ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

قمة معلقة وحوارات معقدة.. هل تلجأ واشنطن للاحتواء أم التعايش التنافسي مع روسيا؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز

قالت مجلة "ذا ناشونال إنترست"، إن الاجتماع المُقترح بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في عاصمة المجر بودابست قد لا يُعقد، وقد لا تُحسم الحرب الروسية الأوكرانية نهائيًا في المستقبل القريب.

ومع تعليق قمة ترامب ـ بوتين، بدأت اجتماعات معقدة بين مسؤولين امريكيين وروس، تحضيرا لقمة يريد الطرفان أن تكون "مثمرة".

وأشار تقرير المجلة إلى أنه من السابق لأوانه التفكير في كيفية صياغة مثل هذه التسوية بما يخدم المصالح الأمريكية في الأمن الأوروبي، والعلاقات مع روسيا.

وأوضح أنه "ثمة نهجان إستراتيجيان متاحان: الاحتواء، وهو الخيار المُفضل لدى معظم مؤسسات السياسة الخارجية، والتعايش التنافسي، حيثُ يعتمد الاختيار بينهما على تقييم الولايات المتحدة لروسيا"، وفقًا للمجلة الأمريكية.

وكما كان الحال خلال الحرب الباردة، يُعامل الاحتواء روسيا كخصم عنيد ذي طموحات جيوسياسية لا تُطاق في أوروبا وخارجها، إذ يفترض هذا النهج أن إحباط الطموحات التوسعية الروسية سيؤدي في النهاية إلى تآكل أسس النظام، ويُسفر عن روسيا جديدة، دولة أكثر انسجامًا مع القيم الغربية، وشريك مُحتمل للولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

كيريل دميترييف

يواصل محادثاته مع فريق ترامب.. مبعوث بوتين يحذر من الضغط على موسكو

وعلى النقيض من ذلك، تنطلق إستراتيجية التعايش التنافسي من افتراض أن روسيا منافس دائم، لا يستطيع الغرب تغيير نظامه الداخلي وعقليته الإستراتيجية بالضغط أو الإغراء، بحسب المجلة.

وترى تلك الإستراتيجية أن مهمة السياسة الخارجية الأمريكية لا تتمثل في هزيمة روسيا أو تغييرها، بل في إدارة المنافسة بمسؤولية لمنع المواجهة العسكرية المباشرة، التي قد تكون كارثية على كلا الجانبين.

ويشترك الاحتواء والتعايش التنافسي في هدف الحفاظ على سيادة أوكرانيا، ومنع المزيد من العدوان الروسي على جيرانها، إلا أنهما يختلفان في فهمهما لكيفية معالجة القضيتين المحوريتين في هذا الصراع: ضمانات الأمن لأوكرانيا، والتصرف في الأراضي المتنازع عليها.

وعند تطبيق سياسة الاحتواء على الحرب الحالية، فإنها ستتخذ موقفًا مبدئيًا داعمًا لحق أوكرانيا في الانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حتى لو ظل هذا الاحتمال بعيدًا في الوقت الراهن. ولن تضع أي قيود على تعاون أوكرانيا الأمني مع "الناتو" أو أي حلفائه، كما سترفض أي قيود على القدرات العسكرية لكييف تتجاوز التزامها الطوعي بعدم امتلاك أسلحة نووية.

ووفق قراءة المجلة "يُصرّ الاحتواء أيضًا على وحدة أراضي أوكرانيا ضمن حدودها المعترف بها دوليًا للعام 1991، رافضًا قبول أي تسوية سياسية تُشرّع المكاسب الروسية منذ العام 2014، لكن قد يقبل الاحتواء بالسيطرة الروسية الفعلية على الأراضي المحتلة كواقع مؤقت، ومع ذلك، ستدعم الولايات المتحدة أوكرانيا دبلوماسيًا وسياسيًا واقتصاديًا في جهودها لاستعادتها بمرور الوقت".

ويُلبي الاحتواء الضرورات الأخلاقية والقانونية للدفاع عن السيادة ومقاومة العدوان، إلا أنه ينطوي على تكاليف، فبحرمان روسيا من أي مخرج يحفظ ماء وجهها أو ضمانات أمنية، يُخاطر الاحتواء بإطالة أمد الحرب.

في المقابل، ستحث إستراتيجية التعايش التنافسي أوكرانيا على تبني موقف الحياد العسكري كوسيلة لضمان سيادتها مع معالجة المخاوف الأمنية الروسية.

وستتخلّى كييف عن عضويتها في "الناتو"، وتوافق على عدم استضافة قوات أجنبية، مع مواصلة تطوير قاعدتها الصناعية الدفاعية، باستثمارات وتكنولوجيا غربية، لبناء الأسلحة اللازمة للدفاع عن النفس.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

الكرملين: تحضيرات لاجتماع محتمل بين بوتين وترامب

وفيما يتعلق بالمسائل الإقليمية، سيقبل التعايش التنافسي بالسيطرة الروسية الفعلية على الأراضي الأوكرانية، التي تم الاستيلاء عليها دون الاعتراف بها قانونيًا.

وبدلًا من السعي إلى استعادة حدود العام 1991، سيُفضّل هذا التعايش حلًا قائمًا على مبدأ تقرير المصير المحلي، مما يسمح لسكان المناطق المتنازع عليها بتحديد انتماءاتهم السياسية من خلال عملية ديمقراطية مُتفق عليها بإشراف دولي.

وتعتبر تلك الإستراتيجية براغماتية أكثر منها مبدئية، فهي تُقرّ بأن أمن أوكرانيا لا يعتمد في نهاية المطاف على الالتزام الأخلاقي الغربي، بل على توازن قوى مستقر، ومن شأن ذلك أن يُمكّن أوكرانيا من البقاء، وإعادة البناء، والاندماج مع أوروبا، دون أن تُصبح بؤرة اشتعال دائمة للمواجهة بين القوى النووية.

ولا يزال الاحتواء جذابًا لأنه يُعبّر عن قناعة أخلاقية وثقة قوة عظمى تتربع على المسرح العالمي، كما فعلت الولايات المتحدة في سنوات ما بعد الحرب الباردة مباشرةً. 

وتُقدّم سياسة التعايش التنافسي إطارًا أكثر واقعية لإدارة المنافسة الدائمة مع روسيا في نظام متعدد الأقطاب؛ إذ لا تستطيع الولايات المتحدة الهيمنة، إذ تواجه منافسًا لا تستطيع هزيمته.

ووفق التقرير "لا يسعى التعايش التنافسي إلى نصر حاسم، بل إلى استقرار دائم، وسلام قائم على عدالة ناقصة، ولكنه قابل للتحقيق عمليًا".

وذكرت المجلة أن على الولايات المتحدة أن تختار بين سياسة أخلاقية واضحة وأخرى فعّالة، فالتعايش التنافسي، على الرغم من غموضه ونقائصه، يُتيح الطريق الأضمن نحو أوروبا تنعم بالسلام، ونظام عالمي يُعزز مصالح الولايات المتحدة وقيمها، وإن لم يكن بالقدر الكافي أو بالسرعة التي يأملها البعض.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC