طالبت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بالتريث في تنفيذ هجوم جديد على إيران يهدف إلى "إسقاط النظام"، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية غربية لموقع "إرم نيوز".
وجاء ذلك ردًا على خطة قدمتها تل أبيب إلى واشنطن، تتضمن توجيه غارات جوية على مواقع حساسة في مختلف المحافظات الإيرانية.
وأكدت المصادر ذاتها أن "المعلومات الاستخبارية أظهرت أن تنفيذ خطة الهجوم في هذا التوقيت ينطوي على مخاطر كبيرة قد تتسبب في اتساع رقعة المواجهة وتحويلها إلى حرب إقليمية بمشاركة أذرع إيران في المنطقة".
وأوضحت أن "التوصية الأمريكية بالتريث في شن الهجوم الإسرائيلي على إيران جاءت بعدما أظهرت المعلومات الاستخبارية الميدانية أن طهران تمكنت من تحصين مواقعها العسكرية وإعادة تأهيل غالبية دفاعاتها الجوية التي تضررت خلال الحرب الأخيرة".
كما بيّنت المعلومات الاستخبارية أن "السلطات الإيرانية نجحت في القضاء على الجزء الأكبر من الخلايا التي أنشأها الموساد الإسرائيلي داخل البلاد، والتي شكّلت مصدرًا مهمًا للمعلومات في استهداف مواقع عسكرية بمختلف المحافظات الإيرانية خلال حرب الـ12 يومًا".
وكان بعض المسؤولين الإيرانيين قد اعترفوا في تصريحات سابقة باختراق الموساد الإسرائيلي لأهداف بالغة الحساسية داخل القيادة العسكرية أو الجهاز البشري للبرنامج النووي، الأمر الذي تسبب في إلحاق أضرار كبيرة بالمواقع العسكرية والنووية.
وفي أعقاب ذلك شنت السلطات الإيرانية حملت مداهمات لما وصفته بخلايا تابعة للموساد الإسرائيلي في مختلف المحافظات الإيرانية، أسفرت عن إلقاء القبض على آلاف المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل.
وكان التصعيد بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى عاد مؤخرًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية العودة لشن هجمات على إيران إذا لزم الأمر لضمان أمن أمريكا وإسرائيل.
وتزامنت تصريحات ترامب مع تحذيرات نقلتها موسكو على وجه السرعة إلى طهران تفيد باحتمال تعرضها لهجوم إسرائيلي -أمريكي مشترك خلال وقت قريب وذلك بناء على معلومات استخبارية تجمعت لديها.
وجاءت عودة التصعيد إلى ملف الصراع الإيراني - الإسرائيلي الأمريكي وسط معلومات عن تسليم موسكو نظام الدفاع الجوي S-400 إلى طهران بعد تردد طويل؛ ما سيعمل على تعزيز دفاعاتها الجوية التي جرى تدميرها في اليوم الأول من الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في يونيو/حزيران الماضي واستمر لمدة 12 يوما.
وشمل الهجوم الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية مكثفة استهدفت عدة مواقع نووية وعسكرية إيرانية كجز- من عملية أطلقت عليها اسم "عملية الأسد الصاعد"، وإطلاق مئات الطائرات الانتحارية المسيرة، وفقًا لتصريحات الجيش الإسرائيلي.
واعتمدت إسرائيل في هجومها استراتيجية تضمنت عدة خطوات لتدمير نظام الدفاع الجوي الإيراني، حيث نفذت خلايا تابعة للموساد في البداية عمليات داخل إيران لتعطيل الرادارات وأنظمة الاتصال التابعة للدفاع الجوي.
كما تم استخدام كوماندوز لتدمير منصات الإطلاق،فيما استهدفت الغارات الجوية بطاريات دفاعية مثل S300.
وأعلنت إسرائيل لاحقًا أن الضربات منحتها "حرية حركة جوية" داخل الأجواء الإيرانية؛ ما يشير إلى شلل كبير في الدفاعات الجوية الإيرانية، فيما لم تعلق طهران على تفاصيل مدى الدمار الذي لحق بمنظومة دفاعها الجوي.
ويشار إلى أن المعلومات المتوفرة أكدت قيام إيران بإجراء اختبارات أولية لمنظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع S-400 "تريومف"، بعد تسلمها من موسكو.
ويتميز نظام S-400 الروسي بقدرات متطورة على كشف الطائرات الشبحية واعتراض الصواريخ بعيدة المدى، ما يعني تعزيز دفاعات إيران ضد الغارات الإسرائيلية؛ ومع ذلك فإن فعاليته تعتمد على مستوى التدريب والتكامل مع أنظمة إيرانية محلية مثل Bavar-373.