اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن تراجع شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد مرور حوالي 100 يوم من بدء ولايته الثانية، إلى مستويات سلبية غير مسبوقة تُنذر بانهيار سياساته، التي لطالما نادى لتحقيقها.
وبحسب الصحيفة، أظهرت استطلاعات رأي متعددة هذا الأسبوع أن ترامب قد وصل إلى مستويات متدنية جديدة؛ حيث انخفضت نسبة تأييده في استطلاعات مركز "بيو" للأبحاث؛ إلى -19، و"إيكونوميست- يوجوف" إلى -13، "ورويترز- إبسوس"إلى -11، و"فوكس نيوز" إلى -11.
وأشارت الصحيفة، وفقًا لاستطلاعات الرأي العام، إلى أن أي تفويض منحه الناخبين لترامب فقد كان بـ"أفعاله الوقحة"، كما تزداد المؤشرات سوءًا على عدد من الجبهات السياسية المهمة بالنسبة له.
وذكرت أنه في حين يقترب ترامب من تلك المرحلة التي تُقيّم بها الإدارات الجديدة تقدمها المُبكر بشكل متزايد، هناك دلائل لا تُحصى على أن مشروع ولايته الثانية قد ينهار.
ونوهت الصحيفة إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لترامب هو أن معظم سياساته الرئيسية أقل شعبية منه؛ إذ إن صورته مدعومة إلى حد كبير من قبل الموالين له الذين قد لا يعجبهم ما يرونه لكنهم ما زالوا يقولون إنهم يدعمونه؛ في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من أن أرقام الاستطلاعات لا تعني أن رئاسة ترامب قد فشلت أو ستفشل؛ إذ لا يزال يحظى بدعم أكثر من 40% من الأمريكيين، لكن ربما يكون من اللافت للنظر أن الأمريكيين أكثر سلبيةً مقارنةً بأرقام ترامب الإجمالية فيما يتعلق بالخلافات الرئيسية في ولايته الثانية؛ حيث انتقد حوالي 6 من كل 10 أمريكيين كلاً من تعريفاته الجمركية وجهود إيلون ماسك المتعسفة لخفض البرامج الحكومية والموظفين.
وتشير أعداد متزايدة من استطلاعات الرأي إلى أن ترامب يُبدّد ما كان ينبغي أن يكون إحدى أكثر سياساته شعبية؛ الترحيل، ففي استطلاع رأي أُجري هذا الأسبوع، قال الأمريكيون بنسبة تقارب 2 إلى 1 إن على إدارة ترامب الالتزام بأمر قضائي لتسهيل عودة رجل رُحّل ظلماً إلى سجن في السلفادور، كيلمار أبريغو غارسيا - وهو أمر قضائي تتجاهله الإدارة.
وكما تشير استطلاعات رأي محدودة إلى أن الأمريكيين يرفضون بشدة إرسال الإدارة مئات من أعضاء العصابات المزعومين الآخرين إلى سجن السلفادور الوحشي دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وجهود ترامب لترحيل حاملي تأشيرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.
وبيّنت الصحيفة أن الأمر لا يقتصر على استطلاعات الرأي فحسب، بل يشمل أيضًا الخلافات وصعوبات الإدارة الواضحة في رسم مسار للمضي قدمًا وتجنب إلحاق الضرر بنفسها.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب أعطى إشارات متضاربة كثيرة جدًا بشأن مناورته في الرسوم الجمركية لا تُحصى؛ وتضمن ذلك إشارة إلى تراجع محتمل في الحرب التجارية المشتعلة مع الصين، وسط بعض أسوأ المؤشرات الاقتصادية منذ عقود.
وأضافت أن فترة ولاية ماسك على رأس إدارة كفاءة الحكومة تتجه نحو نهاية غير احتفالية بعد الخلافات وصراعات السلطة مع كبار الشخصيات في الإدارة وأعضاء مجلس الوزراء؛ وآخرها مع وزير الخزانة سكوت بيسنت.
وأشارت إلى أنه يُضاف إلى ذلك ما تسبب به وزير دفاع ترامب، بيت هيجسيث، من مشاكل لإدارة ترامب بسبب فضائح التسريبات الأمنية على تطبيق سيغنال.
وأكدت الصحيفة أن الوضع برمته يزداد فوضى؛ وعلى الرغم من أن ترامب قد يحاول تدبر أمره، بما في ذلك من خلال الضغط على الرسوم الجمركية والمخاطرة بأزمة دستورية بتحدي المحاكم لإجباره على الالتزام بأوامرها.
وأظهر ترامب بوضوح أنه يشعر بمزيد من التحرر في ولايته الثانية، ولم يُبدِ الجمهوريون في الكونغرس رغبة تُذكر في الوقوف في طريقه، لكن مع تأكيد المحاكم وجودها وتزايد نظرة الجمهور السلبية لما يفعله، فإن الجاذبية السياسية تُلقي بظلالها الثقيلة؛ والأمر استغرق أقل بقليل من 100 يوم.
