logo
العالم

من الردع إلى الهيمنة.. كيف أصبحت الصين تمتلك أكبر أسطول حربي في العالم؟

بحر الصين الجنوبي المصدر: رويترز

شهد بحر الصين الجنوبي الأسبوع الماضي تدريبات بحرية مشتركة، أظهرت بوضوح التوتر المتنامي بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين. 

وعلى الرغم من أن السفن الحربية الصينية كانت أقل عدداً من القوات المشتركة التي شاركت في المناورات، إلا أن وجودها اللافت سلط الضوء على قدرة بكين على الرد السريع وحماية مصالحها البحرية في منطقة تتسم بالنزاعات الإقليمية المستمرة، بحسب مجلة "نيوزيك".

تدّعي الصين سيادتها على معظم بحر الصين الجنوبي استنادًا إلى ما تسميه "حقوقًا تاريخية"، وهي مطالبات تتقاطع مع حقوق دول أخرى، أبرزها الفلبين، الحليف التقليدي للولايات المتحدة في المنطقة. 

وقد أصبح هذا النزاع محور اهتمام واشنطن، التي تعتبر الحفاظ على بحر الصين الجنوبي "حرًا ومفتوحًا" جزءًا من استراتيجيتها للحفاظ على التوازن الإقليمي.

أخبار ذات علاقة

"لغز مزدوج" يربك البحرية الأمريكية

"صدمة بحر الصين".. سقوط طائرتين أمريكيتين في غضون نصف ساعة (فيديو إرم)

في المقابل، تصر الصين على أن المناورات الأمريكية وحلفاءها، بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا والفلبين، "تثير المشاكل وتقوض الاستقرار". 

ويرى المحللون أن كلا الطرفين يستخدمان تدريباتهما العسكرية كأداة سياسية لفرض نفوذهما في المنطقة، ما يزيد من احتمالات المواجهات العابرة للخطوط البحرية.

التدريبات البحرية المشتركة

نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها التدريبات المشتركة المعروفة باسم "النشاط التعاوني البحري" (MCA) داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين، على بعد 230 ميلاً من الساحل.

شاركت في التدريبات سفن مدمرة وفرقاطات وطائرات بحرية من الولايات المتحدة، أستراليا، نيوزيلندا، والفلبين، بهدف تعزيز قابلية التشغيل البيني بين القوات المشاركة.

من جهتها، رصدت القوات الفلبينية وجود خمس سفن حربية صينية على مقربة من التدريبات، بينها سفينة تجسس من طراز 815A، ما يوضح استعداد الصين للمراقبة والتدخل في حالة الضرورة. 

أخبار ذات علاقة

سفينة قتالية من فئة النصر (MRCV) في سنغافورة

سنغافورة تطلق "سفينة النصر".. رسالة قوة تؤجج سباق التسلح في بحر الصين الجنوبي

وأكدت القيادة الصينية استمرار دورياتها الجوية والبحرية حول جزيرة هوانغيان (سكاربورو) لتعزيز سيطرتها على المياه المتنازع عليها منذ عام 2012.

الأبعاد الاستراتيجية والسياسية

تأتي هذه المناورات في سياق تقييم التحديات المشتركة قبل اجتماع رؤساء الأركان الأمريكيين والصينيين في ماليزيا. 

وحذر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث من أن الولايات المتحدة ستواصل "الدفاع بقوة" عن مصالحها في بحر الصين الجنوبي، مشددًا على أهمية الحفاظ على توازن القوى في المنطقة.

في المقابل، وصف العقيد تيان جونلي، المتحدث باسم قيادة المسرح الجنوبي الصيني، الفلبين بأنها "مثير المشاكل ومدمر الاستقرار الإقليمي"، مما يعكس الاستراتيجية الصينية القائمة على تحميل الأطراف الإقليمية مسؤولية التصعيد وتحجيم النفوذ الأمريكي.

التوتر في بحر الصين الجنوبي يعكس تعقيدات متعددة المستويات: النزاعات الإقليمية التقليدية، التنافس بين القوى العظمى، والتحركات العسكرية الاستعراضية لتعزيز النفوذ. 

وفي ظل تفوق البحرية الصينية العددي على قوات الولايات المتحدة وحلفائها في بعض المناطق، تصبح أي مناورة أمريكية محفوفة بالمخاطر، بينما توفر الصين شبكة مراقبة وقدرة ردع تكتيكية تمكنها من فرض سيطرتها على النقاط الحيوية.

أخبار ذات علاقة

غواصة أمريكية من طراز "يو إس إس أوهايو"

بحر الصين الجنوبي يشتعل.. مواجهة خفية بين الغواصات الأمريكية والصينية

من المتوقع أن تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها أنشطتها البحرية في المنطقة، بما في ذلك تدريبات مشتركة ومهام دورية لتعزيز حرية الملاحة ومراقبة التوسع الصيني. 

بالمقابل، ستستمر بكين في استخدام قواتها البحرية والجوية لإرسال رسائل قوة مباشرة، خاصة حول الجزر والممرات البحرية الاستراتيجية.

ويُظهر التوتر الحالي بين الصين والولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي أن المنطقة أصبحت مسرحًا لصراع متعدد الأبعاد يجمع بين السياسة، الاقتصاد، والعسكرية. 

ويعكس التفوق العددي للصين في بعض القطاعات البحرية استعدادها للتصدي لأي محاولات لتغيير الوضع الراهن، في حين تستخدم واشنطن وحلفاؤها التدريبات المشتركة كأداة لإبراز التزامهم بدعم حلفائهم والحفاظ على بحر الصين الجنوبي "حرًا ومفتوحًا". 

في هذا السياق، يظل البحر المحوري في آسيا الجنوبية الشرقية ساحة اختبار لاستراتيجيات القوة وموازين الردع بين الطرفين.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC