"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

logo
العالم

بين الدبلوماسية و"الضغط الأقصى".. انقسام إيراني حيال المفاوضات مع ترامب

بين الدبلوماسية و"الضغط الأقصى".. انقسام إيراني حيال المفاوضات مع ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المصدر: رويترز
06 فبراير 2025، 2:19 م

تشهد الساحة السياسية الإيرانية انقسامًا متزايدًا حول إمكانية استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، حيث تتباين مواقف المسؤولين والسياسيين حول جدوى الحوار والتداعيات المحتملة لتأخيره، في ظل استمرار العقوبات، وسياسة "الضغط الأقصى"، التي يروّج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب: أفضّل التوصل لاتفاق سلام نووي مع إيران

 تحذيرات من تأخير المفاوضات

وحذَّر المستشار السياسي السابق في رئاسة الجمهورية، حميد أبو طالبي، من أن التأخر في استئناف المفاوضات قد يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات دولية جديدة على طهران، مشيرًا إلى ضرورة تبني نهج "العقلانية السياسية" للحفاظ على المصالح الوطنية.

 ودعا أبو طالبي، في تصريح صحفي، إلى استغلال أي فرصة للحوار، بما في ذلك إمكانية إجراء اتصال مباشر بين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ونظيره الأمريكي، بهدف تجنب تصعيد التوترات، أو تفعيل آلية "سناب باك"، التي قد تعيد العقوبات الأممية على إيران.

تشكيك في نوايا واشنطن

من جهة أخرى، رفض المسؤولون في الحكومة الإيرانية الاتهامات بعدم السعي للحوار، مؤكدين أن طهران لطالما أبدت استعدادها للتفاوض، لكنها تشكك في مدى التزام واشنطن بتعهداتها.

وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، وحيد عزیزی، أن "إيران لا تخشى الحوار، لكنها تتساءل عن مدى التزام الطرف الآخر".

وأشار إلى أن التجربة السابقة مع الاتفاق النووي لم تحقق نتائج ملموسة بسبب عدم التزام الولايات المتحدة.

انقسام داخلي

ورغم المواقف الرسمية، فإن هناك تباينًا واضحًا داخل الأوساط السياسية الإيرانية بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وانتقدت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، ما وصفته بإزدواجية في المواقف بين المسؤولين، مشيرة إلى وجود تباين بين نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، حيث بدا الأول أكثر ميلًا للحوار، بينما تبنّى الثاني موقفًا أكثر حذرًا.

وقالت الصحيفة إن "موقف وزارة الخارجية بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة، باعتبارها الجهة المسؤولة عن الدبلوماسية في البلاد، يُبطل مواقف بعض الشخصيات داخل الحكومة التي دعت إلى التفاوض خلال الأشهر الماضية، وهناك تعارض بين المواقف العلنية لظريف وبين مواقف عراقجي والحكومة في لجنة الأمن القومي، إذ يدافع ظريف بوضوح عن التفاوض مع أمريكا سواء في الداخل أو الخارج".

واعتبرت الصحيفة أن "سجل ظريف السياسي يؤكد ذلك أيضًا، لدرجة أن البعض يعتقدون أن إصرار الإصلاحيين على بقائه في الحكومة، رغم كل الجدل المحيط به، ورغم عدم قانونية استمراره، يهدف إلى إبقاء باب التفاوض مع أمريكا مفتوحًا داخل الحكومة".

تشدد واشنطن  

وبالتزامن مع هذا الجدل، كثفت واشنطن ضغوطها على طهران، حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يسعى لإعادة فرض سياسة "الضغط الأقصى"، متوعدًا بخنق الاقتصاد الإيراني عبر العقوبات.

في المقابل، أكد القائد السابق لقوة القدس في الحرس الثوري، اللواء أحمد وحيدي، أن تصريحات ترامب "لا تؤثر على سياسات إيران"، مشيرًا إلى أن البلاد "مستقلة في قراراتها، ولن تنحني أمام الضغوط الخارجية".

وقال اللواء وحيدي، وهو عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، في مقابلة مع "جماران نيوز" تعليقًا على توقيع ترامب قرار "الضغط الأقصى" ضد إيران، وسعيه إلى تصفير صادراتها النفطية: "الرئيس الأمريكي في ولايته السابقة أدلى بمثل هذه التصريحات المبالغ فيها، وهو الآن يكررها، إنه يسعى إلى فرض سيطرته على بعض الدول لدفع سياساته الخاصة".

وأضاف وحيدي: "لا يوجد أي من المخططات التي تطرحها واشنطن يمكن وصفها بالعقلانية، كما أن دول العالم لا تعتبرها كذلك.. لقد وُجهت تصريحات أشد عدائية ضد إيران من قبل، لكن هذا النهج لا يشكل أي أهمية بالنسبة لنا.. نحن نتخذ قراراتنا، وننفذ سياساتنا، بشكل مستقل عن هذه الادعاءات والضغوط، وهذه التصريحات لن تؤثر على سياسات إيران".

"النفط مقابل الغذاء"

وفي ظل تصاعد الضغوط الأمريكية، حذَّر المحلل السياسي المحافظ، حسين كنعاني مقدم، من أن الولايات المتحدة قد تحاول تطبيق سياسة "النفط مقابل الغذاء" على إيران، وهو نفس النهج الذي فرضته، سابقًا، على العراق.

 وقال كنعاني، لـ"إرم نيوز"، إن "ترامب يسعى إلى تطبيق نفس سياسة النفط مقابل الغذاء التي فرضتها الولايات المتحدة، سابقًا، على العراق، لكن هذه المرة ضد إيران".

وأكد أنه "طالما أن العقوبات الحالية مستمرة، لا ينبغي لإيران الانضمام إلى FATF، لأن ذلك سيعوق قدرتها على الالتفاف على العقوبات، ولا ينبغي أن نحرم أنفسنا من هذه الفرصة عبر الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية FATF".

أخبار ذات علاقة

 وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

"ضمانات" مقابل إلغاء العقوبات.. إيران تقدم عرضا جديدا لإدارة ترامب

 الفرص الدبلوماسية

في المقابل، يرى النائب السابق عن التيار المعتدل، علي مطهري، أن التفاوض يمثل "خيارًا استراتيجيًا"، معتبرًا أن "إيران بحاجة إلى استغلال الفرص الدبلوماسية المتاحة لحل أزماتها الاقتصادية، ورفع العقوبات".

وأضاف مطهري، لـ"إرم نيوز"، أن "الادعاء بعدم الحاجة إلى الحوار ليس سوى شعار، فإدارة الدولة لا يمكن أن تعتمد على الشعارات فقط".

وقال: "يبقى مستقبل العلاقة بين طهران وواشنطن رهينًا للتطورات السياسية المقبلة، سواء على المستوى الداخلي الإيراني أو في المشهد الدولي الأوسع".

وتابع مطهري: "يواصل التيار المحافظ رفض أي تنازل أمام الضغوط الغربية، كذلك نحن نرفض التنازل"، داعيًا إلى "تبني نهج دبلوماسي أكثر براغماتية لتجنب عزلة دولية جديدة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC