إعلام سوري: انفجار سيارة في حلب وأنباء عن سقوط قتلى ومصابين
تعلو مؤشرات المخاوف الغربية، ليس الأوروبية منها فقط، بل الأمريكية أيضا، من القمة المرتقبة التي ستجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وما قد ينتج عنها بما يحقق طموحات الكرملين كافة في الحرب الأوكرانية وإعلان النصر هناك.
ووصف خبراء في تصريحات لموقع "إرم نيوز" المخاوف التي تسيطر على أوروبا قبيل انعقاد القمة بـ"الهستيرية"، نتيجة تخوفهم من احتمال تغيّر موقف ترامب من حماية أمن القارة العجوز ودعم أوكرانيا ضد موسكو، إلى تسوية الأزمة على طريقة بوتين مقابل صفقة يُعدّ لها الرئيس الجمهوري.
واعتبر الخبراء أن "المنطق قد انتحر" على يد ترامب، الذي صعّد من لهجته تجاه موسكو في الأسابيع الماضية، ووجّه غواصات نووية نحو روسيا، ثم سعى بكل قوة لعقد القمة المرتقبة مع بوتين.
وكان المتحدث باسم المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أعلن أخيرا عن مشاركة دونالد ترامب وقادة أبرز الدول الأوروبية وأوكرانيا، إضافة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، في "اجتماع افتراضي" يتناول ملف أوكرانيا.
كما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرا بأنه سيلتقي بوتين في 15 أغسطس/ آب في ألاسكا، فيما أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن واشنطن وموسكو تسعيان للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، وذلك من شأنه أن يثبت سيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها خلال عمليتها العسكرية.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن مسؤولين أمريكيين وروس يعملون على التوصل إلى اتفاق بشأن تلك الأراضي، تمهيدًا للقمة المرتقبة بين ترامب وبوتين.
ويؤكد الباحث في العلاقات الدولية، نبية واصف، أن إزالة مخاوف اندلاع الحرب العالمية الثالثة، التي كانت تحوم في ظل التوترات الأخيرة بين أكبر قوتين نوويتين، وما يبدو من توجه ترامب المفاجئ نحو إنهاء الحرب الأوكرانية، يبقي على "هستيريا" أوروبا من احتمال أن يضحي بها الرئيس الجمهوري قائمة.
وأوضح واصف، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الأوروبيين كانوا يتخوفون من أن تعود التوافقات أو المصالح المشتركة بين ترامب وبوتين، لكنهم تصوروا أن هذا سيستغرق عاما أو أكثر، في حين يبدو أن ترامب لا يريد إضاعة أي وقت، وينوي التفرغ سريعا لملفات أخرى، من بينها الملف الصيني.
وأشار إلى أن ما يشغل الأوروبيين الآن هو مصير أمن القارة العجوز، في حال مضى ترامب مع بوتين نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، خاصة بعد أن أبرم ترامب الصفقات التي أرادها مع الأوروبيين — سواء التجارية التي تمت في الأسابيع الأخيرة، وفرض فيها شروطه، أو العسكرية، عبر عقود وقعتها شركات سلاح أمريكية مع الناتو من خلال الصندوق الأوروبي العسكري والتسليحي الذي تأسس مؤخرًا.
وبيّن واصف أن هذا التحول جاء بعد أن كان ترامب قريبا للغاية من موسكو ومعاديا للناتو والأوروبيين، ثم غيّر موقفه تماما، والآن تترقب أوروبا ما ستخرج به القمة المقبلة، وسط مخاوف من تعديل جذري في الموقف الأمريكي.
وتابع واصف أن واشنطن تدرك أن فرض عقوبات على موسكو قد يعود بعواقب اقتصادية عليها، من بينها ارتفاع أسعار الطاقة؛ مما سيؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة. وبينما تبقى المخاوف الأوروبية من إنهاء الحرب وإعلان روسيا منتصرة قائمة، فإن الخسارة السياسية لن تُسجل على ترامب، بل على خصمه الديمقراطي، الرئيس السابق جو بايدن.
وفي السياق ذاته، يرى الخبير في الشؤون الأمريكية، أحمد سعيد، أن المخاوف من قمة ترامب وبوتين لا تقتصر على أوروبا، بل موجودة أيضًا داخل الولايات المتحدة، إذ يرى عدد من الساسة الأمريكيين أن "المنطق انتحر" على يد ترامب، بعد أن انتقل من التلويح بالعقوبات وتحريك الغواصات النووية باتجاه روسيا، إلى السعي الحثيث لعقد قمة مع بوتين.
وأشار سعيد، في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن هناك قلقا أمريكيا من إمكانية عقد صفقة على حساب الاستراتيجيات الأمريكية، خاصة في ظل التوقيت الحساس، ووسط إشارات إلى أن ترامب قد يتحرك بشكل فردي على حساب أوكرانيا لصالح موسكو، لا سيما بعد أن غاب الحديث عن مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الاجتماعات، وهو ما يُفسَّر على أنه تهميش لأوروبا.
وأضاف سعيد أن "ترامب، الذي كان قبل أيام يوجه الغواصات النووية نحو روسيا، هو نفسه من يسعى اليوم للقمة مع بوتين، رغم أن الأخير يقصف العمق الأوكراني بقوة، وكأنه لا يعبأ بتحذيرات الرئيس الأمريكي وتهديداته التي أطلقها الجمعة الماضية، ثم يذهب إليه بعد ذلك".
وأردف سعيد أن "ترامب أرسل مبعوثه ستيف ويتكوف في محاولة واضحة لإقناع بوتين بعقد اللقاء، في وقت كان يتحدث فيه ترامب نفسه عن عقوبات ضد روسيا وتحذيرات شديدة اللهجة. لذلك، فالمشهد يبدو متخبطا للغاية، والمخاوف الأوروبية مشروعة من أن يخرج من هذه القمة اتفاق أو تنازل يجعل بوتين يتجه لاحقا نحو شرق القارة كضربة بداية".