شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أنه يريد "سلامًا مستدامًا" لبلاده، غداة لقائه في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، والشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ووفق وكالة "فرانس برس"، لطالما عارض زيلينسكي قطعيًا تقديم أي تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّه في الأشهر الأخيرة، أبدى ليونة في مواقفه، على خلفية صعوبات يواجهها جيشه على خط الجبهة، ومخاوف من تراجع الدعم الغربي.
وطرح زيلينسكي فكرة تخلّي أوكرانيا، مؤقتًا، عن استعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا، تشكل نحو 20% من مساحة بلاده، مقابل ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي، وإمداد كييف بأسلحة غربية.
وقال زيلينسكي، غداة اللقاء الثلاثي الذي عقد في باريس: "ننشد سلامًا عادلاً ومستدامًا، سلامًا لا يتمكن الروس من تدميره بعد بضعة أعوام، على غرار ما فعلوا، مرارًا، في السابق".
وأوضح: "عندما نتحدث عن سلام فعال مع روسيا، يجب علينا أولا التحدث عن ضمانات"، وحضّ حلفاءه على "ضمان موثوقية السلام، وعدم غض الطرف عن "احتلال" الأراضي الأوكرانية.
من جهته، اتّهم الكرملين، الأحد، الرئيس الأوكراني بـ"رفض التفاوض" مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لافتًا إلى أن زيلينسكي حظر بموجب مرسوم صدر، في تشرين الأول/أكتوبر 2022، أي تواصل مع الرئيس الروسي.
ودعا الكرملين الرئيس الأوكراني إلى الأخذ في الاعتبار "الوقائع على الأرض"، حيث تحقّق القوات الروسية تقدّمًا على الجبهة منذ مطلع العام على الرغم من تقدّم أوكراني داخل الأراضي الروسية في الصيف.
وأعلن زيلينسكي أن 43 ألف جندي أوكراني قُتلوا في الحرب مع روسيا المستمرة منذ نحو 3 سنوات، وأن حوالي 370 ألفًا جرحوا منذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022.
وتُعد هذه المرة الثانية التي يعلن فيها زيلينسكي حصيلة للخسائر الأوكرانية، منذ شباط/فبراير 2024. وقال زيلينسكي: "هذه هي حقيقة هذه الحرب. لا يمكن أن تنتهي بمجرد ورقة، وبعض التواقيع".
وأشار ترامب، الأحد، إلى أن أوكرانيا خسرت 400 ألف جندي "على نحو عبثي" و"عددًا أكبر بكثير من المدنيين" في حين "أصيب أو قتل قرابة 600 ألف جندي روسي، في حرب لم يكن ينبغي أن تبدأ مطلقًا، ومن المحتمل أن تستمر إلى الأبد".
وجاء في منشور للرئيس المنتخب على منصته، (تروث سوشال): "يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار، والشروع في مفاوضات. لقد فُقدت الكثير من الأرواح عبثًا، ودُمرت الكثير من الأسر، وإذا استمر الوضع فقد يتحول إلى شيء أكبر، وأسوأ بكثير".
وأكد ترامب الذي سيتولى منصبه، في 20 كانون الثاني/يناير، عبر منشوره أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "يريد عقد صفقة" لإنهاء الحرب.
واكتسب الاجتماع مع ترامب في باريس أهمية كبرى بالنسبة لزيلينسكي الذي يخشى أن تفك الولايات المتحدة ارتباطها بعد نحو 3 سنوات على بدء الغزو الروسي المدمر.
ولطالما انتقد ترامب بشدة، في الأشهر الأخيرة، المساعدات الأمريكية لأوكرانيا والمقدرة بمليارات الدولارات.
