نتنياهو لسكان غزة: غادروا الآن
لم يجعل المرشحان لانتخابات الرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، قضايا إفريقيا ضمن أولوياتهم الدبلوماسية، مكتفين بالتركيز على التنافس مع "قوى أخرى" خاصة مع الصين وروسيا.
وأثبتت نتائج الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية، المقررة في 5 نوفمبر المقبل، عدم اختلاف النهج الأساسي لواشنطن في التعامل مع القارة الإفريقية بشكل كبير من إدارة إلى أخرى، آخرها وعود البيت الأبيض التي لم يفِ بها بتمكين الأفارقة من مقعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد عامين من موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن عليه لأول مرة.
وستجد الإدارة الأمريكية الجديدة لدى مباشرة مهامها في يناير المقبل مجموعة من التحديات الأمنية والسياسية التي اجتاحت الدول الإفريقية، بعدما أدت موجة من التغييرات غير الدستورية إلى زعزعة استقرار منطقة الساحل وغرب القارة في السنوات الأخيرة، كما تأثرت كثيرًا بالصراعات المسلحة داخل الدولة وانتشار التطرف.
وتراجعت أعداد القوات الأمريكية في إفريقيا من أكثر من 5000 جندي في عام 2017 إلى نحو 1300 جندي بحلول نهاية ولاية ترامب، واستمرت في الانخفاض خلال عهدة بايدن، التي كان آخرها انسحاب نحو 1100 جندي من النيجر في أغسطس الماضي تم توزيع عدد منهم في دول غرب إفريقيا.
ومع ذلك، يقول مراقبون إن واشنطن تدرك المخزون الهائل من الثروات والمعادن الاستراتيجية في قارة إفريقيا التي تجعلها ضمن الاهتمامات من أجل التموقع في هذه المنطقة، فمن بين 50 معدنا مهما في العالم، يوجد 17 معدنا منها في إفريقيا، وباحتياطات ضخمة.
وأكدت الباحثة في شؤون الساحل الإفريقي ميساء نواف عبدالخالق في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الاهتمام الأمريكي بالقارة الإفريقية، يأتي في سياق محاصرة نفوذ قوى كبرى، أصبحت ترى في القارة الإفريقية مجالا خصبا للاستثمار، وسوقا مهمة من الموارد الأولية.
وترى أنه كان من الضروري أن تشمل الاستراتيجية الأمريكية هذه القارة، بخاصة إذا أضيفت إلى كل ما سبق، ثروة النفط والغاز، حيث تعد إفريقيا المنطقة الأخيرة في العالم التي يوجد فيها احتياطي هائل.
وكان ترامب خلال مدة حكمه من عام 2017 إلى عام 2021، قدم مبادرة "إزدهار إفريقيا" لدعم المستثمرين الأمريكيين والطبقة المتوسطة المتنامية في جميع أنحاء إفريقيا، بغرض التنافس مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي خطة بنية تحتية ضخمة تهدف إلى تسهيل الروابط التجارية مع عشرات البلدان حول العالم.
كما تستخدم واشنطن حاليا برنامج "أغوا" الذي يوفر للدول المؤهلة في المنطقة إمكانية الوصول إلى الأسواق الأمريكية دون رسوم جمركية وينتهي في نهاية عام 2025، علما بأن إدارة بايدن جردت 7 دول إفريقية خلال السنوات الأربع الماضية من أهليتها للانضمام إلى قانون النمو والفرص في أفريقيا، "بسبب سلوكيات غير ديمقراطية".
في المقابل، لم يزر ترامب ولا الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بايدن القارة على الرغم من أن الأخير لا يزال يخطط لزيارة أنغولا في أوائل ديسمبر.
كما تجاهل دونالد ترامب وكامالا هاريس إفريقيا على مدار حملتيهما الانتخابية، إذ لم يقدما انطباعا بأن إدارتيهما ستكون مختلفة بشكل خاص عن الماضي.
وفي العقد الأخير، اتجه الأفارقة بنشاط نحو تنويع شراكاتهم السياسية والاقتصادية والأمنية بعيدا عن الفلك الأمريكي، الأمر الذي صار مزعجا للأمريكيين بعد تمدد روسيا وتحوّل الصين حاليا إلى أكبر شريك تجاري واستثماري لإفريقيا.
ومعلوم أن الصين تعد أكبر شريك تجاري للقارة بحجم تجارة يتجاوز 166.6 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية الصينية.