اعتبر خبراء أن شراء إيران لطائرات "سوخوي 35" الروسية، يحمل رسالة سياسية وعسكرية لأمريكا وحلفائها في المنطقة.
وأعلن علي شادماني، الضابط البارز في الحرس الثوري الإيراني، شراء طهران طائرات مقاتلة من طراز "سوخوي-25" الروسية، وخطوة تواصل فيها إيران تعزيز تحالفها العسكري مع روسيا.
وقال إيرج مزارعي الخبير الإيراني في القضايا العسكرية، إن تلك "الخطوة تعكس إصرار طهران وموسكو على تحدي العقوبات الدولية، والعمل على توطيد تحالفهما في ظل التحولات الجيوسياسية الحالية".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "شراء الطائرات يشير إلى رغبة إيران بتحسين قدراتها في مجال العمليات التكتيكية ودعم قواتها البرية، خاصة في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية"، مبيناً "أن إيران تستفيد من التكنولوجيا الروسية لتعويض ضعفها في مجال الطيران العسكري".
وبيّن الخبير الإيراني مزارعي أن "هذا النوع من الطائرات الروسية المتطورة يعطي إيران أداة إضافية في استراتيجيتها الدفاعية والهجومية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة".
وأضاف: "قد تكون هذه الصفقة جزءًا من اتفاق أوسع يشمل التعاون العسكري بين الطرفين، خاصة بعد توقيع الاتفاقية الشاملة بين طهران وموسكو في وقت سابق من هذا الشهر".
وبدوره قال مصدر عسكري إيراني، إن "إيران وحلفاءها الذين تعرضوا لضربة موجعة في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، يحاولون تعزيز وجودهم في الصراعات الإقليمية"، مبينًا أن "سوخوي 35 قد تستخدم أيضًا لتعزيز عمليات مكافحة الجماعات المسلحة المعارضة لإيران، مما يمنحها ميزة عسكرية في تلك المناطق الجبلية".
وأشار المصدر العسكري، الذي تحدث لـ"إرم نيوز"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن "امتلاك هذه الطائرات يعزز من قدرات الردع الإيرانية في وجه خصومها الإقليميين، مثل إسرائيل".
ورجح أن "يكون هناك احتمال أن تشمل الصفقة نقل تكنولوجيا أو تطوير مشترك لبعض أنظمة الطائرات، وروسيا لديها إمكانيات عسكرية متطورة ما يجعل إيران تستفيد من هذه الصفقة في تطوير صناعاتها العسكرية المحلية".
وبيّن المصدر أن "الصفقة تحمل رسالة سياسية وعسكرية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة بأن التعاون الإيراني الروسي يتوسع ويشمل المجال العسكري، مما يغير موازين القوى في الشرق الأوسط، كما أن روسيا بدورها تريد أن تُظهر أن لديها شركاء إقليميين أقوياء يدعمون مواقفها الدولية".
وأضاف أن "إيران تمتلك مجموعة من الطائرات الحربية التي تعود إلى حقبة ما قبل الثورة العام 1979، مثل طائرات F-4 وF-5 وF-14 الأمريكية، التي تم شراؤها في عهد الشاه".
ولفت المصدر إلى أن "أن الحصار والعقوبات الغربية جعلتا من الصعب على إيران شراء طائرات جديدة أو الحصول على قطع غيار لتحديث أسطولها، ونتيجة لذلك، أصبحت معظم هذه الطائرات غير فعالة مقارنة بالطائرات الحديثة".
واعتبر المصدر العسكري الإيراني، أن شراء طائرات "سوخوي 35"، لإحداث التوازن الإقليمي، خاصة مع وجود العديد من الدول في المنطقة تمتلك أساطيل طائرات حديثة، مثل طائرات F-15 وF-35".
وذكر أن "مسألة تحديث سلاح الجو الإيراني أصبحت من الأولويات المستمرة لإيران بسبب التحديات التي تواجهها من حيث جاهزية الطائرات القديمة، وعدم ملاءمتها لمتطلبات الحروب الحديثة".
وأكد المصدر أن "مسألة شراء الطائرات الحربية لطالما كانت مطروحة في إيران التي تعاني من تقادم طائراتها، واقتراب موعد خروجها عن الخدمة، لذلك تسعى باستمرار إلى شراء طائرات جديدة".
