logo
العالم

لا تخسر الحروب الطويلة.. روسيا تعوّل على "حقيقة تاريخية" لهزيمة أوكرانيا

لا تخسر الحروب الطويلة.. روسيا تعوّل على "حقيقة تاريخية" لهزيمة أوكرانيا
فيلاديمير بوتينالمصدر: منصة إكس
11 يونيو 2025، 1:27 م

يرى كبير مفاوضي موسكو في محادثات السلام مع كييف، فلاديمير ميدينسكي، أن «مع روسيا، من المستحيل خوض حرب طويلة»، مستشهدًا بحرب بلاده التي استمرت 21 عامًا مع السويد في القرن الثامن عشر كدليل على تفوق البلاد في المعارك المطولة.

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن المفاوض الروسي يستعين برؤيته التاريخية مجددًا في محاولته إقناع أوكرانيا بأنه من الأفضل لها فك ارتباطها بالغرب وتبني شروط موسكو للسلام؛ لأنها «ستخسر المزيد من الأراضي».

أخبار ذات علاقة

عملية إطلاق مسيرات أوكرانية

روسيا تعلن تدمير 76 مسيّرة أوكرانية وتعلق الرحلات في 4 مطارات رئيسية

ويشير مسؤولون أوكرانيون إلى أن ميدينسكي، خلال محادثاته في إسطنبول، دأب على اللجوء إلى تفسيرات «مشكوك فيها» لصراعات من القرون الماضية، لمحاولة فرض وجهة نظره على الفريق الأوكراني.

ومن خلال تفسيرات الماضي، برز ميدينسكي، الرجل الصارم البالغ من العمر 54 عامًا، في الأوساط السياسية.

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ألّف سلسلة من كتب التاريخ الشهيرة بعنوان «أساطير عن روسيا»، هاجم فيها الكليشيهات البدائية، ودرس مفهوم «الروح الروسية»، وهاجم بشدة الادعاءات القائلة بأن الروس مستبدون في جوهرهم.

أخبار ذات علاقة

عناصر من الجيش الروسي

روسيا تسيطر على أراضٍ جديدة في أوكرانيا وتنشئ "منطقة عازلة"

وبصفته وزيرًا للثقافة في حكومة بوتين بين عامي 2012 و2020، سعى إلى تعزيز رؤية أكثر إيجابية لماضي روسيا.

ويزعم ميخائيل زيغار، الكاتب الروسي والخبير في الدائرة المقربة من بوتين، أن ميدينسكي هو الكاتب السري للعديد من نصوص بوتين التاريخية، بما في ذلك مقال نُشر في يونيو/حزيران 2021، والذي أنكر حق أوكرانيا في الدولة، وطرح العديد من المواضيع التي سيستخدمها بوتين لاحقًا في خطاباته.

ويرأس الوفد الروسي في المحادثات مع أوكرانيا منذ العام 2022، والذي تخلت عنه كييف بعد انسحاب روسيا من العاصمة الأوكرانية والمناطق المحيطة بها، وتركت وراءها أدلة على الفظائع التي عززت موقف كييف.

وقال ميدينسكي، في مقابلته مع "وول ستريت جورنال"، إن خطأ الغرب هو أنه ينظر إلى الحرب في أوكرانيا على أنها شيء يشبه الصراع بين إنجلترا وفرنسا، أي أنهما دولتان لهما تاريخ وثقافة مختلفان. وجادل بأن الحرب مع أوكرانيا هي بالأحرى "صراع أخوي" بين دولتين "تجمعهما لغة وثقافة مشتركة، وهما في جوهرهما شعب واحد، ومقدّر لهما أن تكونا حليفين وثيقين".

وحذر ميدينسكي الأوكرانيين من أن الحروب الطويلة مع روسيا تنتهي بهزيمة حتمية لأعدائها. واستشهد بحرب الشمال العظمى في بداية القرن الثامن عشر، التي واجه فيها بطرس الأكبر الإمبراطورية السويدية التي شنت حملة فاشلة على موسكو انتهت بهزيمتها الساحقة في معركة بولتافا في أوكرانيا، وخسارتها لاحقًا لمقاطعات البلطيق.

أخبار ذات علاقة

طائرات في قاعدة جوية روسية بعد الهجوم الأوكراني

تصعيد مرتقب.. روسيا قد تستهدف جهاز الأمن الأوكراني ومراكز التصنيع

وكان بوتين أيضًا قد استشهد بتلك الحرب كمصدر إلهام للحرب في أوكرانيا، مجادلًا بأن روسيا اليوم تستعيد أراضٍ من حقها.

قال ميدينسكي عن القتال مع السويد: "استمرّت تلك الحرب 21 عامًا. لا نريد ذلك. نريد السلام".

لكن تقرير "وول ستريت جورنال" يُذكّر بأن بعض الحروب الطويلة التي خاضها الروس انتهت بالهزيمة، بما في ذلك غزو أفغانستان، الذي استمر قرابة عقد من الزمان، واستنزف موارد موسكو، وانتهى العام 1989 بانسحاب عسكري عجّل بانهيار الاتحاد السوفيتي بعد عامين.

تأتي التصريحات الروسية وسط حالة شك كبيرة في كييف، التي تُكافح لإبطاء زحف القوات الروسية إلى أراضيها، وتعاني أزمة تجنيد، في ظل تراجع الحماس للخدمة العسكرية، بحسب مجلة "ذا ويك".

كما ترى المجلة أن نقطة ضعف أوكرانيا الإضافية تكمن في اعتمادها على الآخرين "في التمويل والأسلحة"، وأنها، بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فقدت الكثير من الدعم.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC