الاتحاد الأوروبي: عقوبات على 41 سفينة إضافية من ناقلات أسطول الظل الروسي
قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن محاولة الصين البقاء على "الحياد" خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لم تحقق أهدافها وزادت من أعداء بكين.
وذكرت المجلة، أن "الصين حاولت البقاء على الحياد، أو حتى السلبية، في حرب لم تتوقعها ولم ترحب بها، لكن هذا النهج لم يُخفف من حدة التوترات".
وتابعت: "بل على العكس، وخلافًا لرغبات الصين، رسّخت الحرب خصومات القوى العظمى بين الصين وروسيا والولايات المتحدة وأوروبا. لم يستفد أحد من هذه النتيجة، ولا سيما أوكرانيا".
وأوضحت المجلة، أنه "لا يوجد إجماع بين الباحثين الصينيين أو عامة الناس حول كيفية فهم الحرب، وبالتالي حول كيفية الرد عليها. كما أن علاقات الصين الوثيقة مع روسيا وثقافتها الاستراتيجية جعلت من الصعب على بكين الضغط على موسكو لتقديم أي تنازلات قد تصب في مصلحة أوكرانيا".
وبعد مرور 40 شهرًا على الحرب في أوكرانيا، لا تزال آراء أعضاء المجتمع الاستراتيجي الصيني، بمن فيهم مسؤولو السياسة الخارجية والأمن والباحثون والمحللون السياسيون، متباينة حول من يتحمل المسؤولية وكيف ينبغي لقادة بكين الرد.
ويرى بعض صانعي السياسات والمواطنين أن الحرب صراع بين دولتين لهما سيادة، انتهكت فيه روسيا وحدة أراضي أوكرانيا.
ونظرًا لتاريخ الصين الحافل بالغزوات الأجنبية، يتعاطف العديد من القادة والمواطنين الصينيين مع أوكرانيا.
ويؤكد الخطاب الدبلوماسي الصيني التزامها بالسيادة الوطنية والاستقلال ومعارضتها لاستخدام القوة ضد الدول الأخرى، وهي مبادئ تتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة وتعكس موقف أوكرانيا.
وبالتالي، فإن تصرفات روسيا تتعارض مع القانون الدولي الذي تدعي الصين التزامها به.
علاوة على ذلك، منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، أقامت الصين علاقات إيجابية مع أوكرانيا، لقد قامت أوكرانيا بتزويد الصين بالتكنولوجيا الحيوية، وأبرزها المحركات النفاثة، والتي كانت بمثابة نعمة للتنمية العسكرية والصناعية في الصين.
ويرى آخرون، أن "الحرب استمرارٌ لعملية إعادة تنظيم المنطقة الجارية بعد نهاية الحرب الباردة".
وتُعتبر الحرب في أوكرانيا أيضاً جزءاً من صراعٍ استمر عقوداً تجاهلت فيه الدول الغربية مظالم روسيا ومخاوفها الكامنة.
وكما أن معاملة الحلفاء لألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى زرعت بذور الحرب العالمية الثانية، فإن التعدي الغربي المستمر على الفضاء الجيوسياسي التقليدي لروسيا بعد الحرب الباردة أجج مخاوفها من التطويق.
ويتعاطف كثير من أفراد الشعب الصيني مع تصرفات روسيا، إذ يرونها هي الأخرى هدفًا للتطويق والاحتواء الغربي.
وعلى مدى العقود القليلة الماضية، صعّدت الولايات المتحدة وأوروبا الضغط على الصين سياسيًا واقتصاديًا.
ويعتقد معظم الصينيين أن الولايات المتحدة لا ترغب في صعود صين قوية، وتتخذ خطوات ملموسة لعرقلة تنمية الصين.
وترى المجلة أن موقف الصين الغامض من الحرب في أوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية يعكس هذا الانقسام الداخلي في بكين.
وتجسد ورقة الموقف المكونة من 12 نقطة بشأن أوكرانيا، والصادرة عن وزارة الخارجية الصينية في فبراير/ شباط 2023، هذا التوتر.
يؤكد المبدأ الأول في الوثيقة على "احترام السيادة الوطنية وسلامة الأراضي"، وهو بيان يدعم دفاع أوكرانيا عن أراضيها.
أما المبدأ الثاني في الوثيقة، والذي ينص على "وجوب أخذ المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الدول على محمل الجد"، فهو دعمٌ مُبطّن لمخاوف روسيا من الضغوط الغربية، بما في ذلك توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) فيما تعتبره موسكو حديقتها الخلفية.
وبينت المجلة، أنه عندما تنتهي الحرب، فإن كيفية تسويتها ستُشكل العلاقات بين الجمهوريات السوفيتية السابقة، وستُحدد مستقبل البنية الأمنية الأوروبية.
وإذا خرجت روسيا ضعيفة، فقد تُركز بعض دول أوروبا الشرقية والقوقاز جهودها أكثر نحو الاتحاد الأوروبي وتركيا، بينما قد تنتهج دول آسيا الوسطى سياسات خارجية أكثر توازناً للتحوط بين الصين وروسيا وغيرهما من الأطراف الإقليمية الفاعلة.
في المقابل، إذا انتهت الحرب لصالح روسيا، فقد تُحكِم موسكو قبضتها على هذه المناطق.
ستُشكل هذه النتائج المتباينة استراتيجية الصين. ما تريده بكين في النهاية هو بيئة إقليمية مستقرة ومنفتحة وقابلة للتنبؤ، تُمكّنها من الحفاظ على علاقات ودية مع توسيع مصالحها التجارية والاقتصادية.
ويُنذر كلا السيناريوهين المُحتملين بتوترات جديدة أو حتى صراع عنيف في المنطقة، مما قد يُوتر علاقات الدول مع الصين ويُسبب المزيد من المشاكل لبكين.
ويُناقش الاستراتيجيون الصينيون كيفية تطور هذه الاحتمالات لما بعد الحرب، وكيف يُمكن للصين أن تُجهز نفسها لإعادة ترتيب صفوفها في المستقبل.