ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
غيّرت القوات الأوكرانية من قواعد الاشتباك مع موسكو، إذ شهدت الساعات الماضية هجمات لأول مرة على 6 مناطق في العمق الروسي.
وهاجمت أوكرانيا روسيا من خلال عشرات الطائرات المُسيرة، لقدرتها على اختراق المجال الجوي للبلاد، إلا أن الدفاعات الجوية الروسية تصدت لها.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن أنظمة الدفاع الجوي أحبطت محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم كبير على الأهداف الروسية خلال الليلة الماضية باستخدام طائرات مسيرة.
وكشفت في بيان أن أنظمة الدفاعات الجوية الروسية نجحت في تدمير 13طائرة دون طيار أوكرانية، تسع مسيرات منها تم اعتراضها فوق أراضي مقاطعة بيلغورود، واثنتان فوق مقاطعة بريانسك، وتم إسقاط اثنتين منها فوق أراضي مقاطعة كورسك.
وتستهدف القوات المسلحة الأوكرانية، بشكل شبه يومي، المناطق الحدودية الروسية في القرم ومقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك وفورونيج، بالطائرات المسيرة والصواريخ؛ بهدف زرع الرعب في صفوف المدنيين.
وتعليقًا على تغيير قواعد الاشتباك الأوكرانية وتكثيف هجماتها على الأهداف الروسية باستخدام المسيرات، ومدى قدرتها على تحقيق الأهداف المرجوة منها، أكد خبراء أن روسيا تمتلك منظومات دفاعية لديها القدرة على اعتراض وإسقاط المسيرات والأهداف الأجنبية.
وأرجع الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، تكثيف الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية إلى استلام كييف كميات كبيرة من الأسلحة والطائرات المسيرة من أمريكا، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، وجيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، بإرسال أسلحة لأوكرانيا بما يقدر بـ 10 مليارات دولار حتى نهاية هذا العام.
يقول العميد نضال زهوي، الخبير العسكري ورئيس قسم الاستراتيجيا في مركز الدراسات الانثروستراتيجيا، إن روسيا تمتلك العديد من منظومات الدفاع الجوي، منها القديم والحديث، جميعها قادر على إسقاط الطائرات المسيرة.
وأضاف زهوي أن الأساس فيها يعد المنظومات الرادارية التي تمتلكها القوات الروسية، وهي متطورة جداً وتضاهي المنظومات الغربية، بل وتفوقت في بعض الأنظمة على المنظومات الغربية في طريقة اكتشافها للمقذوفات القادمة من أي مكان باتجاه الأراضي الروسية.
وأرجع، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، سبب هذا التطور لامتلاك روسيا صواريخ "أس 400" التي تحاكي الطائرات الشبحية، إذ تعد طائرات بسرعات هائلة فوق صوتية، ولذلك تم تطوير أنظمة الرادار محاكي الطائرات الشبحية الأمريكية، ولا يمكن للطائرات المسيرة أن تدخل وتضرب العمق الروسي في ظل وجود يقظة وتوقع بدخول طائرات مسيرة.
وأشار إلى أن "روسيا مفعلة جميع أنظمتها الرادارية، وبالتالي لا يمكن اختراقها بمثل هذه المسيرات، أما المسيرات الروسية فقد تدخل أي منطقة في أوكرانيا، ويصعب اكتشافها لأن أوكرانيا لا تمتلك هذه المنظومات الرادارية الحديثة".
وتابع: "يعرف الروس المنظومات الرادارية التي تمتلكها أوكرانيا بشكل جيد، وغالبيتها روسية الصنع من الطراز القديم، كما أن المنظومات الرادارية التي منحها الغرب لأوكرانيا تعتبر من الجيل القديم و"خردة" عسكرية".
واعتبر الزهوي، في تصريحاته، أن "التصعيد الأوكراني يأتي بهدف فرض أوكرانيا نفسها على النظام الأمريكي الجديد برئاسة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب".
واستطرد: "من الواضح أن ترامب لا يريد استكمال هذه الحرب على خلفية علاقته الجيدة مع روسيا، وإنهاء الصراع في أوكرانيا على حساب الجانب الأوكراني، في ظل وجود نظام زيلينسكي الذي لم يأخذ في عهد ترامب مساعدات أمريكية".
يضيف الخبير العسكري أنه بات من الواضح أن السياسة الأمريكية بمجيء دونالد ترامب ستختلف، وأن الحرب الأوكرانية الروسية في نهايتها، وفقاً لتصريحات العديد من المسؤولين الأمريكيين المحيطين بترامب، إلى جانب تصريحات ترامب نفسه.
وأشار إلى ما كتبه أحد أبناء ترامب على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، بأن مصروف زيلينسكي الشخصي قد ينتهي بعد 32 يوما، في إشارة لمنع المساعدات عن أوكرانيا بمجيء ترامب، وأنها ستكون ديونا على أوكرانيا وليست مساعدات، وبالتالي فهو لم يتحمل ذلك .
من جانبه، أكد د. محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن القوات الروسية أسقطت بالفعل على مدار الأيام الأخيرة عددا كبيرا من الطائرات المسيرة الأوكرانية، وهذا يعد دليلاً قوياً على استلام أوكرانيا كميات كبيرة من الأسلحة والطائرات المسيرة من أمريكا.
وأشار الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذا لن يغير شيئا في العملية العسكرية؛ لأن الطائرات المسيرة لا تعتبر تدميرية بشكل كبير مثل الصواريخ، وتؤدي لإصابة بعض الأهداف الاستراتيجية، فهي تستخدم لغرض دعائي.
وقال الأفندي إنه بحلول فصل الشتاء ستخف حدة العمليات العسكرية بسبب قسوة الطقس في هذه المناطق؛ مما يزيد صعوبة مهمة المسيرات التجسسية بوجود أجواء الطقس الممطر أو الثلوج والبرد.
وأضاف: "بالتالي يصعب على المسيرات التجسسية اكتشاف مواقع الجيش، كما أن الثلوج ستعيق تحركاته، وبالتالي فهناك هدنة اضطرارية وبطء في العمليات العسكرية، والوضع الميداني العسكري الروسي الأوكراني سيهدأ بسبب الظروف الجوية".
وأعرب عن عدم تفاؤله بتلك المفاوضات في ظل عدم استعداد الطرف الأوكراني لتقديم تنازلات مع عدم وجود جدية بالمفاوضات، إلى جانب عدم ثقة الطرف الروسي في أوكرانيا عن طريق الضامن الأمريكي والأوروبي.
وأشار الأفندي إلى وجود قوات أوكرانية محاصرة في عدة جهات من شرق أوكرانيا، وبالتالي يمكن أن يكون هناك تقدم ميداني طفيف مع نهاية شهر نوفمبر الحالي حتى تعاود الأجواء الميدانية السخونة مع حلول فصل الربيع، إذ تعود العمليات العسكرية في هذه المنطقة مع بداية فصل الربيع حتى نهاية الخريف.