logo
العالم

سول تدخل "نادي الشبح".. كيف تغير موازين القوة الجوية في آسيا؟

طائرة KF-21 الكورية الجنوبيةالمصدر: غيتي إيمجز

في سباق القوى الجوية نحو التفوق التقني، تستعد كوريا الجنوبية للانضمام إلى نخبة الدول المالكة لمقاتلات الشبح، إلى جانب الولايات المتحدة والصين وروسيا، عبر برنامج طموح لترقية مقاتلتها KF-21 Boramae إلى منصة من الجيل الخامس بحلول ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.

وهذه الخطوة من شأنها أن تغيّر موازين سوق المقاتلات العالمية وتضع سيول في موقع غير مسبوق بين كبار المصنعين، بحسب صحيفة "يوراسيان تايمز".

من مقاتلة "جيل 4.5" إلى منصة شبحية

عند الكشف عن KF-21 العام 2021، صُنفت الطائرة ضمن ما يُعرف بالجيل الرابع والنصف، بفضل تصميم يجمع بين المزايا التقليدية وبعض خصائص التخفي.

غير أن خريطة طريق التطوير – المرسومة منذ إطلاق المشروع العام 2015 بالشراكة مع إندونيسيا – تضمنت دومًا هدفًا بعيد المدى: التحول إلى مقاتلة شبح حقيقية عبر تحديثات تدريجية، أو ما يُعرف بنموذج “الكتل” التطويري.

أخبار ذات علاقة

الأمن البيولوجي

"ذعر في آسيا".. أبحاث سرية تُطلق العنان لتهديدات بيولوجية وكيميائية

وسيُدخل الجيل المقبل من الطائرة، المسمى Block III أو KF-21EX، تغييرات جذرية: حجرات أسلحة داخلية مزدوجة لتقليل البصمة الرادارية، رادار AESA مطور محليًا، هوائيات مدمجة، منظومات حرب إلكترونية محسّنة، ومحرك محلي بقدرات دفع محسّنة وبصمة حرارية منخفضة.

رهان استراتيجي مدعوم بميزانيات ضخمة

وفقًا لتقارير كورية جنوبية، خُصص ما يقارب 453 مليون دولار في موازنة الدفاع لعام 2026 لدعم الترقيات نحو الجيل الخامس، بما في ذلك المحرك الجديد، دمج الأسلحة المتقدمة، وتطوير واجهات تعاون مع الطائرات غير المأهولة.

هذه الاستثمارات تعكس قناعة سيول بأن KF-21 لن تكون مجرد مقاتلة لملء فجوة بين F-16 وF-35، بل أداة استراتيجية لتعزيز قوة الردع في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية وتوسيع نفوذ كوريا الجنوبية في أسواق السلاح العالمية.

وعلى الرغم من أن تصميم KF-21 لم ينطلق من الصفر كمقاتلة شبح مثل F-35، فإن النسخة EX ستستعير العديد من تقنيات الجيل الخامس، مثل المستشعر الكهروضوئي تحت الأنف شبيه بنظام EOTS، وحجرات الأسلحة الداخلية، وتخفيض المقطع الراداري في الرادوم والمظلة.

الأكثر طموحًا هو إدماج الطائرة ضمن نظام التعاون المأهول وغير المأهول (MUMT)، حيث ستقود نسخ ثنائية المقعد طائرات مسيرة "جناح مخلص" تتولى التشويش أو قمع الدفاعات الجوية، فيما توفر المقاتلة المأهولة استشعارًا مركزيًا وتحليلًا موزعًا للتهديدات.

أخبار ذات علاقة

جسر السلطان محمد الفاتح في إسطنبول

بمليارات الدولارات.. تركيا تبني جسوراً تربط بين آسيا وأوروبا

وبانضمام كوريا الجنوبية، يصبح "نادي الشبح" أكثر ازدحامًا؛ فحتى الآن، تحتكر الولايات المتحدة (F-22 وF-35)، روسيا (Su-57) والصين (J-20 وJ-35) قدرات الجيل الخامس العملياتية، مع سعي تركيا لإدخال مقاتلتها KAAN، والهند لتطوير AMCA.

لكن KF-21EX قد تقدم خيارًا أقل كلفة وأقل تقييدًا مقارنة بـF-35، وهو عامل أساسي لأسواق الدول التي تبحث عن تكنولوجيا متقدمة دون قيود التصدير الصارمة الأمريكية.

نجاح كوريا الجنوبية في تصدير طائرة الهجوم الخفيف FA-50 يمنحها خبرة تسويقية مهمة. وإذا أثبتت النسخة الشبحية من KF-21 كفاءتها، فقد تصبح منافسًا قويًا أمام Su-57 الروسية، وربما حتى أمام F-35 في بعض الأسواق.

منذ رحلتها الأولى في يوليو 2022، قطعت KF-21 شوطًا طويلًا: تجارب إطلاق صواريخ Meteor وIRIS-T، أول عملية تزوّد بالوقود جوًا، وتجارب طيران قادها شخصيًا رئيس أركان القوات الجوية الكورية في فبراير 2025.

وحاليًا، تملك الطائرة تسع نقاط تعليق خارجية، سرعة قصوى تبلغ 1.8 ماخ، ومدى يصل إلى 2900 كم، مع حمولة تقارب 7.7 طن.

يعكس مشروع KF-21 طموح كوريا الجنوبية للتحول من مستورد للسلاح إلى صانع تكنولوجي رائد. اختارت سيول نهجًا تدريجيًا لتجنب المخاطر المالية والفنية، مستفيدة من خبرتها في إنتاج مقاتلات تدريب وهجوم خفيف.

أخبار ذات علاقة

عمال صينيون

من مدينة تشونغتشينغ.. الصين تبني "قناة السويس الجديدة" في قلب آسيا

وبفضل الدعم الحكومي، وشراكات مع شركات محلية مثل Hanwha Systems، يتطور البرنامج ليشكل حجر زاوية في “الثالوث الدفاعي” الكوري (الضربات الوقائية، الدفاع الصاروخي، والقدرات الجوية).

وإذا نجحت كوريا الجنوبية في الوفاء بجداولها الزمنية، ستصبح رابع دولة تطور مقاتلة شبح محلية بالكامل، ما يمنحها مكانة جيوسياسية واقتصادية استثنائية.

كما أن دخول المقاتلة مرحلة الجيل الخامس سيُظهر أن سباق التكنولوجيا الدفاعية لم يعد حكرًا على القوى العظمى التقليدية، بل بات ساحة مفتوحة أمام الدول التي تجمع بين الرؤية طويلة المدى والقدرة الصناعية.

في عالم تتسارع فيه سباقات التسلح والتقنيات، تمثل KF-21EX أكثر من مجرد طائرة مقاتلة؛ إنها رمز لطموح كوريا الجنوبية في إعادة تعريف موقعها على خريطة القوة الجوية العالمية. ومع اقتراب ثلاثينيات هذا القرن، تبدو سيول على أعتاب إنجاز قد يغيّر قواعد اللعبة في سماء آسيا وما بعدها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC