تلقي عملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية التي استهدفت مطارات في العمق الروسي، ظلالها على جولة المفاوضات المرتقبة بين موسكو وكييف في إسطنبول الاثنين.
ورأى مراقبون أن المفاوضات الجارية وسط تمسك الروس بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي سيطروا عليها، ستدخل مرحلة أكثر صعوبة بعد النجاح الأوكراني العسكري المذهل؛ ما يجعل كييف المنتشية أكثر قبولا لاستمرار القتال، بحسب تحليل لشبكة سي إن إن.
ويدعم الهجوم الأوكراني الذي استطاع اختراق "خطوط العدو" بعملية بالطائرات المسيرة انطلقت من الأراضي الروسية لتفجر أكثر من 40 طائرة حربية، التوجه الأوروبي الداعي لاستمرار الدعم العسكري لكييف في ظل تحقيق مثل هذا النجاح العسكري اللافت.
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الهجوم الأوكراني "الجريء" في عمق الأراضي الروسية، يوم الأحد، استغرق التخطيط له 18 شهراً.
ودُمّر في الهجوم الذي حمل اسم "شبكة العنكبوت"، أكثر من 40 طائرة حربية، في أكبر ضربة تُوجّه في الحرب ضد أسطول موسكو من القاذفات بعيدة المدى.
واستهدفت طائرات أوكرانيا قواعد بيلايا وإيفانوفو ودياجيليفو وأولينيا الجوية الروسية، والتي تضم جميعها طائرات عسكرية روسية.
وبعد الهجوم الجريء، ركز الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، على بعض المطالب الأوكرانية في جولة المفاوضات المرتقبة، بما في ذلك وقف إطلاق النار غير المشروط وعودة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا على الفور.
ولكن مطالبات الروس للجيش الأوكراني بالانسحاب من الأراضي التي تطالب بضمها و لم تتمكن حتى من السيطرة عليها تبقى غير مقبولة، خاصة بعد أن أظهرت أوكرانيا أنها لا تزال قادرة على ضرب العمق الروسي بشكل مؤثر.
وقبل الهجوم الأوكراني، صعدت روسيا من هجماتها الدامية على أوكرانيا بوساطة الطائرات المسيرة، استباقا للجولة الجديدة من المفاوضات، وهو ما ردت عليه كييف بالمثل.
وليلة السبت، شنّت روسيا أكبر هجوم لها بطائرات مُسيّرة على أوكرانيا منذ بداية الحرب، بمشاركة 472 طائرة مُسيّرة. يوم الأحد، أسفرت ضربة صاروخية روسية عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين في موقع تدريب للجيش الأوكراني.
ورغم الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإجبار الطرفين على حوار بناء يفضي لوقف إطلاق النار، ما زالت موسكو وكييف بعيدتين عن أي اتفاق بالتوازي مع التصعيد على الأرض.
ووفق تقارير أمريكية، ما زالت بيد ترامب أوراق ضغط قد يستخدمها، كفرض عقوبات صارمة على روسيا، وهو ما يحظى بموافقة ساحقة من مجلس الشيوخ الأمريكي، أو تعديل المساعدات العسكرية الأمريكية بما يزيد بشكل كبير من تكاليف استمرار القتال على أوكرانيا ويجبرها على تقديم تنازلات للوصول لاتفاق على وقف إطلاق النار.