أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران أوقفت اتصالاتها المباشرة مع الجانب الأمريكي منذ أشهر، مشددًا على أن العودة إلى طاولة التفاوض مرهونة بتخلي واشنطن عن نهج "الإملاءات" وتبني لغة الاحترام المتبادل.
وفي مقابلة مع شبكة "روسيا اليوم" خلال زيارته إلى موسكو، كشف عراقجي عن تفاصيل جولات تفاوضية سابقة مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، موضحاً أنهما عقدا 5 جولات من المباحثات النووية وكان من المقرر عقد السادسة في يونيو/حزيران الماضي، إلا أن الهجوم الإسرائيلي المدعوم أمريكياً على المنشآت الإيرانية أدى إلى وقف هذا المسار.
ووصف عراقجي التجربة مع الإدارة الأمريكية بـ"المريرة"، مشيراً إلى أن التفاوض تحت التهديد والضغط هو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.
وعلى صعيد الخسائر الميدانية، أقر عراقجي بتعرّض المنشآت النووية في "نطنز" و"فوردو" لأضرار "جسيمة" جراء الهجمات الأمريكية والإسرائيلية قبل 6 أشهر. ومع ذلك، قلّل من شأن تقييمات البنتاغون التي تحدثت عن تراجع البرنامج لعامين، قائلاً: "الحقيقة أن منشآتنا تضررت، لكن تقنيتنا وعزمنا لا يزالان قائمين، فالتكنولوجيا لا يمكن قصفها".
وشدد الوزير الإيراني على أن طهران لا تزال متمسكة بحقها المشروع في التخصيب السلمي، محذراً من أن استهداف المنشآت الخاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمثل ضربة لنظام عدم الانتشار العالمي.
وأضاف: "نحن مستعدون لاتفاق عادل ومتوازن كما فعلنا في عام 2015، ونقدم ضمانات كاملة بسلمية برنامجنا مقابل رفع العقوبات، لكننا لن نتنازل عن حقوقنا الوطنية تحت وطأة شريعة الغاب".
وانتقد عراقجي بشدة موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام، معتبراً صمت الوكالة عن إدانة الهجمات على منشآت سلمية "سابقة سيئة" وتسييساً لعملها المهني. وأوضح أن إيران تتفاوض الآن مع الوكالة لإيجاد إطار قانوني لكيفية تفتيش منشآت تعرضت لعدوان عسكري، وهو أمر لا توجد له سوابق دولية.
وخلص عراقجي إلى أن الولايات المتحدة أمام خيارين: إما العودة إلى الدبلوماسية الناجحة القائمة على الاحترام، وإما الاستمرار في العمل العسكري الفاشل الذي لم يحقق أهدافه، مؤكداً أن إيران أعادت بناء ما تضرر وهي مستعدة لجميع الاحتمالات لمنع أي عدوان مستقبلي.