قال وحيد أحمدي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، الجمعة، إن طهران قد تصل إلى "اتفاق مؤقت ومحدود" مع الولايات المتحدة، في إطار المحادثات غير المباشرة الجارية بين الجانبين.
وأوضح أحمدي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن هذا النوع من الاتفاقات "قد يشمل رفعاً جزئياً للعقوبات مقابل التزامات محددة من إيران في الملف النووي"، مضيفاً أن "الوضع الدولي والإقليمي يتطلب حلولاً مرنة ومؤقتة".
ولفت أحمدي إلى أن "مصير الاتفاق لا يزال غامضاً"، مرجحاً أن تخضع مخرجات التفاوض "لصراعات داخلية أمريكية وضغوط صهيونية"، وفق تعبيره، لكنه لم يستبعد احتمال التوصل إلى اتفاق مؤقت، مع شكوك حول مدى استمراريته أو فائدته للطرفين.
وأضاف أن الولايات المتحدة تسير وفق توجهات اللوبي الإسرائيلي، وأنه لا يمكن التعويل على وجود أي خلاف استراتيجي بين واشنطن وتل أبيب بشأن إيران، موضحاً أن "كلا الحزبين الأمريكيين، الجمهوري والديمقراطي، ينفذان سياسات تمليها جماعات الضغط الإسرائيلية، دون اختلاف جوهري في العداء لإيران" وفق تعبيره.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحتاج إلى تحقيق إنجاز خارجي قبل الانتخابات، بعد سلسلة من الإخفاقات السياسية على عدة جبهات، مثل أوكرانيا، غزة، وغرينلاند. وأضاف أن "ترامب يريد أن يظهر للرأي العام الأمريكي أن عدم عودته إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لم يكن عبثاً، بل لأنه يسعى لاتفاق أفضل".
وأكد أحمدي أن إيران أيضاً تسعى لاتفاق يتجاوز في مضمونه الاتفاق النووي السابق، الذي وصفه بـ"الخسارة الصافية لإيران". وقال: "إذا قررنا التفاوض مجدداً، فلن نقبل بشيء أقل من اتفاق عام 2015، بل نريد امتيازات أكثر".
ونفى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، التقارير الإعلامية التي تحدثت عن قرب التوصل إلى اتفاق نووي شامل بين طهران وواشنطن، مؤكداً أن الوضع لا يزال بعيداً عن ذلك.
وفي منشور على منصة "إكس" مساء الخميس، قال عراقجي إن "وسائل الإعلام مستمرة في التكهن بشأن اتفاق وشيك بين إيران والولايات المتحدة، لكنني لست متأكداً أننا وصلنا إلى هذه المرحلة بالفعل".
وأضاف أن إيران منفتحة على الحلول الدبلوماسية التي تضمن مصالح جميع الأطراف، لكنها لن تقبل باتفاق لا يشمل رفعاً كاملاً للعقوبات والاعتراف بحقوقها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم.
وجاء تصريح عراقجي رداً على تقرير لشبكة CNN، تحدث عن "اتفاق شامل محتمل" قد يُبرم في الجولة المقبلة من المفاوضات. وكان ترامب قد قال مؤخراً بأن واشنطن "قريبة جداً" من اتفاق مع طهران.
