logo
العالم

تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل.. أزمة ثقة أم تغيير استراتيجي؟

تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل..  أزمة ثقة أم تغيير استراتيجي؟
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز
28 يونيو 2025، 4:20 ص

قال موقع "ريل كلير بوليتيكس" الأمريكي، إن الدعم الشعبي لإسرائيل في الولايات المتحدة يتراجع بسبب تزايد الاستياء داخل الحزب الديمقراطي من حرب إسرائيل في غزة.

وذكر الموقع في تقريره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تنقل بين مواقع السلطة لنحو ثلاثة عقود، يُعد أطول رؤساء الحكومات بقاءً في المنصب في تاريخ إسرائيل، بإجمالي 17 عامًا.

أخبار ذات علاقة

فلسطينيون يتجمعون لتلقي المساعدات

"افتراءات حقيرة".. نتنياهو وكاتس يردان على "هآرتس" بشأن مساعدات غزة

وخلال تلك الفترة، حظيت إسرائيل بدعم ساحق من الناخبين والمشرعين الأمريكيين من كلا الحزبين، على الرغم من علاقات نتنياهو المتوترة في كثير من الأحيان مع الرؤساء الأمريكيين.

ولفت الموقع إلى أن هناك ما يُعرف في الولايات المتحدة بتحول جيلي متزايد ضد إسرائيل بين أوساط الناخبين الأمريكيين، إلى جانب تنامي نزعة انعزالية، ولو بشكل أقل، داخل اليمين، ما يشير إلى أن نتنياهو ربما لم يعد يملك ترف إغضاب الرؤساء الأمريكيين من دون عواقب.

وجاء ذلك بعد أن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار الذي أعلنه بينها وبين إيران قائلا: "لست راضيًا عن إسرائيل. لست راضيًا عن إيران أيضًا. لدينا دولتان تتقاتلان منذ زمن طويل وبشدة لدرجة أنهما لا تعرفان ما تفعلانه بحق الجحيم".

وهذه ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها رئيس أمريكي شتائم أثناء شكواه من نتنياهو. فبعد زيارة نتنياهو الأولى للبيت الأبيض عام 1996، شعر الرئيس بيل كلينتون بأنه تلقى محاضرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي. وورد أن كلينتون تساءل لموظفيه على انفراد: "من يظن نفسه؟"، "من هي القوة العظمى اللعينة هنا؟".

بحسب موقع "ريل كلير بوليتيكس"، فإن نتنياهو الذي كان خارج السلطة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم تتقاطع فترته حينها مع إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، لكنه عاد إلى الحكم في عام 2009 بالتزامن مع تولي باراك أوباما الرئاسة، وهو ما أدى إلى صدامات متكررة بينهما، بعضها جرى بشكل علني.

وعقد أوباما العزم على التوصل إلى حل الدولتين، وحثّ نتنياهو على تجميد أو وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية مؤقتًا. قبل نتنياهو وقفا مؤقتا، لكنه رفض في النهاية قبول "سلام قائم على الأوهام" وتوقفت المفاوضات واستمر بناء المستوطنات.

وعارض نتنياهو لاحقًا الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما مع إيران، واصفًا إياه بأنه "خطأ تاريخي" أمام اجتماع مشترك للكونغرس عام 2015، نسّقه الجمهوريون دون تشاور مع البيت الأبيض. قال أوباما، الذي رفض لقاء نتنياهو خلال زيارته ولم يحضر الخطاب، إنه اطلع على نص الخطاب ولم يرَ "جديدًا". زعم أوباما أن نتنياهو فشل في تقديم "بدائل قابلة للتطبيق".

ورغم هذه التوترات، ظلت المساعدات الأمريكية وشحنات الأسلحة تتدفق إلى إسرائيل طوال سنوات حكم أوباما.

وبعدها، تولى دونالد ترامب منصبه في عام 2017، ولإسعاد نتنياهو، اعترف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل وانسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما مع إيران. كانت سلسلة من الانتصارات لرئيس الوزراء، لكن ترامب أعرب عن انزعاجه عندما هنأ نتنياهو جو بايدن على فوزه في انتخابات 2020 في منشور فيديو.

