تُعقد يوم الجمعة المقبل في مدينة إسطنبول التركية جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران ودول "الترويكا" الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأوروبي.
وتأتي تلك المفاوضات في محاولة لإحياء المسار الدبلوماسي بشأن الملف النووي الإيراني، وتخفيف حدة التوترات المتصاعدة بين الجانبين.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن إسماعيل بقائي المتحدث باسم الخارجية قوله "الاجتماع بين إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا سيتم على مستوى نواب وزراء الخارجية".
وذكرت وكالة "إيرنا"، ليل الأحد، أن الوفد الإيراني سيترأسه نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، إلى جانب مساعد وزير الخارجية للشؤون القانية كاظم غريب آبادي، وهما من أبرز الشخصيات التفاوضية في طهران.
وبحسب الوكالة، ستركز المفاوضات على دور الدول الأوروبية في الاتفاق النووي، إلى جانب مناقشة آلية "العودة التلقائية للعقوبات" المسماة "آلية الزناد"، التي تثير قلقاً واسعاً لدى إيران وتُعدّ من أبرز نقاط الخلاف في المرحلة الراهنة.
ويأتي انعقاد هذه الجولة في أعقاب موافقة إيران على استئناف المحادثات بناءً على طلب رسمي تقدمت به الدول الأوروبية، وسط تحذيرات متبادلة من تداعيات فشل المسار الدبلوماسي على الاستقرار الإقليمي.
وأكدت المصادر أن "إسطنبول ستكون مسرحًا لجولة محورية من الحوار السياسي في ظل انسداد أوسع على مستوى العلاقات الإيرانية الأوروبية".
وتسعى الدول الأوروبية من خلال هذه الجولة إلى منع مزيد من التصعيد، في حين تؤكد طهران أنها لن تقبل بأي التزام إضافي خارج إطار الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، ما لم تُرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وتشكل "الترويكا" الأوروبية، ومعها الصين وروسيا، الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 ورُفعت بموجبه العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وأعلنت المجموعة الأوروبية أنها ستعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران عبر ما يسمى آلية إعادة فرض العقوبات بحلول نهاية أغسطس/ آب إذا لم تُستأنف المحادثات النووية التي كانت جارية بين إيران والولايات المتحدة قبل الحرب الجوية الإسرائيلية الإيرانية أو إذا لم تتحقق أي نتائج ملموسة.
وبموجب بنود قرار الأمم المتحدة الذي أقر الاتفاق النووي لعام 2015، يمكن للترويكا الأوروبية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران بحلول 18 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2025.
وقبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية، عقدت طهران وواشنطن 5 جولات من المحادثات النووية بوساطة عُمانية، لكنهما واجهتا عقبات رئيسية مثل تخصيب اليورانيوم في إيران الذي تسعى القوى الغربية إلى خفضه إلى الصفر للحد من أي خطر للتسليح.