logo
العالم

باريس سلمت آخر قواعدها.. حرب النفوذ تحتدم في غرب أفريقيا

باريس سلمت آخر قواعدها.. حرب النفوذ تحتدم في غرب أفريقيا
مراسم عسكرية بمناسبة تسليم آخر معسكر فرنسي في السنغالالمصدر: رويترز
20 يوليو 2025، 5:56 ص

رجح خبيران أن تسعى دول مثل الصين وروسيا وتركيا والولايات المتحدة إلى ترسيخ نفوذ عسكري في غرب أفريقيا.

وأثار إنهاء فرنسا تسليم قواعدها العسكرية في السنغال تساؤلات حول ما سيأتي بعد إتمام باريس سحب قواتها من غرب أفريقيا، المنطقة التي تشهد هجمات متصاعدة من قبل جماعات مسلحة مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وغيرها.

وكشفت فرنسا رسميا عن تسليم آخر قاعدتين عسكريتين لها في السنغال، وهما معسكر جيلي (أكبر قاعدة فرنسية في البلاد) والمطار العسكري في مطار دكار الدولي، وذلك خلال مراسم أُقيمت بحضور كبار المسؤولين من الجانبين، بينهم الجنرال مباي سيسيه (رئيس الأركان السنغالية) والجنرال باسكال ياني قائد القوات الفرنسية في أفريقيا.

أخبار ذات علاقة

مراسم تسليم القواعد الفرنسية في السنغال

السنغال.. الانسحاب الفرنسي يغذي مخاوف عودة نشاط المتشددين

 ويأتي هذه التطور بعد سنوات من مغادرة القوات الفرنسية لمالي وبوركينا فاسو والنيجر، وذلك بعد انقلابات عسكرية أطاحت حلفاء لباريس في هذه الدول وكان آخرهم محمد بازوم رئيس النيجر؛ وهو ما يثير تساؤلات جدية حول الدول التي ستستفيد من الفراغ الذي ستتركه فرنسا.

روسيا ستستفيد

وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو: "من المؤكد أن دولا مثل روسيا وتركيا والولايات المتحدة ستسعى لترسيخ نفوذ عسكري يخلف الحضور الفرنسي وهي محاولات بدأت منذ فترة خاصة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "روسيا ستستفيد بالفعل من الانسحاب الفرنسي خاصة أن لها قوات على الأرض في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهي تترصد الآن موقف السنغال من حضورها وقد تتقرب من ساحل العاج أيضاً التي تستعد هي الأخرى لعملية مغادرة فرنسية".

وشدد ديالو على أن "هذه التغييرات في المقابل قد لا تساعد على بسط الاستقرار والأمن في منطقة غرب أفريقيا حيث تخلق فراغاً استخبارياً كبيراً تعمل الجماعات المسلحة سواء الانفصالية أو المتشددة على استغلاله ومهاجمة الجيوش الوطنية التي تعاني أصلاً من ضعف فادح في العتاد والجنود".

تنافس محموم

بدوره قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، إن "الانسحاب الفرنسي سيؤدي فعلياً إلى تنافس محموم بين الصين وروسيا والولايات المتحدة وتركيا بشكل خاص فيما ستحاول قوى أخرى مثل إيران الحصول على نفوذ ليس بحجم النفوذ الفرنسي أو الأمريكي أو التركي".

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والسنغالي بشير ديوماي فاي

ضمن "خطة الرحيل".. فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية

 وتابع في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "الأفضلية في غرب أفريقيا ستُمنح بالفعل لمن يقدم عروضاً مغرية أكثر من الآخر سواء على صعيد احترام السيادة الوطنية أو الأسلحة وأسعارها؛ إذ أن ثمة عوامل عدة تتداخل في من سيكون له السبق الآن في غرب القارة السمراء".

وشدد إدريس على أن "الأنظمة الصاعدة تبحث عن من يحترم سيادتها الوطنية ويقدم في المقابل خدمات قادرة على المساهمة في استعادة الأمن والاستقرار".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC