يعود دونالد ترامب، الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة للمرة الأولى في يناير 2017، إلى البيت الأبيض مرة أخرى دون أن تتغير ملامح أسلوبه السياسي، وفق صحيفة "20 منتوس" الإسبانية.
وتقول الصحيفة، في تقرير لها، إن نهج ترامب السياسي يركز على الشعبوية اليمينية، والقومية، والتفوق العرقي، والخطاب المعادي للهجرة، وتشويه سمعة الخصوم، والتضليل،
لكنّ الصحيفة تشير إلى أن فهم ترامب العميق للسلطة وكيفية ممارستها، أصبح الآن أقوى من ذي قبل، على حد قولها.
وتضيف الصحيفة أن الأغلبية الديمقراطية عطلت بعض سياسات ترامب في ولايته الأولى، مثل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، لكن الآن، سيسيطر ترامب على كل من مجلسي النواب والشيوخ حتى نهاية ولايته في نوفمبر 2026.
وتتابع: "أما فيما يتعلق بمحكمة العدل العليا، فقد قام بايدن بتعيين قضاة جدد في ولايته الأولى، لكن في فترته الثانية، من المتوقع أن تشهد فرصًا لترامب لإعادة تشكيل المحكمة ليضم 5 قضاة اختارهم، لتصبح لديه أغلبية محافظة".
ييواصل ترامب أيضاً، وفق الصحيفة، تعزيز سلطته عبر تشكيل تحالفات متشددة، مثل تعيين حلفاء كإيلون ماسك في معركة للحد من الإنفاق الحكومي، بينما يعبر ماسك نفسه عن قضايا متطرفة قد تؤثر في السياسة الأمريكية والأوروبية.
وفي هذا السياق، أثار ماسك قلقًا في أوروبا، إذ زعم البعض أنه قد يتحول إلى داعم للأحزاب اليمينية المتطرفة، وفق التقرير.
أما في محيط العائلة، فإن بارون ترامب، الابن الأصغر للرئيس، أصبح شخصية محورية في الحملة الانتخابية، فقد ساعد على جذب الناخبين الأصغر سناً. ومع تزايد مشاركته في الحياة العامة، من المتوقع أن يكون له دور مؤثر في مستقبل العائلة السياسية.
وفي ما يتعلق بالخلافة المحتملة، يعتبر البعض أن دونالد ترامب الابن قد يكون الخليفة الطبيعي، لكنه قد يواجه منافسة من شخصيات مثل إريك ترامب وبارون ترامب. وأيضًا، يظهر جيه دي فانس، الذي كان ناقدًا لترامب في البداية، باعتباره أحد أبرز داعميه الآن.
من ناحية أخرى، يتوقع البعض أن يتزايد تأثير وادي السيليكون في السياسة الأمريكية، فقد بدأ رجال الأعمال مثل مارك زوكربيرج وجيف بيزوس في التقارب مع مواقف ترامب، بينما يبقى بيتر ثيل أحد أبرز داعميه الماليين.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يسعى ترامب لتحويل الولايات المتحدة إلى "عاصمة العملات المشفرة" على مستوى العالم، مستعينًا بأصدقاء في مجال التكنولوجيا مثل ديفيد ساكس وستيف ويتكوف لدعم هذا التوجه.
وفي مجال الهجرة، ستكون شخصيات مثل توم هومان وستيفن ميلر محورية في تطبيق سياسات ترامب المتشددة، مع احتمالية تعيين روبرت كينيدي جونيور وزيرًا للصحة، وهو ما يثير الجدل نظرًا لمواقفه المناهضة للقاحات.
وبذلك، يبدو أن ترامب سيواصل استخدام قوته السياسية والاجتماعية لتشكيل المستقبل الأمريكي بشكل يتوافق مع رؤيته التي تنسجم مع الشعبوية اليمينية السائدة اليوم.