بايدن وترامب والسيناتور إيمي كلوبوشار

وقال ترامب في عام 2021: "كان ذلك مبكرًا. حسنًا؟ لنضع الأمر بهذه الطريقة - لقد استقبله مبكرًا جدًا. قبل معظم قادة العالم. لم أتحدث إليه منذ ذلك الحين. اللعنة عليه. لم يكن هناك من فعل لنتنياهو أكثر مني... وكان نتنياهو أول من ركض لتحية جو بايدن".

أما جو بايدن، الذي أعلن نفسه صهيونيًا، آمن بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. بعد أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، سافر إلى تل أبيب لاحتضان نتنياهو وإظهار دعمه للشعب الإسرائيلي. لكن بايدن أدان هجمات إسرائيل اللاحقة على المناطق المدنية في غزة، وهدد بوقف إرسال القنابل وقذائف المدفعية إلى إسرائيل إذا شنت غزوًا كبيرًا على رفح.

وعندما تقدمت إسرائيل في رفح على أي حال، أوقفت الولايات المتحدة شحنة أسلحة. ولم يكن هذا سوى عثرة طفيفة لنتنياهو. فعلى الرغم من شكوك بايدن بشأن نهج إسرائيل في الحرب، إلا أن الذخائر الأمريكية تدفقت في الغالب إلى إسرائيل كالمعتاد.

ومن ثم، عاد ترامب إلى السلطة، وسارع نتنياهو إلى الإشادة به ووصفه بأنه "أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض". لكن الأمور بدأت بداية غريبة. فقبل أيام من عودته إلى منصبه، نشر ترامب مقطع فيديو على موقع "تروث سوشيال" للخبير الاقتصادي جيفري ساكس يصف فيه نتنياهو بأنه "ابن عاهرة متغطرس ومظلم" يتلاعب بالولايات المتحدة لشن "حروب لا نهاية لها" في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، لم يثنِ رأي ساكس ترامب عن إصدار الأمر بقصف مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وهي الخطوة التي عمل نتنياهو على الدفع لتنفيذها. عند إعلانه عن الضربات، قال ترامب: "أود أن أشكر وأهنئ رئيس الوزراء نتنياهو. لقد عملنا كفريق واحد كما لم يعمل أي فريق آخر من قبل".

بعد أيام، انتقد ترامب إسرائيل بشدة لخرقها اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم مؤخرًا. وقال ترامب للصحفيين: "إسرائيل، بمجرد أن أبرمنا الاتفاق، خرجوا وألقوا حمولة من القنابل، لم أرَ مثلها من قبل، وهي أكبر حمولة رأيناها. لست راضيًا عن إسرائيل".

وغير الرئيس منذ ذلك الحين لهجته، مشيدًا بـ"حب نتنياهو للأرض المقدسة الرائعة"، ووصف محاكمة نتنياهو يوم الاثنين بتهم فساد قديمة بأنها "مهزلة عدالة".

وتساءل الموقع إلى متى سيستمر دعم ترامب؟ وهل تآكلت شبكة أمان نتنياهو؟

كان بإمكان رئيس الوزراء أن يهين بيل كلينتون، ويثير غضب باراك أوباما، ويطرد جو بايدن دون مواجهة رد فعل جدي. كانت سابقة الدعم الأمريكي لإسرائيل قوية ومستقرة. لكن هذا يتغير.

وختم الموقع بقوله إنّ النهج السياسي الشخصي لترامب متقلّب. فإذا فشلت أي محاولة لإنهاء الصراع مع إيران وتصاعدت التوترات في الشرق الأوسط، فقد يلتزم ترامب في النهاية بنصيحة ستيف بانون بالعودة إلى الانعزالية، تاركًا نتنياهو وإسرائيل في عزلة تامة دون دعم شعبي أمريكي قويّ قادر على تجاوز نزوات الرئيس.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC