم في الأجواء المعقدة المستقبلية.
سباق الجيل السادس
جاء الإعلان عن إف-47 في وقت تشهد فيه آسيا تصعيدًا كبيرًا نحو التفوق الجوي؛ حيث عرضت الصين، المنافس الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة، قبل ثلاثة أسابيع أحدث مقاتلاتها من الجيل الخامس، بما في ذلك J-15T وJ-35، فضلًا عن مقاتلات الجيل السادس J-36 وJ-50 التي تحمل تصميمات مبتكرة دون ذيل، وثلاثة محركات في بعض النماذج، لتقليص الفجوة التكنولوجية مع الولايات المتحدة.
ويشير محللون إلى أن هذه الخطوات الصينية تأتي ضمن استعدادات محتملة للتحرك ضد تايوان بحلول 2027؛ ما يجعل التفوق الجوي الأميركي أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وتسعى الولايات المتحدة عبر إف-47 وبرامج NGAD إلى ضمان هيمنة شاملة في أي صراع مستقبلي، مع تطوير أسلحة وأنظمة دفاع متقدمة تربط المقاتلات المأهولة بالدرونز والذكاء الاصطناعي؛ ما يوفر تحكمًا غير مسبوق في سماء المعارك المستقبلية.
الابتكار والتكلفة
يمثل برنامج إف-47 أول محاولة لشركة بوينغ لتصميم مقاتلة جديدة بالكامل منذ اندماجها مع ماكدونيل دوغلاس في 1997، حيث يعتمد البرنامج على تصميم الطائرة من الصفر لتلبية متطلبات القوات الجوية الأمريكية الخاصة.
وقد وصف ستيف باركر، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة بوينج للدفاع والفضاء، البرنامج بأنه أكبر استثمار دفاعي للشركة على الإطلاق؛ مؤكدًا أن الطائرة ستكون الأكثر تطورًا ضمن أسطول القوات الجوية.
لا يقتصر برنامج NGAD على المقاتلة وحدها؛ بل يشمل تطوير محركات جديدة، أسلحة متقدمة، أنظمة حرب إلكترونية، وأدوات شبكات، إضافةً إلى الطائرات بدون طيار التي ستعمل بالتوازي مع إف-47.
ويخطط الجيش الأميركي لشراء 185 طائرة من طراز إف-47 على الأقل؛ وهو ما يعادل أو يتجاوز أسطول F-22 الحالي، في خطوة تهدف لضمان التفوق الجوي طويل الأمد.
نحو مستقبل القتال الجوي
تسعى الولايات المتحدة عبر إف-47 إلى التأكيد على أن الفوز في الحروب المستقبلية يتطلب أكثر من مجرد عدد الطائرات في السماء؛ بل سيطرة تامة على الخصم وإظهار القدرة على الحسم بسرعة وكفاءة.
كما أن الإعلان عن الإف-47 يأتي في إطار سباق عالمي لتطوير الجيل السادس من المقاتلات؛ حيث تعمل فرنسا وألمانيا وإسبانيا على مشروع "FCAS"، بينما تتعاون المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان في مشروع "GCAP"؛ ما يعكس توجهًا عالميًا نحو عصر جديد من القتال الجوي يدمج السرعة، التخفي، الأسلحة المتقدمة، والذكاء الاصطناعي.
لا تمثل الطائرة الجديدة مجرد منصة قتالية؛ بل رمزًا للهيمنة التكنولوجية المستقبلية، ومرحلة متقدمة من الصراع الاستراتيجي بين القوى الكبرى؛ حيث يشكل كل تطور في الجيل السادس خطوة نحو إعادة تعريف القوة الجوية وطرق السيطرة على سماء النزاعات المقبلة.