logo
العالم

"واشنطن بوست": تسييس الجيش الأمريكي يؤثر سلباً على مهامه العسكرية

"واشنطن بوست": تسييس الجيش الأمريكي يؤثر سلباً على مهامه العسكرية
جنود من الجيش الأمريكي في العراقالمصدر: US Army
22 نوفمبر 2024، 1:57 م

أوضح تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، أن تاريخ الجيش الأمريكي في العقدين الأخيرين لا يتعلق بطبيعة التدريب أو التنفيذ، بل بالمهام التي أُوكلت إليه، محذراً من أن تسييس الجيش يؤثر سلباً على مهامه العسكرية.

وأشار التقرير إلى الاقتراح الذي طرحه بيت هيجسيث، مرشح ترامب السابق لوزارة الدفاع، في كتابه، حيث قال: "جنرالاتنا ليسوا مستعدين، ولا حتى قريبين، لهذه اللحظة من التاريخ". 

الجيش الأمريكي في سوريا

وأضاف: "يجب على الرئيس المقبل للولايات المتحدة أن يجري إصلاحًا جذريًّا في القيادة العليا بالبنتاغون ليجعلنا مستعدين للدفاع عن أمتنا وهزيمة أعدائنا؛ ويجب طرد الكثير من الأشخاص".

وأثار هذا ردود فعل وانتقادات كبيرة، ودفع ترامب نفسه إلى التعبير عن رغبته في تطهير الجيش مما وصفه بـ "الجيش اليقظ" الذي لا يستطيع القتال أو الفوز، كما تبين من خلال التجربة في أفغانستان.

وتجد هذه الانتقادات صدى لدى جزء من العامة الذين سئموا من الحروب المكلفة في العراق وأفغانستان، والذين دفعهم النقد المستمر من التيار اليميني إلى الاعتقاد بأن القوات المسلحة قد تم اختطافها من قبل نشطاء العدالة الاجتماعية. 

 

وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي لا يزال واحدًا من أكثر المؤسسات احترامًا في المجتمع الأمريكي، أظهرت نتائج استطلاع أجراه معهد غالوب في عام 2023، أن 60% فقط من المشاركين أعربوا عن ثقتهم في القوات المسلحة، وهو أدنى مستوى لها منذ أكثر من عقدين.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولية عن الأخطاء التي وقعت في الحروب بعد 11 سبتمبر تقع على عاتق السياسيين أكثر من الجنرالات. 

فالقادة السياسيون في الولايات المتحدة هم الذين عهدوا إلى القوات المسلحة بالمهمة الصعبة المتمثلة في تحويل أفغانستان والعراق إلى ديمقراطيات على الطراز الغربي.

 

وكانت هذه المهمة على الأرجح مستحيلة، خاصة بالنظر إلى قلة الدعم الذي كانت واشنطن مستعدة لتقديمه في كلا البلدين.

ورغم أن الجيش الأمريكي ارتكب أخطاء فادحة في الأيام الأولى للحروب في أفغانستان والعراق، خاصة قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، إلا أن القادة العسكريين أظهروا مرونة كبيرة وقدرة على التكيف.

ويظهر ذلك في نجاح "الزيادة" الأمريكية في العراق بين 2007 و2008، والتي أنقذت البلاد من حافة الحرب الأهلية، وكذلك في الفترة التي تلت عام 2014، حينما دعمت القوات الأمريكية الحلفاء الأكراد والعراقيين في هزيمة تنظيم داعش.

 

وأكدت الصحيفة أيضًا أن بعض من أكبر الكوارث في السياسة الأمريكية الحديثة، مثل صعود تنظيم "داعش" بعد الانسحاب الأمريكي من العراق في 2011، أو انهيار حكومة كابول بعد الانسحاب من أفغانستان في 2021، وقعت عندما تجاهل الرؤساء نصائح العسكريين بالبقاء في تلك الدول.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من الضجة حول انخراط الجيش الأمريكي في قضايا التنوع والمساواة والشمول، فإن هذه البرامج كانت مبالغًا فيها؛ فالكثير من الأمثلة التي اكتشفها نشطاء "ماجا" (أجعل أمريكا أقوى مجددًا) تتعلق بتعليم الطلاب في أكاديميات الخدمة حول قضايا الجنس والعرق، كما يحدث في المؤسسات المدنية.

أخبار ذات علاقة

جنود أمريكيون  يقفون على دبابة أمريكية من طراز M1A2

"مخزوننا يُستنزف".. الجيش الأمريكي يدعم خطط ترامب بشأن أوكرانيا

 

وأوضحت الصحيفة أن ما من شأنه أن يضعف الاستعداد القتالي بالفعل ليس التدريب على التنوع والشمول، بل تطهير صفوف الضباط الكبار لأسباب سياسية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تعهد ترامب باستخدام الجيش في مهام إنفاذ القانون المحلي، مثل اعتقال المهاجرين غير الشرعيين، قد يشكل إلهاء كبيرًا عن استعداد الجيش لمواجهة الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية وأعداء آخرين.

واختتمت الصحيفة بالقول، إن تسييس الجيش عبر جماعات مثل "ماجا" يشكل تهديدًا أكبر بكثير من قضية "اليقظة"، حيث يمكن أن يؤثر سلبًا على فعالية الجيش واستعداده لمهامه العسكرية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC