logo
العالم
خاص

حول النووي والصواريخ.. صراع "الصقور والحمائم" يربك القرار الإيراني

العلمان الإيراني والصينيالمصدر: غيتي إيمجز

كشفت مصادر دبلوماسية، عن صراع داخلي في النظام الإيراني بين المحافظين "الصقور" والإصلاحيين "الحمائم"، تسبب بإصدار طهران في الأيام الأخيرة مواقف رسمية متناقضة، حول إصلاح وتعافي قدراتها الصاروخية، والتأكيد على سلامة البرنامج النووي، وصولا إلى إعلان توقف تخصيب اليورانيوم.

وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا الانقسام يعكس رسائل للداخل والخارج، يقودها تيار المحافظين في النظام "الصقور"، لإظهار مدى نجاح سياستهم التي تستهدف كما يروجون عدم "انكسار" إيران.

أخبار ذات علاقة

مكان استهداف الطبطبائي

"الهجوم يُعيد أجواء ما بعد 7 أكتوبر".. تعليق إيراني على مقتل الطبطبائي

التحالف الوثيق مع بكين

والرسائل المقدمة للخارج، بحسب المصادر، هي للولايات المتحدة، وغرضها التأكيد على أن هناك تحالفا وثيقا مع الصين جاء بالعمل على إصلاح برنامجها الصاروخي وتأهيله، والتلويح في نفس الوقت بهذا البرنامج كورقة رهان لا تفاوض عليها في أي مباحثات أو عملية تفاوض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأفادت المصادر، أن هذه الرسائل التي يقودها المحافظون "الصقور"، تواجه معارضة قوية من الإصلاحيين الذين يتمسكون بضرورة العمل في الأيام القادمة على الدخول في مفاوضات حقيقية مع واشنطن حول الملف النووي وأن يفتح ذلك الباب لطاولة مباحثات واسعة تضم الأوروبيين ودولا إقليمية، ويقدم إيران على أنها راغبة في الوصول إلى حل تفاوضي، مما يذهب بالعملية العسكرية التي تجهز لها الولايات المتحدة وإسرائيل إلى "التجميد".

وتابعت المصادر، أن تنبيهات الإصلاحيين للمحافظين قائمة حول ضرورة الذهاب إلى المفاوضات وتتمحور في تحذيرات منها :"حتى لا يكون مصير الملف النووي والبرنامج الصاروخي مثل الميليشيات"، وذلك بعد ما ضعف حزب الله في لبنان وأصبح مفعوله غير مؤثر وفقدان ميليشياتها في سوريا بعد سقوط نظام الأسد وما انعكس من ذلك على فصائل تابعة للحرس الثوري في العراق. 

التفاوض حول النووي

وأكدت المصادر أن التيار الإصلاحي في الحكومة الإيرانية، يرى ضرورة في تقديم نقاط تفاوض على الأقل حول الملف النووي وعملية تخصيب اليورانيوم بشكل يجعل هناك قنوات اتصال قائمة تعرقل أي ذهاب إلى الحرب ويجعل الولايات المتحدة معنية بالتفاوض حول اتفاق تحاول طهران أن تحصل منه على مكاسب بخصوص العقوبات والأموال المحجوز عليها في دول غربية، وفي نفس الوقت يكون العمل بالحفاظ على جانب من مكتسبات البرنامج الصاروخي الباليستي.

وأوضحت، أن أمام ورقة الإصلاحيين في التفاوض مع الولايات المتحدة، يقدم المحافظون رسالة غرضها إظهار مدى قوة ما وصل إليه التعاون الاستراتيجي في مجالات تطوير البرنامج الصاروخي مع بكين، بعد أن تعرض لضربات قاصمة في حرب الـ12 يوما، والتأكيد للولايات المتحدة أن الصين باتت حاضرة في المستجدات القادمة، سواء في التفاوض أو دعم إيران في أي حرب عليها.

