ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

لمواجهة روسيا.. بريطانيا تقود ثورة المركبات البحرية غير المأهولة

سفينة RFA Proteus في ميناء بريطانيالمصدر: رويترز

انطلاقا من تاريخها العريق كقوة بحرية، تقود بريطانيا الطريق بين الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" في تطوير المركبات غير المأهولة تحت الماء، وفقا لمجلة "ذا ناشونال إنترست" الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

سباق التسلح العالمي

سباق التسلح العالمي يتصاعد.. وخبراء يحذرون من "عواقب مؤلمة"

 ومع حديث الدول الأوروبية الأعضاء في "الناتو" عن إعادة التسلح في مواجهة ما يعتبرونه تهديداً عسكرياً روسياً متزايداً للقارة، صعّدت لندن من وتيرة إعادة التسلح.

ولا تعد إعادة التسلح الأوروبية كافية حتى الآن لتحقيق هدف حلف شمال الأطلسي، ألا وهو مواجهة القوة الروسية الهائلة شرقاً.

ومع ذلك، هناك بعض التطورات المثيرة للاهتمام التي يتم تداولها، مثل ثلاث منصات بحرية طوّرتها البحرية الملكية البريطانية.

Cetus  و Proteus و Scylla هي أسماء المركبات البريطانية الثلاث المُسيّرة المُضادة للغواصات (ASW) كجزء من برنامج "رأس الحربة" البريطاني الأوسع. 

وهذه المنصات البحرية (تحت الماء) تهدف إلى استكشاف وتشكيل مستقبل الغواصات غير المأهولة، والأنظمة الدوارة، والأنظمة ذاتية التشغيل.

ويلبي نظام Cetus الحاجة إلى منصة اختبار كبيرة للمركبات تحت الماء دون طاقم (XLUUV)/ الغواصات ذاتية القيادة. أما Proteus فهو نموذج تجريبي للمركبات العمودية ذاتية القيادة (محمولة جواً، ذات إقلاع وهبوط عمودي) لأغراض مثل نشر السونار، ونقل الاتصالات، وربما حتى الدعم اللوجستي. 

أما Scylla فهو نظام للغواصات لإطلاق واستعادة المركبات تحت الماء ذاتية القيادة (AUVs) عبر أنابيب طوربيد، وهو في جوهره مركبة تحت الماء ذاتية القيادة تُطلَق وتُستعاد من الغواصات لمهام متنوعة تشمل المراقبة السرية، وأعمال قاع البحر، وغيرها.

تنافس كبير

يشهد مجال الغواصات تنافساً متزايداً. وتستثمر روسيا والصين بكثافة في المركبات تحت الماء ذاتية القيادة، والعربات المنزلقة ذاتية القيادة تحت الماء، وأجهزة استشعار قاع البحر، وما شابه. 

وأثبتت حرب أوكرانيا بالفعل أهمية الطائرات المسيّرة في الحروب الحديثة. وتتبنى روسيا والصين هذه التغييرات بقوة، ويدرك البريطانيون الآن ضرورة القيام بذلك أيضًا.

وستكون القدرة على مراقبة مساحات كبيرة من المحيطات باستمرار، وحماية البنية التحتية تحت الماء (مثل الكابلات وخطوط الأنابيب)، واكتشاف الغواصات الهادئة، وتوجيه القوة تحت الماء، أمرًا حاسمًا.

وستساعد هذه المنصات التجريبية المملكة المتحدة على صياغة مبادئها وتقنياتها بما يتوافق مع حلفائها، مما يضمن وجود فهم مشترك لكيفية نشر المركبات ذاتية القيادة تحت الماء (AUVs) وكيفية دمجها مع أساطيل الغواصات.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاختبارات إلى أنظمة تشغيلية بحلول عام 2027-2030 تقريبًا، مما يضاعف قدرات بريطانيا في مجال الحرب المضادة للغواصات وحرب قاع البحر. 

ولن تحمل الغواصات طوربيدات وصواريخ فحسب، بل أسرابًا من المركبات غير المأهولة، تُطلق جميعها عبر Scylla  بهدف تنفيذ مهام الاستطلاع وكشف الألغام ورسم الخرائط الخفية. 

وفي الوقت نفسه، سيمنح نظام Cetus المملكة المتحدة القدرة على القيام بدوريات في مناطق شاسعة تحت سطح البحر بأصول خفية وغير مأهولة يمكنها البقاء لفترة طويلة وجمع المعلومات الاستخبارية ومراقبة التهديدات. 

وسيقلل نظام Proteus من الاعتماد على المروحيات المأهولة لمجموعات مهام الحرب المضادة للغواصات، بما في ذلك نشر السونار، كما سيقلل من خطر الدفاعات الجوية على طائرات المراقبة البحرية المأهولة، وسيسمح ذلك بوجود منصات مراقبة جوية أكثر ثباتًا وأقل تكلفة ومنصات نقل عبر البحار. 

وسيستفيد حلف الناتو ككل من هذه التوجهات. وسيؤدي نجاح بريطانيا في تطوير المركبات المسيّرة الثلاث تحت الماء إلى تعزيز القدرات الأوروبية المحلية في مجال الحرب المضادة للغواصات، وتبادل بيانات أوسع، وسلاسل مراقبة وكشف أكثر مرونة في المحيط الأطلسي وأماكن أخرى، والقدرة على الاستجابة بمرونة أكبر للتهديدات. 

والأهم من ذلك، أن ريادة المملكة المتحدة في هذه التقنيات ستجعلها شريكًا أكثر جاذبية ومُصدّرًا حقيقيًا للتكنولوجيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC