بقيت تشاد رسميًا آخر حليف لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، بعد إعلان باريس يوم الجمعة الماضي، انسحابها من النيجر.
لكن وفق تقرير نشره موقع "لوتليغرام" الإخباري الفرنسي، فإن تشاد تبقى حليفا هشّا اعتبارا للغموض الذي يرافق المسار السياسي في هذا البلد رغم الاستفتاء على الدستور الجديد.
وأضاف الموقع أنّ الوجود الفرنسي لا يزال لافتا في العاصمة نجامينا، التي "تغرق في سحابة من الغبار"، حيث تتحرك المروحيات التابعة للقوات الجوية الفرنسية من طراز "آ 400 أم" ذهابا وإيابا بين المطار الدولي، حيث يتمركز 1000 جندي، والقواعد في شرق وشمال تشاد.
وأشار إلى أنّه يوم الأحد 17 ديسمبر في الصباح الباكر، خيم الهدوء على وسط المدينة، حيث تتقاطع حواجز الجيش مع الشوارع الرئيسة للعاصمة نجامينا تزامنا مع الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور الجديد، وتقف عند كل مفترق مدرعة يعلوها رشاش.
وأضاف أنّه "بين ساحة الأمة وبوابة القصر الرئاسي التي لا نهاية لها، يحيط عشرات من أفراد القبعات الحمر بمركز اقتراع يجلس فيه رئيس الفترة الانتقالية، محمد إدريس ديبي، نجل المارشال إدريس ديبي، الذي تولى السلطة في نفس السنة التي قُتل فيها والده".
ووفقًا للتقرير ستكون تشاد قريبًا آخر دولة في منطقة الساحل -عدا جيبوتي شرق القارة - تستقبل جنوداً فرنسيين، بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون، انسحاب القوات الفرنسية من النيجر بناء على طلب المجلس العسكري الحاكم هناك.
وتابع أن الجنود الفرنسيين ينتشرون في تشاد أكثر من أي مكان آخر في أفريقيا، حيث يمتلك الجيش الفرنسي ثلاثة مواقع دائمة: القاعدة الجوية 172 في معسكر كوسي القديم المتاخم لمطار نجامينا في غرب البلاد، ومعسكر كروسي في أبيشي في الشرق، ومعسكر فايا لارجو في الشمال.
وكان الحضور الفرنسي شبه مستمر منذ استقلال البلاد عام 1960، بعد العمليات الخارجية المتتالية (ليموزين، بيسون، تاكو، مانتا، إبيرفييه، برخان) وهو رقم قياسي مطلق للجيش الفرنسي.
وتشاد، بالنسبة لأجيال من الجنود، هي "مسرح" أسطوري، يعود سحره إلى الحقبة الاستعمارية، وكان "فوج البندقية" السنغالي القادم من تشاد، في عام 1940، أول من انضم إلى الجيش الفرنسي، ولا يزال هناك حتى اليوم، في الجيش الفرنسي، فوج مسير من تشاد، كما يؤكد التقرير.
وكانت البلاد قد شهدت الأحد الماضي تنظيم استفتاء على مشروع الدستور الجديد، لكن الصراع بين معسكري "نعم" و"لا" لا يزال قائما، ويدّعي كل طرف أنه حقق النّصر؛ ما يضع البلاد أمام مستقبل غامض، لا سيما في ظل المقاطعة الواسعة لعملية التصويت.