الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
طوّرت أوكرانيا في حربها المستمرة مع روسيا صاروخًا محليًا قادرًا على تغيير موازين القوى يعرف بـ"فلامنغو"، في خطوة تهدف إلى تحقيق استقلالية أكبر بمجال التسليح في وقت تتراجع فيه المساعدات العسكرية الغربية تدريجياً.
الصاروخ الجديد، من إنتاج شركة أوكرانية تُدعى "فاير بوينت" أعلن عنه في أغسطس/ آب الماضي وخضع لاختبارات متكررة، وكانت النتائج إيجابية لصالح أوكرانيا، وتفوق في بعض المؤشرات على "توماهوك" الأمريكي.
المقارنة التقنية تُظهر أن مدى "فلامنغو" يبلغ نحو 3000 كيلومتر مقابل 1500 كيلومتر لـ"توماهوك"، وحمولة متفجرات تصل إلى 1100 كيلوغرام مقابل 500 كيلوغرام لدى نظيره الأمريكي.
أما من ناحية التكلفة، فيُقدَّر سعر "فلامنغو" بنحو 500 ألف دولار للواحد، مقارنةً بنحو 2 مليون دولار للصاروخ الأمريكي. وتبلغ سرعة "فلامنغو" نحو 950 كيلومترًا في الساعة؛ ما يجعله أسرع أيضًا.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الصاروخ بأنه "أقوى سلاح صنعتْه أوكرانيا على الإطلاق"، عمليًا، يتيح هذا المدى والحمولة لأوكرانيا استهداف نحو 70 من أصل 90 قاعدة جوية روسية، إضافة إلى غالبية مصانع السلاح. كما أن مدينة موسكو التي تبعد نحو 800 كيلومتر عن الحدود قد تصبح ضمن مدى الاستهداف؛ ما يزيد من الضغوط على الخصم.
لكن الميزة الأهم بالنسبة لكييف ليست الأرقام فحسب، بل حرية الاستخدام. ففي حين قدّمت دول حليفة صواريخ مماثلة، فقد رافق ذلك قيودا على استخدامها: "المملكة المتحدة وفرنسا حدّتا لفترات طويلة استخدام صواريخ كـ"ستورم شادو" إلى أهداف روسية داخل الأراضي الأوكرانية فقط، بحسب مجلة "لكسربيس" الفرنسية. كما فرضت الولايات المتحدة قيودًا على استخدام "توماهوك" و"إيه تي إيه سي إم إس".
من جهتها تشير صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية إلى أن امتلاك "فلامنغو" يعني أن "كييف قادرة على إطلاقه على أي هدف تختاره، دون أن تقيّدها قيود حلفائها عند قتالها للقوات الروسية".
وقالت لينا تيرخ، المدير التقني في "فاير بوينت" يجب أن ننمو جميعًا ونبني أمننا بأيدينا… ما نتعلمه هنا في أوكرانيا هو ضرورة التنويع والاعتماد على الذات. وهذا هو ما يجب أن تفعله أوروبا الآن أيضًا".
ولكي يكون "فلامنغو" مؤثرًا حقيقيًا في مآلات الحرب، يجب أن يقابله حجم إنتاجي كبير. تقول الشركة إنها تصنع حاليًا نحو 50 صاروخًا شهريًا، وتشير إلى إمكانية رفع الإنتاج لـ 200 صاروخ شهريًا مع نهاية العام.
ويوضّح المصنع أن السرعة في التصنيع تتحقق عبر تبسيط مراحله: بناء الأجنحة يستغرق ساعات قليلة، وصنع جسم الصاروخ (هيكل مكوّن من خليط من البلاستيك وألياف الكربون) يستغرق نصف ساعة فقط.
هذه الأجهزة الخفيفة تُجمّع باستخدام الغراء، وتُطبع أجزاء منها بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتُدفع بمحركات تشبه محركات جزازات العشب، وتُوجَّه بواسطة أنظمة ملاحة، بحسب ما كشفته "ذا إندبندنت".
أوضاع كهذه تطرح أسئلة استراتيجية وأخلاقية وقانونية حول تصنيع أسلحة مساعدة محلية خارج معايير حلف شمال الأطلسي، لكن بالنسبة للمهندسين والسلطات الأوكرانية، الأولوية هي أن "تعمل" الأسلحة وتكون متاحة بسرعة لدعم المعركة على الأرض.
