في ظل تصاعد النزاع في أوكرانيا واستمرار المواجهات العسكرية في شرق أوروبا، قدمت روسيا نسخة جديدة من منظومة 300 مم متعددة الإطلاق "سارما"، المركبة على شاسيه كاماز-63501 بعجلات 8×8، في خطوة تعكس تركيز موسكو على تعزيز قدراتها الصاروخية بعيدة المدى وسط أجواء التصعيد الميداني.
بحسب الخبراء فإن النسخة الجديدة التي عرضتها شركة الدفاع الروسية "موتوفيليخينسكيي زافودي" خلال معرض صناعي في بيرم بحضور كبار المسؤولين، تعتمد على شاسيه كاماز-63501 المدرعة، مع مقصورة محمية ضد الرشاشات والشظايا، و6 أنابيب إطلاق لصواريخ 300 مم متوافقة مع كامل تشكيلة الصواريخ الروسية الحالية.
كما أن التصميم يسهل حركتها السريعة على الطرق، مع وقت تموضع وإخلاء منخفض؛ ما يقلل من خطر الرد الصاروخي المضاد، ويزيد المرونة التكتيكية على مستوى الوحدة.
وأكد مراقبون أن المنظومة الجديدة قادرة على إطلاق صواريخ موجهة بعيدة المدى، بما في ذلك نوعيات تورنادو-إس، التي تصل إلى 130 كلم، باستخدام أنظمة ملاحة بالقصور الذاتي مصحوبة بالأقمار الصناعية، وأجنحة تحكم قابلة للانتشار، وبرمجيات للطيران الآلي، ما يحقق دقة عالية، وتقليل التشتت، لتعويض حجم النيران المحدود مقارنة بالمنظومات الثقيلة.
ظهور النسخة الجديدة يأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط على القوات الأوكرانية في مناطق الصراع، لذلك فإن قابلية النقل السريع، والدقة الموجهة، تسمحان لروسيا بإعادة توزيع القوة النارية على جبهات متعددة؛ ما يزيد من التحديات التكتيكية للأوكرانيين، ويُعيد تشكيل ديناميات الرد الصاروخي في المنطقة.
التحسينات في "سارما" تشير إلى إستراتيجية روسية لتعويض نقص حجم القذائف بإمكانيات دقيقة، مع الحفاظ على قدرة التحرك السريع والتقليل من تعرض الوحدة للضربات المضادة..
وهذا بدوره يعكس تركيز موسكو على تطوير أنظمة صاروخية قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة مع مرونة عالية، بما يتماشى مع أساليب القتال الحديثة، والتحديات الميدانية المستمرة في أوكرانيا وشرق أوروبا.