كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب لا يركز فقط على ضمان بقاء هيمنة الجمهوريين في الكونغرس عام 2025، بل يسعى أيضاً إلى الإطاحة بأحد أبرز منتقديه داخل الحزب وهو النائب توماس ماسي، الجمهوري عن ولاية كنتاكي.
وانتُخب ماسي لأول مرة عام 2012، وعُرف بمواقفه التحررية التي جعلته في صدام متكرر مع قيادة الحزب وحتى مع ترامب نفسه.
وأثار الانتباه مؤخراً بدعوته لنشر وثائق مرتبطة بقضية جيفري إبستين، إلى جانب معارضته لعدد من مشاريع القوانين الأساسية.
وبرغم مواقفه المثيرة للجدل، لم يواجه ماسي منافسة جدية في الانتخابات التمهيدية، وهو ما قد يتغير قريباً.
وبحسب "بوليتيكو"، يدرس قادة جمهوريون الدفع بالمدعي العام السابق لولاية كنتاكي، دانيال كاميرون، لمنافسة ماسي. كاميرون (39 عاماً)، المقرب من زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي يقيم أصلاً في دائرة ماسي، وحظي سابقاً بدعم ترامب خلال حملته الفاشلة لحكم الولاية عام 2023.
ويُنظر إليه على أنه قادر على جذب دعم مالي كبير من المتبرعين المقربين من ترامب؛ ما يجعله أخطر منافس محتمل لخصمه "المتمرد".
لكن كاميرون أكد لـ"بوليتيكو" أنه ماضٍ في سباق مجلس الشيوخ، قائلا: "ما زلت متقدماً في استطلاعات الرأي وسأستمر كذلك"، في وقت يثير ضعف تمويل حملته تساؤلات؛ إذ لم يعلن سوى عن 532 ألف دولار هذا الصيف، مقابل ملايين يجمعها منافسوه مثل النائب آندي بار.
حسابات ترامب
ترى "بوليتيكو" أن كلمة ترامب قد تكون حاسمة في ترجيح كفة كاميرون. ورغم أنه قد يصبح خياره الأساسي، إلا أن ترامب لم ينسَ خسارته أمام الحاكم الديمقراطي آندي بشير عام 2023، والتي أرجعها إلى "تشدد" كاميرون في ملف الإجهاض ورفضه الاستثناءات في حالات الاغتصاب وسفاح القربى، وهي ورقة لعبها بشير بمهارة لكسب الناخبين.
كما طُرحت أسماء بديلة مثل السيناتور الولائي آرون ريد، الضابط السابق في قوات النخبة البحرية، لكن ترامب استبعده أيضاً بسبب مواقفه "المتشددّة للغاية" في قضية الإجهاض.
موقع ماسي
رغم ذلك، لا يزال ماسي في موقع قوي؛ إذ يمتلك 1.7 مليون دولار في صندوق حملته حتى نهاية يونيو، ويستند إلى قاعدة جماهيرية راسخة في شمال كنتاكي شبيهة بقاعدة السيناتور راند بول، إلا أن مواقفه المناهضة لترامب وقيادة مجلس النواب حرمته من الدعم المالي الحزبي التقليدي.
وذكرت أن لجنة عمل سياسية يقودها مستشاران من حملة ترامب 2024 جمعت مليوني دولار لدعم منافس محتمل لماسي، بدعم من كبار الممولين الجمهوريين مثل بول سينغر ومريم أدلسون.
وخلصت "بوليتيكو" إلى أن نتائج جمع التبرعات للربع الثالث ستكون حاسمة. فإذا استمر تأخر كاميرون مالياً في سباق مجلس الشيوخ، قد تزداد الضغوط عليه للانسحاب والتوجه لمواجهة ماسي. وبرغم تحفظات ترامب السابقة، قد يجد في النهاية أن كاميرون هو الورقة الأقوى لإزاحة أحد أبرز الأصوات المتمردة داخل الحزب الجمهوري.