قالت مجلة "جون أفريك" إن الرئيس الكاميروني بول بيا مدد تفويض النواب والمستشارين البلديين، الأمر الذي أدى فعليًا إلى تأجيل الانتخابات المحلية حتى عام 2026. ويرى كثيرون أن تأجيل الانتخابات المحلية خطوة استراتيجية من جانب الرئيس بيا.
وأضافت أن "هذا القرار، على الرغم من أنه ليس مفاجئًا للبعض، يحمل تداعيات كبيرة على الأحزاب السياسية في البلاد، لا سيما الحزب الحاكم، وحركة الشعب الديمقراطي الكاميروني (RDPC)".
وذكرت المجلة أن "الرئيس بيا وقع المرسوم في 24 يوليو/تموز، قبل مغادرته إلى باريس لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، في أعقاب اعتماد البرلمان في وقت سابق قانونًا لتمديد تفويضات النواب، وبالتالي تأخير الانتخابات التشريعية".
وأوضحت المجلة أنه "من خلال تحديد موعد الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات المحلية، يهدف بيا إلى تعزيز موقف حزبه، إذ يسمح هذا التوقيت لمسؤولي حزب الشعب الديمقراطي الكاميروني بالتركيز على الحملة الرئاسية من دون تشتيت انتباههم بمعارك الانتخابات المحلية. علاوة على ذلك، فإن هذه المناورة تضغط على قادة الحزب لإظهار ولائهم وفاعليتهم في ضمان نجاح بيا، مع تعليق مستقبلهم السياسي".
من جانبه، أشار أحد كبار أعضاء حزب الشعب الديمقراطي الكاميروني إلى أن "هذا القرار يجبر أعضاء حزبنا على إثبات جدارتهم في الانتخابات الرئاسية أولاً، وأولئك الذين يفشلون في إظهار الالتزام قد يتم استبدالهم في الانتخابات المحلية اللاحقة".
ولفتت المجلة إلى أن حركة النهضة الكاميرونية (MRC)، بقيادة موريس كامتو، التزمت الصمت بشكل ملحوظ بشأن التأجيل، إذ تركز على مواجهة التصورات التي تفيد بأنه قد تُسْتبعَد من السباق الرئاسي القادم؛ بسبب نقص الممثلين المنتخبين.
وذكر جوزيف إيمانويل أتابا، رئيس قسم الاتصالات في حركة المقاومة الشعبية، أنه "لا يمكننا تأييد هذا التأجيل غير المبرر".
وأضاف: "مع ذلك، فإننا نختار عدم الخوض فيه علناً لتجنب الظهور كضحايا. نحن نستعد لجميع الانتخابات المقبلة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية، ونحن على ثقة من قدرتنا على تحدي حزب المؤتمر الديمقراطي الكاميروني".
وتستكشف حركة المقاومة الشعبية استراتيجيات عدة، لضمان مشاركتها في الانتخابات الرئاسية.
وإحدى هذه الاستراتيجيات، الشراكة مع حزب آخر، كما حدث في الانتخابات السابقة.
وتستعد الأحزاب السياسية الأخرى أيضًا للانتخابات المؤجلة، حيث تعمل الجبهة الديمقراطية الاجتماعية بقيادة جوشوا أوسيه على حشد قاعدتها من خلال جولات على مستوى البلاد.
كما يعقد حزب الكاميرون للمصالحة الوطنية بقيادة كابرال ليبي ندوات لتعزيز قدراته التنظيمية وصقل توجهاته الاستراتيجية.