الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أكد المسؤول السابق بالبنتاغون، برنت سادلر، أن الولايات المتحدة تخوض حربا باردة جديدة وبالتحديد مع الصين، موضحا أن فنزويلا هي إحدى الجبهات الرئيسية.
وأوضح سادلر في حوار مع "إرم نيوز"، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تقرر حتى الآن إسقاط نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، خلال العملية العسكرية التي تجهز لها في الكاريبي، والتي يكمن هدفها في القضاء على عصابات المخدرات التي تهدد الأمن القومي الأمريكي.
وبين سادلر، أن استهداف عصابات المخدرات في فنزويلا يؤثر على بقاء مادورو في السلطة لعدة اعتبارات من بينها الارتباطات العميقة التي تجمع بينهم، موضحا أن حماية الحديقة الخلفية للولايات المتحدة في الكاريبي من نفوذ من الصين وروسيا، يكون له تجهيزات وترتيبات أخرى، تأخذ أكثر من سيناريو، وهذا ليس محور العملية الموجهة إلى فنزويلا.
تاليا نص الحوار:
هل ستنفذ واشنطن بالفعل عملية عسكرية في قلب كراكاس أم سيكون ذلك في محيط فنزويلا؟
حتى الآن ومع كل التجهيزات الأمريكية والاستعدادات العسكرية ومن بينها في قاعدة "روزفلت رودز"، فلا يستطيع أحد التنبؤ بالقرار وبما سيؤول له الأمر، ولكن من الواضح أن القصد من هذه التجهيزات والإعدادات في حال إتمام عملية عسكرية أمريكية، لن يكون استهداف قلب العاصمة كراكاس وإنما يكون ذلك العمل في خارج فنزويلا ومحيطها.
هل ستكون فنزويلا أول ساحة تترجم فعليا الهدف الخاص بتغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب؟
من الواضح أن هذه الأزمة هي الأولى التي يأتي معها تغيير اسم وزارة الدفاع إلى الحرب هي العملية العسكرية تجاه فنزويلا، ولكن ما هو مستهدف حتى الآن من تجهيزات واستراتيجيات بخصوص ذلك لن يكون أبعد من مهاجمة عصابات المخدرات في المياه الدولية لفنزويلا والتي تمثل خطرا كبيرا و تهديدا على الأمن القومي الأمريكي، أما ما يتعلق بالمجال الجوي، فهو مازال قيد النظر.
إلى أي مدى تستهدف إدارة ترامب إسقاط نظام مادورو؟
حتى الآن لم يتم الإعلان عن الذهاب إلى العمل على إسقاط نظام مادورو من جانب واشنطن، الهدف هو القضاء على مخاطر عصابات المخدرات في فنزويلا.
وفي الحقيقة في حال إتمام ذلك سيكون من الصعب على نظام مادورو البقاء في السلطة، لعدة اعتبارات من بينها ارتباطات عميقة تجمع بينهما وعلى أساس ذلك يقوي وجوده في السلطة والمساس بعصابات المخدرات يؤثر على وجوده في السلطة.
هل الأمر يتعلق بمراكب تجارة المخدرات أم الحقيقة تدور حول مواجهة النفوذ الصيني والروسي في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة؟
مثل هذه العملية والتجهيزات ليس هدفها مواجهة النفوذ الصيني والروسي أو أي حضور لإيران في الكاريبي أو نظام كوبا وما يجمع بينهم من ارتباطات بشكل مباشر، الجهود الأولى التي تستهدفها واشنطن فيما يتعلق بفنزويلا هو القضاء بأكبر قدر ممكن على عصابات المخدرات التي تهدد أمن الولايات المتحدة وقطع الطريق عليها في الوصول إلى الأسواق التي تعتمد عليها.
هل معنى ذلك أن التحركات العسكرية لواشنطن في الكاريبي ليس لحماية حديقتها الخلفية من الصين وروسيا؟
ليس ذلك محور العمليات، لأن الغرض الأول هو ضربات تنهي عصابات المخدرات التي لها أثر سلبي وتهديد كبير، أما بخصوص سؤالك حول حماية الحديقة الخلفية للولايات المتحدة من الصين وروسيا، فهذا الأمر يكون له تجهيزات وترتيبات أخرى، تأخذ أكثر من سيناريو.
ما مدى تأثير المناصرين للولايات المتحدة داخل فنزويلا في هذا التوقيت؟
هناك مناصرين للولايات المتحدة داخل فنزويلا قد يكون لهم تأثير قوي وهذا ما سيتحدد الفترة القادمة، وحضور واشنطن قائم على مستويات عدة في الكثير من الدول اللاتينية التي لم تعترف بإعادة انتخاب مادورو في كراكاس.
هل تريد إدارة ترامب إعادة صياغة الإطار السياسي بأمريكا الجنوبية في ظل اختلافات عدة مع رؤساء دول مثل البرازيل وكولومبيا وفنزويلا؟
لا، الهدف يتعلق من العملية التي يتم التجهيز لها هو حماية الأمريكيين من المخدرات والعصابات القائمة على ذلك التي تتمركز في فنزويلا وتهدد الداخل الأمريكي، العملية لا تخص الأجواء السياسية والاختلافات المتعلقة بذلك بين واشنطن ودول في أمريكا اللاتينية، والدليل أنها تتمركز حول فنزويلا وأنها تعمل على محيطها الذي يشهد نفوذا لعصابات المخدرات وعمليات تهريب هذه السموم إلى الولايات المتحدة.
ولكن مع ذلك، إذا تولت حكومات موالية السلطة بناءً على إرادة شعوبها في تلك الدول بشكل شفاف وديمقراطي، فعليها توقع رد فعل إيجابي من واشنطن، والنموذج على ذلك ما جرى في الأرجنتين، ورد فعل وتعامل الولايات المتحدة.
هل نحن أمام نسخة جديدة من الحرب الباردة على الهيمنة العالمية، يأخذ ملف فنزويلا جانبا منها؟
بالتأكيد، والولايات المتحدة تتعامل على هذا الأساس، نحن في حرب باردة جديدة، بالتحديد مع الصين، وهذا الأمر يحدث جزئيًا الآن في عدة مواقع من بينها فنزويلا.