التعاون الاستراتيجي مع الصين

وبحسب المصادر، فإن الرسائل المقدمة للولايات المتحدة التي يقودها المحافظون المتحكمون بقدر أكبر، أن هناك تعاونا استراتيجيا قائما مع الصين وأن الوضعية الحالية بالدفاعات الإيرانية أفضل مما كانت عليه بعد تطوير مضادات دفاعية وتحسين المدى الصاروخي وشبكات الدفاع الجوي ومنظومات الاتصالات الخاصة بتطوير عمل الرادارات.  

وكان قد أضاف تصريح المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، حول احتمال "وقف عمليات تخصيب اليورانيوم" في بلادها، مزيداً من الغموض على ملف إيران النووي، خاصة بعد تداوله في الإعلام الإيراني، ثم نفي وكالة "مهر" صحته، كما أن تصريح مهاجراني يأتي متعارضا مع تصريح قبله بساعات، لمستشار المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، كمال خرازي قال فيه إن "جوهر أي مفاوضات مستقبلية سيتركز على درجة التخصيب، وليس على وقف التخصيب نفسه".  

وسبق ذلك تأكيد من مسؤول إيراني رفيع، أن البرنامج الصاروخي لبلاده يمر بمرحلة "إصلاح وتعافٍ"، حسب تعبيره، مؤكدا أن إيران تعمل على ترميم قدراتها بعد الحرب الأخيرة ضد إسرائيل وأمريكا، وذلك في وقت كشف فيه  نائب وزير خارجية إيران سعيد خطيب زاده، أن البرنامج النووي لبلاده "لا يزال سليماً" رغم اعترافه بأن الضربات الأمريكية والإسرائيلية ألحقت أضراراً بالغة بالمنشآت، في وقت سابق من هذا العام.

دراسة منصّات الصواريخ الباليستية

من جانبه، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، الدكتور عبد الرحمن مكاوي أنّ التاريخ أثبت أنّه بعد كل حرب تقوم الدول بإعادة تقييم ترسانتها العسكرية وترميم جيوشها، وخاصة ملء النقائص التي ظهرت أثناء الحرب، وفي هذا السياق، أعادت إيران دراسة منصّات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي أظهرت ضعفاً في راداراتها وفي قدرتها على إصابة الأهداف بشكل مباشر.

وبين مكاوي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن طهران بدأت أيضا إعادة دراسة طائراتها المسيّرة من طراز "شاهد 29" و"شاهد 36"، إذ ظهر كذلك وجود نقاط ضعف فيها خلال الحرب مع إسرائيل.

ويضيف مكاوي أن إيران نجحت في إخفاء نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم، وهو ما يمكن أن يُعاد تصديره إلى الصين، أو إدخاله في مفاوضاتها ونقاشاتها مع الوكالة الدولية، ويبدو أنّ طهران تحاول طمأنة الرأي العام العالمي والدول الثلاثية "الترويكا الأوروبية" التي تشكّ في النوايا الإيرانية، خصوصاً أنّ إيران تعتمد، كما هو معروف، على التقنيات المتطورة في إخفاء حقيقة ما وصلت إليه تجاربها النووية.

نوايا إيران الحقيقية

وبين الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أن التساؤل المطروح بشكل قوي هذه الفترة، عمّا إذا كانت إيران قد وصلت كما يشاع إلى مستوى مزعج ومقلق للدول الغربية، أم أنّها لا تزال في مرحلة إنتاج اليورانيوم المخصّب، إذ هناك شكوك كثيرة وكبيرة حول النوايا الحقيقية لإيران، رغم تأكيدات المرشد الأعلى علي خامنئي بأنه أصدر فتوى تُترجم نية إيران بعدم إنتاج القنبلة النووية.

ويستبعد مكاوي ذلك بالقول إن العلاقات السرية بين إيران والصين الشعبية قد تفاجئ العالم في المستقبل القريب بحصول إيران على قنبلة نووية تكتيكية صينية، مقابل تزويد الصين بالبترول والغاز لمدة خمسين عاماً، وهذا سرّ بدأ ينتشر في أوروبا، وقد تؤكده الأيام المقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC