logo
العالم

قبة أمريكا الحديدية.. ترامب يُعيد إحياء "حرب النجوم"

قبة أمريكا الحديدية.. ترامب يُعيد إحياء "حرب النجوم"
دونالد ترامبالمصدر: رويترز
09 فبراير 2025، 7:59 م

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إحياء فكرة الدفاع الصاروخي الشامل من خلال توجيه وزارة الدفاع لوضع خطة لما أسماه "القبة الحديدية لأمريكا"، مستوحيًا الاسم من نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، وفقًا لما أورده موقع "ذا هيل" الأمريكي.

وفي حين أن القبة الحديدية الإسرائيلية تتعامل مع الصواريخ قصيرة المدى كجزء من منظومة دفاع ثلاثية تشمل أيضًا "مقلاع داود" و"السهم"، فإن النسخة الأمريكية المقترحة تستهدف تهديدات أشد فتكًا وفق الموقع.

ويشبه هذا المشروع إلى حد كبير نظام الدفاع متعدد الطبقات الذي تصورته "مبادرة الدفاع الاستراتيجي" خلال عهد الرئيس رونالد ريغان، والمعروفة باسم "حرب النجوم".

ويتضمن الأمر التنفيذي الصادر عن ترامب بندًا خاصًا بالدفاع الفضائي، إذ يدعو إلى "تسريع نشر طبقة الاستشعار الفضائي لتعقب الصواريخ الفرط صوتية والصواريخ الباليستية"، إضافة إلى "تطوير ونشر صواريخ اعتراضية فضائية قادرة على إسقاط الصواريخ في مرحلة التعزيز الأولى"، وهي الفترة التي يكون فيها الصاروخ أكثر عرضة للاعتراض.

وتتزايد الحاجة إلى نظام دفاع صاروخي أكثر تطورًا مما كان عليه خلال الحرب الباردة، إذ تعمل دول مثل كوريا الشمالية وإيران على تطوير ترساناتها النووية. ومن جانبها، تواصل "وكالة الدفاع الصاروخي" الأمريكية تطوير منظومات مثل "الدفاع للارتفاعات العالية الطرفية" (THAAD) لمواجهة هذه التهديدات، وفقا للموقع.

وفي ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وكل من روسيا والصين، برز مجددًا خطر اندلاع مواجهة نووية بين القوى الكبرى. وهو ما دفع ترامب إلى إعادة إحياء فكرة نظام دفاع صاروخي شامل.

ومن المتوقع أن تؤدي الأسلحة الفضائية دورًا محوريًا في الدفاع خلال مرحلة تعزيز الصواريخ، إذ تتميز الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بقدرتها على إطلاق رؤوس حربية متعددة تجاه أهداف مختلفة في أثناء الطيران. وإذا أمكن تدمير الصاروخ في مرحلة الإطلاق، فلن يكون هناك حاجة لتعقب وتدمير هذه الرؤوس الحربية لاحقًا.

كما تشكل الصواريخ الفرط صوتية تهديدًا جديدًا لم يكن قائمًا خلال الحرب الباردة، نظرًا إلى قدرتها على تغيير مسارها أثناء الطيران، ما يجعل من الصعب اعتراضها بالأنظمة التقليدية.

لذا، فإن وجود منظومة دفاع فضائية قادرة على إسقاط هذه الصواريخ قبل تنفيذ مناوراتها سيكون ذا أهمية استراتيجية كبرى.

أما عن أسباب تبني هذه المبادرة الآن، فإن مفهوم "التوازن النووي" الذي حال دون استخدام الأسلحة النووية منذ قصف هيروشيما وناكازاكي لا يزال قائمًا، إلا أن خطر سوء التقدير الاستراتيجي لم يتراجع. ويزداد هذا الخطر في ظل تصاعد المواجهة بين واشنطن وكل من موسكو وبكين.

ووفق التقرير فقد أدىت الحرب الروسية الأوكرانية إلى رد فعل أمريكي وأوروبي حازم، ما يثير تساؤلات حول السيناريوهات المحتملة إذا ما لجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى خيار نووي "في لحظة يأس" وفق تعبيره.

كما أن التهديدات الصينية بضم تايوان، التي تعدها مقاطعة منشقة، قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها، ما قد ينزلق إلى نزاع نووي غير محسوب.

وفي هذا السياق، فإن "القبة الحديدية الأمريكية" المقترحة ستعزز مناعة الولايات المتحدة وحلفائها ضد أي تهديد نووي محتمل، إذ ستجعل أي محاولة لاستخدام الأسلحة النووية محفوفة بالمخاطر لروسيا أو الصين.

وأشار التقرير إلى أن موسكو أبدت اعتراضها على هذه المبادرة، إذ اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الخطة تهدف إلى تقويض قدرة روسيا والصين على ممارسة الردع النووي، كما اتهمت ترامب بالسعي إلى عسكرة الفضاء. وهو تصريح يأتي في ظل استمرار روسيا في تطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية، ما يعكس تنافسًا محمومًا في هذا المجال.

وتعكس هذه الاستراتيجية نهج "السلام من خلال القوة" الذي تبناه الرئيس ريغان، إذ ترى الإدارة الأمريكية أن امتلاك تفوق عسكري ساحق هو السبيل الأمثل لمنع اندلاع الحروب. وكما قال كاتب روماني قديم: "إذا كنت تريد السلام، فاستعد للحرب".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC