بدأت لجنة معينة من السلطات الانتقالية في النيجر ، عملية معقّدة لإعادة كتابة تاريخ البلد الواقع في الساحل الأفريقي، وذلك بعد نحو عام على طرد فرنسا، التي يتم اتهامها بالتأثير على قرارات وخيارات نيامي، وأيضًا بالاستيلاء على ثرواتها، وهو أمر لطالما نفته باريس.
وأولى خطوات ذلك، أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الجنرال عبد الرحمن تياني، قرارًا ينص على تشكيل لجنة خاصة من أجل "إعداد التاريخ العام للنيجر، برؤية محلية خالصة، بعيدًا عن التأثيرات الاستعمارية".
ويترأس اللجنة الأستاذ الجامعي، مايكرما زكاري، وتتألف من نخبة من الأساتذة والمؤرخين النيجريين الذين سيكون دورهم، توثيق أبرز الأحداث التي عرفتها النيجر ودور الشعب فيها، بحسب ما نص على ذلك المرسوم الذي وقّعه تياني بشأن إنشاء هذه اللجنة.
مستشار رئيس #النيجر يكشف في حوار خاص لـ #إرم_نيوز ظروف احتجاز الرئيس المطاح به #محمد_بازوم.. ويؤكد: هذا ما ننتظره من #إيكواس #انقلاب_النيجر #niger #ECOWAS
Posted by Erem News - إرم نيوز on Thursday, August 10, 2023
صفحة جديدة
ومنذ انقلاب تياني وعدد من رفاقه، في السادس والعشرين من يوليو / تموز 2023، شهدت النيجر العديد من التغييرات الرامية إلى القطيعة مع فرنسا.
ومؤخرًا قامت البلاد بتغيير أسماء الساحات والشوارع التي تحمل رموزًا غربية وفرنسية بأخرى محلية في خطوات، تستهدف، بحسب السلطات، "تكريم الرموز والمناضلين الوطنيين".
وعلّق المحلل السياسي النيجري، محمد الحاج عثمان، على الأمر بالقول: "إن السلطات والشعب النيجريين بصدد فتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد من خلال القطع مع الإرث الفرنسي بشكل تام".
وأضاف: "كانت البداية بتغيير النشيد الرسمي، الذي لم يكن هناك إجماع حوله العام الماضي، ومنذ ذلك الحين بدأت مراجعة صارمة لكل الأمور".
وأوضح الحاج عثمان في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، قائلًا: "فرنسا منزعجة بسبب هذه الخطوات، لكن عليها أن تتقبل أن هناك سلطات متناغمة مع شعبها، وتتخذ قرارات تجسد تطلعاته بصرف النظر عن الطرف الخارجي الذي لن يكون راضيًا على تلك القرارات".
#إيران تتحرّى نصيبها من "الكعكة الصفراء" النيجرية #إرم_نيوز #النيجر
Posted by Erem News - إرم نيوز on Monday, May 13, 2024
وشدد على أن "النيجر تحدّت العقوبات الدولية والإقليمية، العام الماضي، من أجل مثل هذه اللحظات التي يصبح فيها بالإمكان اتخاذ قرارات سيادية ووطنية، بعيدًا عن التأثيرات الأجنبية".
وأنهى الحاج عثمان حديثه بالقول: "اللجنة من المقرر أن تكتب تاريخ النيجر من خلال الأحداث التي أدت إلى نشأة بلدنا ورموزه سواء الذين ناضلوا ضد فرنسا أو غيرهم".
قطيعة تامة
ومن جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا: "إن مثل هذه الخطوات تعني القطيعة التامة مع فرنسا، والسلطات في النيجر تريد أن تلعب على وتر المعاداة المتنامية لباريس من قبل الشارع لاستمالته".
وتابع كايتا في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، "على الصعيد الخارجي لن تكون هناك تأثيرات لهكذا قرارات في اعتقادي، لكن على الصعيد الداخلي سيتمكن المجلس العسكري من احتواء الغضب المتراكم تجاه سياساته والإخفاقات الأمنية والاقتصادية التي تشهدها البلاد من خلالها".