فانس.. خصم ترامب الذي أصبح نائبه

أصبح جي دي فانس، الذي كان في السابق من أبرز منتقدي دونالد ترامب، أحد أشد المدافعين عنه، ليصل في النهاية إلى منصب نائب الرئيس المنتخب.

ومن المتوقع أن يؤدي فانس، الذي يُعد ثالث أصغر سياسي يتولى هذا المنصب وأول نائب رئيس من جيل الألفية، اليمين الدستورية في يناير المقبل.

وشهدت مسيرته السياسية صعودًا سريعًا بعد عامين فقط من توليه أول منصب عام له عضوًا في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

واشتهر جي دي فانس بمذكراته "مرثية ريفية" التي صدرت عام 2016، التي حققت مبيعات كبيرة بعد اختيار ترامب له نائبًا.

وفي البداية، كان فانس ينتقد ترامب، لكن بعد تغيير رأيه، أصبح من أبرز مؤيديه وحصل على دعمه في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ، ما ساعد حملته على النجاح.

ويُعد فانس، البالغ من العمر 39 عامًا، جديدًا على الساحة السياسية الأمريكية.

فاز جي دي فانس بدعم ترامب في سباق  مجلس الشيوخ لعام 2022 بعد تبني سياساته ورؤيته لفكرة "الانتخابات المسروقة" لعام 2020 التي شهدت فوز جو بايدن.

 وُلد نائب الرئيس المنتخب في ميدلتاون، أوهايو، وهي مدينة صناعية كانت مزدهرة في الماضي. ونشأ على يد جدته "ماماو" بسبب معاناة والدته من إدمان المخدرات.

هذه الصعوبات شكلت شخصيته، وكان لها دور كبير في خطبه خلال حملته الانتخابية، إذ قدم نفسه مرشحًا عن طبقة العمال ذوي الياقات الزرقاء، ساعيًا إلى جذب أنصار ترامب.

توفيت جدة جي دي فانس وملهمته في 2005 بعد فترة قصيرة من انضمامه إلى مشاة البحرية الأمريكية، قبل أن يتخرج في جامعة ولاية أوهايو وكلية الحقوق بجامعة ييل، ويخدم في العراق.

في 2016، ألف كتاب "مرثية ريفية" الذي تحول إلى فيلم عرض على "نيتفلكس "، حيث شارك قصة نشأته في فقر بمنطقة "حزام الصدأ الأمريكي" وسط العنف والإدمان.

ويشير مصطلح "حزام الصدأ" إلى منطقة تشمل الولايات الصناعية القديمة في شمال شرقي الولايات المتحدة، مثل نيو إنغلاند، وبنسلفانيا، وأوهايو، وميشيغان، وتشتهر بتأثيرات انخفاض الصناعة والتحولات الاقتصادية.

وبدأ فانس مشروعًا تجاريًا لتنمية الفرص في هذه المناطق، وأصبح متحدثًا بارزًا في الإعلام عن القضايا المهمة لسكان حزام الصدأ.

وفي انتخابات 2016، كان فانس ناقدًا لترامب، إذ أوضح أنه لم يكن مؤيدًا له، وقال في مقابلة مع تشارلي روز إنه "لم يكن رجل ترامب أبدًا" وأنه لا يرى أن ترامب يقدم حلولًا فعالة.

تحول الموقف

انضم جي دي فانس في النهاية إلى ترامب، معترفًا بأخطائه السابقة، وأشاد بالفترة التي قضاها في منصبه، إذ اعتذر عن هجماته عليه في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" في يوليو 2021.

وجاء اعتذاره في الوقت نفسه الذي دخل فيه السباق على مقعد مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو، وهو السباق الذي أصبح من أكثر الانتخابات التمهيدية تنافسية في الحزب الجمهوري لعام 2022.

وبعد دعم ترامب في اللحظات الأخيرة، فاز فانس بالانتخابات التمهيدية ثم في الانتخابات العامة، متغلبًا على الديمقراطي تيم رايان.

 في مجلس الشيوخ، ظل مخلصًا لسياساته المحافظة، بما في ذلك معارضته للمساعدات لأوكرانيا.

وخلال حملة 2024، كان فانس نشطًا في دعم ترامب، إذ شارك في فعاليات جمع التبرعات في أوهايو وكاليفورنيا. ولديه علاقات قوية مع مانحين أثرياء في وادي السيليكون، مثل بيتر ثيل، الذي دعم حملته في 2022 بمبلغ 15 مليون دولار.

وأثار جي دي فانس جدلاً واسعًا خلال الحملة الرئاسية بعد تصريحات اعتُبرت مسيئة ضد النساء، إذ وصف بعضهن بـ"نساء القطط بلا أطفال" في إشارة إلى نساء الحزب الديمقراطي.