logo
العالم

"كرامة أم بقاء".. زيلينسكي بين الرفض الشعبي لخطة السلام وضغط ترامب

زيلينسكيالمصدر: أ ف ب

في لحظة تاريخية تبدو الأصعب منذ بدء الحرب في فبراير 2022، يواجه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ضغوطًا أمريكية غير مسبوقة لقبول خطة سلام من 28 بندًا تراها كييف "مهينة وتنتقص من سيادتها"، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

ومنحت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أوكرانيا مهلة أسبوع واحد فقط للموافقة، مهددة بقطع الدعم العسكري والاستخباراتي الحيوي إذا رفضت كييف الاقتراح.

وفي تسجيل فيديو بثّه زيلينسكي مرتدياً الأسود من المكان نفسه الذي أعلن فيه في اليوم الثاني للحرب "الرئيس هنا.. جميعنا هنا"، بدا الرجل أكثر حزناً لتختفي نبرة التحدي السابقة. 

وحذّر شعبه من "خيار صعب للغاية"، فإما قبول شروط تُعد "فقداناً للكرامة"، وإما المخاطرة بفقدان الشريك الاستراتيجي الأكبر، الولايات المتحدة.

ووفق الصحيفة، فإن الخطة الأمريكية، التي لم يُعلن محتواها كاملاً، تتضمن بنوداً سبق لزيلينسكي أن رفضها علناً، وهي انسحاب القوات الأوكرانية من آخر جيوب دونيتسك التي لا تزال تحت سيطرة كييف، وتحديد سقف لحجم الجيش الأوكراني، وتوسيع نطاق العفو ليشمل جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية. 

أخبار ذات علاقة

آثار الهجوم الروسي على تيرنوبل في أوكرانيا

"أخطر اللحظات".. أوكرانيا تقبل مناقشة بنود ترامب بـ"خطوط حمراء"

ويثير بند العفو الشامل غضباً شعبياً واسعاً، لا سيما بعد استمرار القصف الروسي على المدنيين وتدمير البنية التحتية، فيما يتزامن الضغط الأمريكي مع أزمات متعددة، فالقوات الروسية تتقدم في الشرق وتقترب من السيطرة على مدينتين استراتيجيتين، فيما تسببت الضربات على محطات الطاقة بانقطاع الكهرباء لساعات قليلة يومياً في معظم المناطق.

 كما تهز فضيحة فساد الحكومة، مشعلة دعوات حتى من داخل حزب "خادم الشعب" الحاكم لإقالة شخصيات بارزة، أبرزها رئيس الديوان أندريه يرماك.

واجتمع زيلينسكي مساء الخميس مع نواب حزبه في البرلمان (رادا) لساعات طويلة، إذ نقل النائب ميكيتا بوتوراييف عن الرئيس قوله إن "المفاوضات ستكون صعبة جداً"، لكنه أكد أنه "لن يتخلى عن المصالح الوطنية الأساسية". ووعد بطرح خطة لإعادة هيكلة الحكومة قريباً وطرد كل متورط في الفساد.

رفض شعبي

على مواقع التواصل، تحوّل الغضب الشعبي من الفساد إلى رفض قاطع للخطة الأمريكية، إذ كتبت المخرجة إيرينا تسيليك، التي يقاتل زوجها في الجبهة: "أحرقت أم وابنتها أحياء وهما تعانقان بعضهما.. ويقدَّم لنا الآن عفو شامل وكأن شيئاً لم يكن". 

وأظهر استطلاع لمعهد كييف الدولي لعلم الاجتماع أن 71% من الأوكرانيين ما زالوا يرفضون التخلي عن أي شبر من الأراضي "المحتلة" حتى لو طال أمد الحرب. لكنّ محللين يرون أن شتاء قارساً وانقطاعات كهرباء متزايدة قد يُلينان موقف الرأي العام.

 كما أنه وفق زير الاقتصاد السابق، تيموفي ميلوفانوف، فإن كييف تعاني عجزاً مالياً ضخماً العام المقبل، و"ليس لدينا أموال كافية لنصل إلى الربيع" من دون مساعدات غربية. ويعتقد أن زيلينسكي قادر على "تسويق" صفقة غير شعبية إذا اقتنع أن البديل أسوأ.

وعلى الأقل حاليا، لا يزال زيلينسكي يتمتع بشعبية كبيرة في الداخل، على الرغم من فضيحة الفساد، حيث لا تزال غالبية الأوكرانيين تشير إلى أنهم يثقون به كزعيم في زمن الحرب، وفقًا لاستطلاع رأي أجراه معهد KIIS الأسبوع الماضي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC